الكلمة التاريخية لقيادة الثورة ،، كضرورة ملحة!
بقلم /عبدالله مفضل الوزير
وأنت تقف في صف وطنك مواجها لعدوان وغزو وتدمير عالمي لم يشهد له العالم مثيل في هذا العصر، ثم تأتي وهذا العدوان يعيش أيامه الأخيرة وقد أوهنه صمودك وتضحياتك التي جعلت من تلك الإمبراطوريات الاقتصادية العملاقة على حافة الإفلاس، وتسدد له الضربات المؤلمة، فيتجه في الأخير لشن أكبر تصعيد خلال فترة المواجهة فتأتي لحرف اهتمامات الناس عن مواجهة هذا التصعيد، وتقدم مبادرات استسلام وتدخل في صفقات مشبوهة، ضاربا بتضحيات الشرفاء عرض الحائط فماذا يعني ذلك.
خلاص كفاية مواجهة لهذا العدوان لأنه سينهزم!! هكذا يفهم الناس تحركك، وتكتفي بالقول أنك ضد العدوان وأن حشدك الموعود هو ضد العدوان وتعمل على سحب منهم في الجبهات تحت عناوين عدة ليحتشدوا إلى أكبر ساحة في العاصمة، فهل ستنتصر أمام هذا العدوان؟ أم انك تهيئ الساحة للعدو لأن ينتصر؟خاصة إذا كنت تعلم أن حشدك هذا يتزامن مع تصعيد خطير جدا يهدد العاصمة ويهدد البلد وأمنه واستقراره.
مهما ادعيت وكذبت فتفضحك الأصوات المؤيدة لتحركك هذا من مؤيدي العدوان بما فيهم أتباعك ممن أيدوا العدوان ولم تتخذ ضدهم أي موقف ووفرت الحماية لهم والحصانة من أي ملاحقة قضائية تنسجم مع العدالة في كل الشرائع.
لم يكن قائد الثورة قاصدا من كلمته أن نذهب نحو التراشق والاتهام لبعضنا البعض ثم يستمر الوضع كما هو عليه وتتمزق قلوب المخلصين والشرفاء والمواطن العادي لمثل هكذا حال وهم باحثين عن نهاية للفساد وعن استمرار الصمود والتضحية والانتصار لنسائنا اللاتي قتلن واللاتي اغتصبن والجريحات واللاتي أسقطت حملها، والثأر لقتل أطفالنا بأبشع الطرق وبالأسلحة المتطورة والحديثة، وقتل الآمنين في الطرقات والأسواق وصالات العزاء والأفراح.
كل ذلك ليس في قاموس الحليف السياسي المبجل الذي لا شريك له في الحكمة والدهاء..!
تلك جرائم بشعة بحاجة لأن نتذكرها ونتخيلها ونحدث أنفسنا كيف نوقفها لأنها لازالت مستمرة، هل نقدم تنازل لهكذا مجرمين؟ قدمنا لكنهم مصرين على إهانتنا..!
لنسأل أنفسنا ما الذي يحدث في عدن وتعز ومأرب؟ ألم يقدموا التنازلات من أول يوم وارتموا في أحضان الغزاة، لكننا نعلم جيدا بأن حالنا أفضل من حالهم، فيا ترى ما الذي يمنع دول العدوان من أن توفر لهم سبل العيش الكريم لترد الجميل للذين رحبوا بها؟ ما الذي يمنعها.
الجواب بسيط لأنهم غزاة وأصبحوا محتلين لتلك المحافظات فهل نمكنهم من البقية، من أجل تحقيق مكاسب سياسية لن نحصل عليها وإن حصلنا فهو على حساب كرامتنا
لم يكن السيد شاكيا ولا باكيا من حليف طعنه في الظهر وهو من أكرمه حين أهانه الآخرون، ولا متسع للحديث عن ذلك، نحن أمام ظرف حساس وتحمل السيد وأنصاره الطعنات المتكررة وكان في كل مرة يظهر ويخاطب الجميع وأولهم أنصاره بأن كفوا عن المناكفات فالعدوان أكبر من خلافاتنا، لم يكن حينها هناك تهديد للجبهة الداخلية بما ينعكس على المواجهات وكان هناك تقدير لحجم الاختراق والضغوط التي تمارس على علي عبدالله صالح وهذه الصراحة، أو كان السيد يأمل ذلك إلى أن ظهر الموقف الخطير الذاهب نحو تجميد الناس لصالح العدوان والذهاب بهم للحياد.
