قراءة في واقع الجبهة بين رؤية الخيارات الاستراتيجية والفعل العسكري
بقلم/ وليــــــــد الحســـــــــام
الفعل العسكري المتجسد على الواقع وأثره الحيّ ، ونتائجه الإيجابية ، وكل ما يتحقق فيه من إنجازاتٍ ميدانية يخجل إزاءها تحالف العدوان المكوّن من حوالي عشرين دولة ويغفل قيمتها العسكرية والتاريخية بعضُ مَن يتمترسون في موقف مواجهة العدوان هو _ أي الفعل العسكري _ الخطوات التطبيقة نحو الانتصار وهو سطورُ المجد التي يسجلها التاريخ ويحتفظ بها للأبطال المجاهدين (الجيش واللجان الشعبية) ، وما هو خارج هذا الفعل الذي ينتجه أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية هو عبارة عن شرح أوتوضيح في الهامش أسفل صفحات التاريخ ، بمعنى أنه ليس فاقداً قيمة الدور ولكنه ليس بقيمة الفعل العسكري بخصوصيته الجهادية اليمنية ، وباعتبار القيمتين الدينية والوطنية وهذا مايجب أنْ يتنبّه له السياسيون والإعلاميون والمثقفون .
— قيمة الفعل العسكري ثابتة وفي ارتقاء :
بالنسبة لقيمة المفردة العسكرية وفعلها اليمني المؤثر في معسكر العدوان وتحالفه الذي تتمترس فيه دول وقوى نازية شيطانية إجرامي فإن هذه القيمة ثابتة ومتنامية في أغلب الأحوال وليست بحاجة إلى أن نروِّج أو نسوِّق لها، ويمكن لمن يريد التّأكُد بنفسه أن يقوم بالمقارنة في الإمكانات العسكرية المتواضعة للجيش واللجان الشعبية اليمنية وما يحققونه بتلك الأدوات العسكرية المتواضعة من إنجازات عظيمةٍ دفاعية وهجومية أيضاً في مواجهة ضخامة تحالف العدوان بما لديه من إمكانات مهولة وثروة كبيرة وأسلحة متطورة وقوى دولية إجرامية داعمة ومتجندة بكل إمكاناتها في العدوان على يمن الإيمان ، وللعلم فإن النشاط الإعلامي وما يتضمنه من حركة صحفية وكتابيةٍ يكتسب قيمةً أكبر كلّما اقترب من عرض وقراءة وتناول واقع المشهد العسكري وإنجازات جبهة المواجهة .
—اعترافات العدوان تؤكد عمق رؤية الخيارات الاستراتيجية :
اعترفات تحالف العدوان كثيرة ومستمرة حتى الآن وكلها تفيد فشل العدوان وانكساره حيث اعترف العدوان بأن الفترة الزمنية التي كانت من ضمن تصورات مخططه محددةٌ مابين 20_27 يوماً كأعلى حدٍّ ويكون العدوان _ حسب تصورهم _ قد انتهى من حربه وسيطر على اليمن بشكل كُلّي ،، المحللون السياسيون التابعون لتحالف العدوان يصرحون دائماً بقولهم : لم نكن نتوقع أبداً أن تستغرق الحرب على اليمن أكثر من شهر .
ولكن هاهي الفترة الزمنية تصل إلى عامين ونصف العام ومازال النَّفََسُ اليمني _ حسب ما أشار إليه قائد الثورة _ طويلاً، وكلُّ ما يحدث على الأرض هو على عكس تصورات تحالف العدوان وخططه .
الخيارات الاستراتيجية التي أعلنَ عنها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطابٍ له بعد أيامٍ من بدء العدوان على بلادنا قد تحقق منها الكثير وما زال الكثير منها مطروحاً بين يدي جبهة اليمن المواجهة للعدوان ، وما أثبته الواقع أن رؤية قائد الثورة التي تضمنتها الخيارات الاستراتيجية أعمق بكثيرٍ من كل خُطط وتصورات التحالف السعودي الأمريكي _ بكل خبرائه العسكريين _ الذي بنى عدوانه على توقعات ضيقة وسطحية حيث كان يعتقد أن اليمن والقوى الوطنية المواجهة للعدوان لن تتجاوز موقف الدفاع ، وإذا بتحوّلاتِ الواقع الحربي تمزّق توقعاتهم بأنياب المُرَابطة والصمود، ويتجاوز اليمنيون خطوط الدفاع إلى أفق أوسع هو الهجوم والاقتحام وتطوير القوة الدفاعية وإسلاحتها وتحقيق أهدافٍ استراتيجية بداخل العمق السعودي وضرب ما كان يسمى بحرس الحدود السعودي وتمزيقه على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية .
