تحالف الأضداد
بقلم/ محمد قاضي
من المفارقات العجيبة لو تركزوا معي شويتين ستجدون بان الموتمر والاصلاح تحالفوا ضد الحوثي في ست حروب، تخللت تلك الحروب اتهامات متبادلة بين الحلفيين، فكان صالح يتهم الاصلاح وعلي محسن بانهم مستفيدين باستمرار الحرب لأستنزاف خزينة الدولة.
وكان الاصلاح وابواقه يتهم صالح بانه من يدعم الحوثي ويشعل الحرب بتلفون ويوقفها بتلفون، وان ابوعلي الحاكم ويوسف المداني هم اصدقاء واحبة احمد علي وهم ضباط في الحرس الجمهوري وغيرها من تلك التراهات، وان صالح وولده ادخلوا الوية الفرقة الاولى مدرع المحسوبة ايدلوجيا وعقائديا على الاصلاح من اجل إضعافها حتى تفسح المجال لتوريث صالح لنجله واستدلوا بان قوات الحرس لم تشارك في تلك الحروب الا بشكل محدود جدا حتى تحل محل الجناح العسكري للاصلاخ في النظام مستقبلا .
فعندما جاءت الحرب السادسة، تدخلت السعودية وواجه انصارالله الحليفين والسعودية في آن رغم محدودية الاماكانيات لتلك الجماعة، فبحث الاسياد مع الادوات انذاك عن كيفية الخروج من مستنقع صعده بماء الوجه، فـ تدخلت قطر بوساطة لتنسحب قوات الحوثي من داخل المواقع السعودية العسكرية في جيزان بمقابل وقف الحرب الظالمة على صعده وما جاورها، فجاءت ارهاصات الربيع العربي في المنطقة ، وظن الاصلاح بانه سيستأثر على السلطة وحيدا دون صالح فيما اذا نجحت ثورة فبراير، حتى انفجر الوضع بينهما وانقسمت دولة حاشد الى دولتيين كادت تعصف بمصالح وتركة 33عام لكلا الطرفين.
فـ بما ان الاصلاح والموتمر كانا يمثلان السواد الاعظم من الشعب اليمني والتحق بهم موخرا انصارالله، فكانت هناك لدي مخاوف من حدوث اي صدام في العاصمة بين الاصلاح والانصار عقب تولي هادي وحينما زادات الاغتيالات والتفجيرات تحت رعاية و غطاء سياسي وديني وما صاحبها من ارهاصات التي تبعت تلك الفتره، كنت اتصور بان الحرب ستكون بيننا كمواطنيين من طاقة الى طاقة، لكن الله عز وجل حفظنا بعين عنايتة، رغم ان الاصلاح شغل كل ادوات السياسية والاعلامية والارهابية والعسكرية والقبلية قبل تدخل اسيادهم، ومع ذلك لم تستطيع ان تحقق اي شي سوى الفرار والهروب لتلك القيادات التي وصفت بالبطله وهي تجر خلفها اذيال الخيبة والمهانة.
فبعد ان اختلف تحالف الاضداد وتحالف الموتمر مع انصارالله ضد الاصلاح، ربما كان للموتمر هدف ومصلحته من هذا التحالف وهو استنزاف وانهاك الانصار لمواجهه حليف الامس واسيادهم ايضا بعد تدخلهم في عدوان ضد كل ماهو يمني ، كما حصل التدخل انذاك في الحرب السادسة في صعده، من اجل إزاحة الانصار عن طريق الموتمر للعودة للسلطة مجددا دون منغطات والرقص على رؤوس الثعابين، لذلك تعود للاذهان تلك المخاوف من جديد عند البعض فيما اذا لو انفجر الوضع بين الموتمر والانصار هل سيحدث اقتتال اهلي بين قواعد وشعبية الطرفيين في الشوارع؟ هذه الفرضية استبعدها تماما لسبب بسيط جدا وهو ان اتباع وانصار الحوثي كلهم من نوع الشهيد عبدالقوي الجبري، فاذا كان من يتشدقون بالجهاد والحور العين اول الهاربين والفاريين من مواقعهم في الفرقة وجامعة الايمان فكيف سيكون حال الــــ ؟ وكفى.