الخبر وما وراء الخبر

صحفي..  يبعث برسالة عاجلة إلى المؤتمريون وأنصار الله

454

بقلم/ عبدالعزيز شمسان

•    إلى أين؟ ســؤال الساعة، بل هو السؤال الذي سيضرب في الذهن، خصوصاً عندما يكون السؤال عن مصير بحجم مصير الوطن.

اليوم نتحدث عن مســتقبل قاتم ينتظر الجميع، الكل خَول نفســه صلاحية تحليل الوضع الراهن، وهم محقون في ذلك، لأننا نتحدث عن مصيرنا جميعاً، ونحن مسؤولون عن هذا المصير.
عندما انبش في ذاكرة موروثنا الشعبي من الأمثال وما تفتقت عنه ملــكات بعض ممن أفــاء الله عليهم بقريحة ولســان، اســتطاعت أن تُصير ما نضحت به لساســينها إلى قول حكيم جــرى بين الناس مثلاً، كالقول بـ: (الحجر من الأرض والدم من رأسك).

أتوقف كثيراً عند هذا المثل الدارج في اللســان لأني اكتشــف دائماً أننا أس البلاء وبيت الداء، ومكمن العلة في كل ما نعانيه.
ألــم يقال قديماً أن الأمم لا تخــترق إلا من الداخل خصوصاًعندما تكون جبهتها الداخلية متصدعة وغير موحدة.

قــد يعتقد البعض أنني في وارد الحديث عن الأســباب التي أفضت إلى النــزاع القائم بين        “حزب المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله” بــكل تضاعيفه، ولكني في واد ٍ آخر، وفي هم يحمل هم الوطن ككل، ولســت مســؤولاً عن تعين أســباب المشــكلة، لأن الحديث عن ذلك قــد يفضي بنــا إلى تفاصيــل نحن في غنــى عنها، ســيما وأن المجتمــع قــد فُرز بطريقــة يصعب احتواؤهــا، هذا إذا أردنــا أن نتكلم بصراحة ووضوح.

تراكمات كثيرة من المشاكل والأزمات السياسية هي التي قادت إلى مــا نحن عليه اليوم والمصيبة أننا نُحمل بعضنا البعض أســباب هذه النتيجــة، وهــي المصيبة التي لن تقــود أبداً إلى الوقــوف على الحلول الناجعة للمشاكل التي نعانيها.

مشــاكل كثــيرة وحلول غائبة ووطــن حَمل ذنــوب وأرزاء بنيه بما تنوء طاقته عن تحمله، إذاً كيف ســيحملنا هنا الوطن، وكيف سنبلغ بســفينته بر الأمان ونحن من يخرق في هذه الســفينة وبـ” وحي من الغيب، أو بإيحاء من العبث”.

دعونــي أحدثكــم إذاً، أنــه ومنــذ الأزل وحتى العــصر الحديث مر العالــم بحقب مختلفــة من الاحترابــات والاصطراعــات التي انتهت باحتلال دول ومســخ هويتها الثقافيــة والدينية، الشيء الذي لم يكن ليحــدث لولا أن المنتــصر في الحرب كان يدرك بوجــود فجوات داخل
مجتمعات هذه الدول ستقوده إلى تحقيق مآربه.

غــزو هولاكــو لبغــداد، احتــلال العرب لبــلاد الأندلس وهــو واحد من أطــول الاحتــلالات في التاريخ، خضوع الصين للاحتلال من قبل ســت دول في حقبة تاريخيــة معينة، فضلاً عن الحقبة الاســتعمارية البريطانيــة لكثير مــن دول العالــم والتي جاءت بفعل قــوة جذب من الداخــل نتيجة وجود نتوءات وتشــققات في هــذا الداخل، إلى حروب اليابان واحتلالها لبلاد شرق آســيا، إلى اســتقلال باكستان عن الهند، انفصــال الســودان عــن مــصر، احتــلال الصهاينــة لأرض فلســطين العربية.

التاريخ يعلمنا بأن الأمم المنتصرة هي تلك التي اســتطاعت أن تلم شــعثها وأن ترص صفوفها وأن توحد جبهتهــا وأن تلتقي تحت راية واحــدة وهدف واحــد؛ هنا فقط لا يمكن لأي أمــة أن تُهزم مهما كانت هذه الأمة قليلة العدد فقيرة العدة.

دروس كثيرة جداً من التاريخ يمكن أن نســتخلص منها العبر، وأهم عبرة في هذا المقام يا حزب المؤتمر وأنصار الله، أن الأمم لا تنتصر بفعل ما تملكه من قوة مادية، بل بحكــم ما تملكه من قوة روحية، قوة تتجســد بفعل وحدتها الداخلية.

والســؤال: متى نفهم أن وحدتنا هي سر قوتنا، وأننا بدون جبهة داخلية موحدة لن نساوي شيئاً؟

معادلة سهلة للغاية؟؟ فهل يعي المؤتمريون وأنصار الله، خطورة الوضع الراهن خاصة في ظل العدوان الغاشم، أم سيظل مصر بلد بأكمله على المحك.

تأبى الرِّماحُ إذا اجتمعنَّ تكسُّراً.. وإذا افتــــرقَنّ تكــسّرتْ آحادا