الخبر وما وراء الخبر

“انصار الله ” احد محطات دولة الامام علي (عليه السلام)

215

بقلم الكاتب /زين العابدين عثمان

ونحن على موعد واقعة الغدير التي تعدّ من أهم واعظم الوقائع التاريخية في حياة الأمة الإسلامية حيث قام الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم خلالها وبُعَد عودته من حجّة الوداع والتوقّف في منطقة غدير خم بإبلاغ المسلمين بالأمر الإلهي الصادر بتنصيب علي بن أبي طالب عليه السلام إماماً للمسلمين وخليفة له صلى الله عليه وآله وسلم عليهم، والتي انتهت بمبايعته عليه السلام من قبل كبار الصحابة وجميع الحجاج الحاضرين هناك .

لقد تولى الامام علي ع مقاليد الخلافه الاسلامية وشرع في انشاء دولة اسلاميه تتضمن دوائر سياسيه اسلاميه وادارية واجتماعيه تهدف لخدمة الانسان وحفظ دمه وحقوقه وماله واكثر ما كان يميز هذه الدولة هو حفاظها على العدل وجعله عماد هذه الدولة المباركة وتفعيله على كل شبر من ارض الامة المسلمة دون اي استثناء او انتقاص وفقا لشرائع الله التي انزلت في محكم كتابه تعالى .

نجد في زمن حكم الامام علي اثناء ادارته لمفاصل الدولة الاسلامية بكل اشكالها وما يتضمن تحصينها من اي اخطار محدقه قد تغتال امنها واسقرارها فمثلا عندحالات اعلان الطوارئ لانرى في حكومة الامام اعتقالات عشوائية ولا احكام عرفية مناطقيه ولا تفتيش مفاجئ اومداهمات للبيوت وكذلك لم يتبع الامام اسلوب التقييد والاقامه الجبريه الا في الحالات التي فيها نوع من الاستعصاء والتي تستلزم الامر .

امكن للامام ان يؤسس اهم المبادئ الواقعية في خطاب الاعلام الاسلامي في الدولة التي حكمها فترة اربع سنوات.

واهم هذه المبادئ مكاشفة الامة بما يدور في اروقة القرار السياسي الاسلامي ومصارحة الطبقات الشعبية جميعها بما يجول في خاطر القيادات من اهداف وطموحات تتصل بالامامة.
وقد اهتم الامام (عليه السلام )بتنظيم الشوؤن الداخلية للدولة فقد اسس نظام الشرطة وعين اول رئيس للشرطة .واهم المبادئ السياسية المتعلقة بالشوؤن الداخلية التي كانت متبعة في عهده المساواة في العطاء والعدل والمساواة في الحقوق والواجبات والحرية امام القانون القرٲني. وايضا اقام الامام (عليه السلام)في زمن حكمه نظام التكافل او مايسمى بالضمان الاجتماعي فقد كان يرعى ويهتم بنفسه بالايتام والارامل والمسنين والعجزة وذوي الطبقات الفقيره .

لقد كانت دولة الامام علي ع دولة متكامله وشامله واعظم دولة وضعت لتنظيم شؤون حياة الانسان فقد اطاحت بكل مراكز الظلم وما يمس حياة الانسان والامة الاسلاميه على وجه الخصوص من اخطار داخليه كانت او خارجيه.

دولة الامام علي رغم تعرضها انذاك لوابل من للمكائد والصدامات من كثير من الشخصيات الاسلاميه والتي كان تحاول ان تضرب هذه الدوله باسم الاسلام وتزيل الامام عنها.

لكنها لازالت قائمه بل وانها اصبحت دولة ممتده الى قيام الساعه ففي كل عصر. وفي كل زمن تظهر دولة الامام علي على ايدي من يعملون. ويطبقون ما صدر عن النبي الاكرم يوم الغدير.

ففي زمننا هذا تحديدا في اليمن يعتبر النظام الذي يحكم “انصار الله ” هو نظام الامام علي وان دولتهم هي تلك الدولة دولة ماقبل 1400 عام دولة امير المؤمنين علي عليه افضل السلام