الخبر وما وراء الخبر

مَن يدّعي الشرعية لا يشارك في تمزيق أَوْ احتلال الأرض!

181

بقلم / عبدالمنان السنبلي

بصراحة لم اعد استبعد أن نسمع قريباً من على قناة أبو ظبي خبر توقيع الإمارات على عقد استئجار منطقة بلحاف وما حولها لمدة تسعة وتسعين سنة مع حكومة الشرعية كما سمعنا من قبل خبر توقيع عقودٍ مماثلة في سقطرى وجزيرة ميون لا لشيءٍ إلا لكي يبقى صاحب الفخامة رئيساً شرعياً حتى ولو ظل عرشه العمر كله جاثماً هنالك في الرياض!

السلطان العثماني عبدالحميد رفض أن ينقذ عرشه وإمبراطوريته العظمي مقابل أن يسمح لليهود بالاستيطان والتملك في فلسطين، وصاحبنا لا يمانع في أن يهب اليمن كلها أرضها وبحارها وتاريخها وحضارتها بشخطة قلمٍ لعله يرى في حنايا هذه الشخطة وهماٍ ملكه الضائع وعرشه السليب!

في الحقيقة لقد بت أشعر اليوم أنهم وفي ظل تضاؤل آمال عودتهم وشرعيتهم الحمقاء وبعد أن تيقنوا بأنهم لم يعد لهم قبول لا في الشمال ولا في الجنوب، قد بدأوا يمارسون أعمالاً انتقامية من الوطن والشعب الذي وقف صامداً في وجه عبثهم وانتهازيتهم الرخيصة، مستغلين بذلك تمالُؤَ المجتمع الدولي واعترافه الماكر بهم، فذهبوا يكبلون الشعب باتفاقياتٍ ومعاهداتٍ دوليةٍ مجحفةٍ وطويلة المدى كنوعٍ من الانتقام من جهة وكنوعٍ من رد الجميل لأسيادهم من جهة أُخْرَى!

وإلا ما علاقة الإمارات مثلاً بمنطقة بلحاف أَوْ سقطرى أَوْ ميون إذا كان هدفهم هو (تحرير) صنعاء – كما يدعون – وإعادتها إلى أحضان الشرعية؟!

ما علاقتها أيضاً بتشكيل وتدريب مثلاً قوات الحزام الأمني في عدن وقوات النخبة (الحضرمية) واليوم قوات النخبة (الشبوانية) في شبوة؟! وهل لهذه القوات صلةٌ أصلاً بشرعية هادي والمناطق العسكرية المتواجدة في تلك المناطق والمُشَكَّلة بموجب قرارٍ جمهوريٍ من هادي نفسه في حقبة ما سُمي بهيكلة الجيش وإعادة انتشاره؟!

والله أنني عندما أسمع هذه المسميات المناطقية أشعر وكأننا قد عدنا إلى عهد الاستعمار وحقبة المحميات والسلطنات العميلة التي جاءت ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة للقضاء عليها والتخلص منها، فهل هذه هي شرعيتكم المنشودة يا أصحاب الشرعية؟!

إن سكوتكم اليوم يا أصحاب (الشرعية) المزعومة وتغاضيكم عما يجري للأرض في الجنوب لا يعني سوى شيء واحدٍ هو مباركتكم لهذا الأمر ومشاركتكم فيه، وبالتالي فأنتم اليوم متورطون بما هو أكبر من استقواءكم بالأجنبي واستدعائه لضرب بلادكم وشعبكم؛ أنتم متورطون بتنفيذ مخططات ذلك الأجنبي في بلادكم وتقديم التسهيلات اللازمة التي تمكنه من السطو على مقدرات وخيرات أرضكم وشعبكم، فلا داعي للتباكي كثيراً على وطنٍ لم تتورعوا لحظة في تمزيقه والتآمر عليه والانتقام منه! فقد عرفكم الشعب وأدرك نواياكم!