لم يكن السيد يعظ في خطبة جمعة كأي خطيب مسجد، أو يقدم تحليلا سياسيا في قناة كعبدالباري عطوان؟ بل قدم مكاشفة لشعبه الذين يحبهم سواء من محبيه أو ممن هم ضحية للتشويه والتعصب وغير ذلك، مكاشفة مبسطة وبالعامية تحدث لأول مرة، وأمام حكماء اليمن الشرفاء لإنقاذ بلدهم الغريق في مستنقع العمالة حتى النخاع وبما قاد لهذا العدوان ووفر غطاء شعبيا له.
هذه الكلمة التاريخية في ظرف تاريخي حساس كانت ضرورة لتدشين مرحلة جديدة للتخلص من أعباء قذرة أساءت لشرفاء البلد وكبلت المخلصين ومكنت العدو من تحقيق أهداف ما كان له أن يحققها لولا وجود العملاء والمرتزقة والطابور الخامس.
إن من حقك أن تحشد الملايين والله يزيد ويبارك لك، وليس من حقي منعك بل يجب علي دعمك لأنك كنت من ضمن الشرفاء، كما تظاهرت لكن ماذا يعني أن تحشد لشهرين متكاملين لاحتفالية لم تحتفلها طوال فترة حكمك وكان بيدك كل مقدرات البلد؟؟؟ تحشد وأنت تعلم أن هناك تصعيد في مختلف الجبهات وعلى أبواب العاصمة من جهة نهم ومأرب.
من حقك أن تحشد وإذا قررت أن تكون محايدا فليس من حقك أن تجر الناس للحياد تحت ذريعة أنهم أتباعك لأنهم ليسو أتباعك ولا أتباعي،،! هم ينتمون لهذا البلد ودور القيادات فيه هو أن تتخذ المواقف المنسجمة مع الفطرة الحيوانية قبل الإنسانية بالدفاع عن أي اعتداء وتجميدهم لتضرهم بما تعلمه بالنتيجة الطبيعية وهو الركوع والاستسلام بمبادرة ليست تخمينات أو لازالت في الكواليس بل أعلنتها باسم الشعب متنازلا عن منافذ البلد لدول العدوان وأعطيت بذلك شرعية للمنافذ المحتلة.
لماذا كل هذه الجهود الجبارة التي تبذلها من أجل حشد فئوي يجر الناس للحياد والاستسلام و مهاجمة بعضهم البعض تحت عناوين حزبية مقيتة تخدم العدوان؟
ألا تعلم أنك تحشد تحت عناوين كنت ترفعها في حروبك الظالمة التي لم ينتقم لها من لم يكن في قاموسهم يوما الانتقام، وتحشد الناس بأكاذيب وتشويه للشرفاء الذين هم في طليعة من يدافع عنك حتى استطعت أن تتحرك وتبني لك موقفا.
لنفترض أنك كنت في مأرب أو عدن أو تعز، هل يمكن لك أن تتحرك بهذه الحرية حتى ولو أيدت الشرعية المزعومة؟ ستخمد أنفاسك.
لو ذهبت لتسأل طفلا في السعودية والإمارات عن سر فشل العدوان من تحقيق كامل أهدافه، سيجيبك بأن ذلك يعود لتماسك الجبهة الداخلية اليمنية، ويعلم كما يعلم الجميع بأن أولوية تلك الدول المسعورة هو ضرب الجبهة الداخلية، وقد فعلت وأنفقت المليارات في سبيل ذلك وتمكنت من تحقيق بعض الأهداف عن طريق شراء إعلاميين ومفكرين يغردون من داخل صنعاء ليلا ونهارا وفي كل الأماكن ضد أنصارالله لتشويههم ودفع الناس للجمود وحرفهم إلى قضايا جانبية ويتداول إعلام العدوان كتاباتهم بكل وضوح.
قد يظن البعض بأن مرحلة ما بعد الكلمة سينجر الناس لقضايا جانبية بشكل أكبر وهذا غير صحيح لأنها كلمة عملية أتت لمعالجة الاختلالات الكبيرة التي عانى منها الشعب بفعل أيادي داخلية وستتوحد الرؤية بعد هذا التصحيح نحو البناء في مختلف المجالات ومن يتخاذل سيستبدله الله ولو بحمار، وستقطع الأيادي القبيحة من أي اتجاه كانت وفي أي مجال كانت سواء في مجال الفساد أو الخيانة أو العمالة مما سيزيل اليأس الذي تسرب إلى بعض القلوب لينطلق الجميع كصواريخ بالستية بإذن الله