الخبر وما وراء الخبر

عام من التنازلات

185

بقلم / عبدالسلام محمود جحاف

عام على اجراء أول انتقال سلمي حقيقي للسلطة في اليمن بعيدا عن الانتخابات الزائفة..

كان هناك توجس وقلق وارتياب من جميع الأطراف السياسية في اليمن عند التحدث عن كرسي الرئاسة والحكم وشرود وتخويف ووووو..حتى اصبح الكرسي عازفا للثعابين يتلهى بها وان غفل عنها تجرع سمها …

فهل من المعقول أن يترك الحوثي محمد موقعه كرئيس للجنة الثورية العليا ويتنازل انصار الله عن إعلانهم الدستوري إرضاء لطرف سياسي أو مكون حزبي ؟ التجارب اليمنية عريقة بتشبث الحزب أو المكون بالكرسي الكبير “الرئاسة ” والكراسي التابعة “الحكومة والهيئات ” وخلف العادة عداوة إلاّ عند انصار الله

نعم.انصار الله يتنازلون

يقدمون التنازلات والتضحيات وكذلك السلطة

فيعود الحوثي مواطنا فاعلا في مواجهة العدوان وحسب، مفتخرا بهذه الصفة جل الافتخار غير مبال بكل المكاسب التي حققتها الثورة في السلطة ..

جرت العادة ليس في اليمن فقط بل و في الدول العربية عامة على أن لا يزاح أي رئيس أو أمير أو حتى ملك من كرسي الحكم إلاّ بالاغتيال أو الموت أو الانقلاب العسكري وما حدث هنا ليس أمراً عاديا أو عابرا في اليمن وبعيداً عن المألوف وبدون انتخابات مزيفة ومضللة ومزورة وبدون اعدادات مسبقة تهيئ الرأي العام لبروز وجه جديد لليمن وتشكيل مجلس سياسي أعلى يقود المرحلة الحرجة والخطرة جدا ينبري” اتفاق تاريخي ” يلقى تأييداً شعبياً واسعاً نتج عنه نقل السلطة بسلاسة بدون انتخابات ولا اغتيالات ولا انقلابات ولا حروب أهلية ليس هذا فحسب فالعالم يشن حربا عسكرية على البلد ومش أي حرب وحصار مطبق ويفترض بالناس يكونوا في حالة هلع ونزوح وتشتت وتشرذم إلا أن اليمني بفضل الله يحقق إعجازا وإنجازا فالمعحز الاتفاق والإنجاز الصمود

لوحات فنية ينقشها اليمني على جدران التاريخ ليخلدها عزا ومجدا وكرامة …