الخبر وما وراء الخبر

تقرير:عدن تدفع الثمن من أمنها وحياة أبنائها

160

ذمار نيوز -صدى المسيرة  19-10-2015

إبراهيم السراجي

نقلت وكالة رويترز الدولية عن مسؤولين عسكريين سودانيين أن كتيبة من الجيش السوداني وصلت السبت إلى ميناء عدن لتنظم إلى قوات الاحتلال القائمة بهدف تأمين عدن التي تشهد انفلاتاً أمنياً غير مسبوق مضيفا أن عددهم يصل إلى 300 جندي وصلوا عن طريق البحر إلى عدن.

واعتبر مراقبون وناشطون جنوبيون ان خطوة استقدام قوات سودانية يعتبر مسماراً أخيراً في نعش فصائل الحراك الجنوبي المسلحة التي تعاني من تعرض قياداتها للاغتيال وعدم الثقة بهم لتأمين عدن بعد المماطلة في دمج مسلحيهم فيما يسمى “الجيش الوطني” وهو ما يعد تسريحاً لهم بعد استخدامهم لاحتلال مدينتهم.

كما اعتبروا أن السعودية أرادت تعزيز الوجود الأجنبي في عدن وإقصاء مسلحي الحراك الجنوبي للضغط عليهم من جديد بهدف دفعهم للقتال مع قوات الاحتلال ومرتزقته في جبهة مأرب وتعز.

على صعيد آخر لا توجد لدى حكومة الاحتلال في عدن أي خطط أو نوايا لتأمين عدن وما يقوله الواقع أن ما تم التخطيط له في عدن هو فرض حالة انعدام الأمن من أجل خلخلة الفصائل المختلفة الموجودة على الأرض لجعلها في حاجة دائمة إلى سلطة الاحتلال ويبدو أن عدن وسكانها يدفعون الثمن من أمنهم وحياتهم فيما قوات الاحتلال مهمومة بتأمين نفسها باستقدام القوات السودانية.

تستيقظ عدن كل اليوم وتضبط عدادها لحساب عمليات القتل التي تحدث في الشوارع ولا ينتهي يوم عليها إلا وقد أغلقت على أربع او خمس عمليات قتل لمواطنين واغتيال قيادات وكذلك نهب واقتحام مقرات وبنوك وجامعات.

واستيقظت عدن أمس الأحد على خبر مقتل مواطن في العقد الثالث من العمر يدعى “هيفان” قام مسلحون بإطلاق الرصاص عليه من على متن دراجة نارية في التواهي وبقيت جثته ملقاة في الشارع لساعات طويلة.

كما عثر مواطنون في عدن على جثة رجل يعمل في احدى شركات الأدوية كان قد اختفى منذ أسابيع.الجثة تعود لشخص يدعى يونس أحمد قاسم الذي اختفى في ظروف غامضة ووجدت جثته وعليها آثار تعذيب وتأكيدا للغياب الأمني الكامل في عدن فإن مدير الشركة لم يلجأ لأي جهة أمنية ليبلغها باختفاء أحد عماله بل لجأ لإصدار بيان صحفي.

وقال مدير الشركة في بيانه أن العامل يونس خرج من مقر عمله في مهمة تحصيل من العملاء في مناطق الشيخ عثمان والمنصورة بعدن وهو ما يشير إلى أن عملية اختطافه وقتله تمت من قبل لصوص مسلحين بهدف الاستيلاء على الأموال التي تم تحصيلها في المهمة كما قاموا بنهب سيارة الشركة التي كان الضحية يستخدمها في عمله الميداني.

أما أمس الأول فقد كانت عدن على موعد مع أربع عمليات قتل في الشوارع حدثت الأولى عندما قام مسلحون باعتراض سيارة موظف إماراتي يعمل في الهلال الأحمر الاماراتي ضمن توليفة الاحتلال القائم في عدن وقام المسلحون بإطلاق الرصاص عليه وأردوه قتيلا.

بعد ذلك قام مسلحون بقتل شاب في العقد الثاني من عمره وذلك بإطلاق الرصاص عليه في جولة جعولة في عدن قتلته على الفور وفي ظل غياب الأمن بقيت الجثة أيضا ملقاة في الشارع دون أن يجرؤ أحد على نقلها للمستشفى أو تتواجد جهة رسمية لتقوم بذلك.

كما عثر على جثة شاب عشريني أيضا في منطقة نائية كان قد تعرض للاختطاف منذ أيام قبل العثور عله مقتولا وتظهر على جثته علامات اعتداءات وتعذيب تعرض لها أثناء اختطافه

لم تكتفي الأيدي العابثة في أمن عدن يوم السبت الماضي عند ذلك قبل أن يدلي عناصر تنظيم القاعدة بقتلهم حين اعترضوا مواطناً أمام بريد البساتين كان بصدد الاستفسار عن راتبه قبل أن يطلق مسلحو القاعدة عدة أعيرة نارية على جسده أردته قتيلاً وعلى غرار عمليات القتل ظلت جثته ملقاة في الشارع ولم توضح الوسائل الإعلامية كيف تم اجلاء الجثة بعد ذلك.

وفيما كان مسلحو القاعدة يقتلون ذلك المواطن كان زملاؤهم يقتحمون كلية العلوم الإدارية بمحافظة عدن، بحجة منع الاختلاط حسب المصادر المحلية، ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الصور لملثمين يحملون الأسلحة في الحرم الجامعي لمنع الاختلاط بين الشباب والشابات في الكلية فيما يبدو انه أحد مظاهر إحكام سيطرة التنظيم التكفيري للمحافظة على غرار المكلا بدعم سعودي غير محدود.

كما أفادت مصادر محلية انه تم نهب محتويات فندق القصر – مقر حكومة الهارب بحاح السابقة-الامر الذي يعكس حجم الانفلات الأمني في المحافظة اليمنية المحتلة والتي بلغت حد نهب اهم المقرات التابعة لمرتزقة العدوان والمقر السابق للحكومة، وتفيد الدلائل ان نهب فندق القصر دليل اضافي على انعدام النية لدى بحاح وحكومة المرتزقة في الرياض بالعودة إلى محافظة عدن تاركين المواطن يواجه ويلات القاعدة وانعدام الخدمات وهم في فنادق الرياض الفاخرة.

ولأن على عدن وأبناءها أن يدفعوا الثمن وحدهم ودون غيرهم فقد أعلنت مليشيات هادي في عدن أنها ضبطت السيارة التي اعترضت الموظف الاماراتي ولم تضبط المسلحين كما أن رواية ضبط السيارة ليست مؤكدة غير أنها تظهر أن الاهتمام منصب على أمن قوات الاحتلال حيث لم تعلن تلك المليشيات أنها اتخذت أي خطوة للتوصل إلى قتلة عشرات المواطنين الذين يقتلون كل يوم في شوارع عدن.