—الإنجازات العسكرية تحكي للتاريخ :
عشرات البارجات التابعة للعدوان تم ضربها والتنكيل بها في عرض البحار اليمنية ، والعشرات من الطائرات (الإف16) و (الأباتشي) أُسقطتْ إلى الأرض بسلاح أبطال الجيش واللجان الشعبية، المعسكرات السعودية والمواقع والأبراج في نجران وجيزان وعسير تم اقتحامها وسقطت بأيدي رجال الرجال المجاهدين،كما تم ضرب القواعد العسكرية السعودية (خميس مشيط، قاعدة خالد، قاعدة الملك سلمان، قاعدة الملك فهد) وتم تدمير مخازن الأسلحة السعودية التي دفع عيال سعود مليارات الدولارات عند شرائها من أمريكا وغيرها، وكذلك ضرب الشركات النفطية وينابيعها (ارامكو) والضربة الأخيرة في (ينبع) تم ضرب كل هذه القواعد والشركات النفطية بعشرات من الصواريخ البالستية بعيدة ومتوسطة المدى كلها أصابت الأهداف بدقة عالية وكذلك تم استهداف مراكز العمليات التابعة للعدوان في المخاء ومأرب، كما أن أبطال الجيش واللجان الشعبية واجهوا لفيف العدوان من شركات بيع الأجندة (الإجرامية الجنجويد وبلاك ووتر وداين جروب) ولفيف المرتزقة والعملاء المنافقين من السودان والأمارات والسعودية وغيرهم، وتم كسر زحوفاتهم المكثفة والمغطاة بطائرات العدوان وتم دحرهم من ساحات زحفهم نحو ميدي والمخاء، والكثير الكثير من الإنجازات العظيمة التي حققها أبطال اليمن ، ومازالت جعبة اليمني مليئة بما يذهل العالم ويواجه بغي وشرور العدوان .
—تطوير السلاح ورفع مستوى المهارات القتالية وتجاوز تحديات الطبيعة الجغرافية :
لم تتوقف الخيارات الاستراتيجية عند محطة واحدة هي الهجوم باتجاه الحدود أو التصدي والدفاع كما اعتقد العدوان ، فقد بدت هذه الخيارات شاملة وواسعة لتشمل القوة الصاروخية وتطوير السلاح وتصنعيه وتفعيله تكنولوجياً وتقنياً بما يمكنه من تحقيق الهدف المطلوب بدقّة وجدارة دون الخطأ ، ودون أن يكون عُرضةً لتصدي العدوان ، فكان هذا الإنتاج من السلاح النوعي محققاً للدور والهدف بقدرة فائقة مفاجِئة ومُخِيفَة للعدوان، وقد ظهرت منذ بداية العدوان كثير من أسماء الصواريخ ونوعياتها خلال مراحل وهي في مجملها إما مطورة محلياً وبأيدٍ يمنية أو مصنوعة بشكل جذري محلياً على أيدي خبراء يمنيين يتبعون هندسة التصنيع العسكري والقوة الصاروخية كما هو حال (الزلزال) الذي أفزع إسرائيل حسب تصريحاتهم، ومن أهم تلك الصواريخ (النجم الثاقب، الزلزال ، قاهر1، قاهر2، بركان1، بركان2 ، توشكا، واسكود مطوّر) هذا فقط ما صرحت به واستخدمته القوة الصاروخية التي مازالت تبشر في إشارات وتلميحات تحذيرية بما هو أقوى وأفتك ، واعترافات السعوية وتحالفها العدواني كثيرة بشأن الصواريخ اليمنية وما تحققه من أثر في الكيان السعودي وتحالفه الأمريكي .
في جانب تطوير السلاح أيضاً _ ظهرت في اليمن أثناء فترة العدوان الطائرات بدون طيار بأنواعٍ عدّة لكل نوع مهام ودور وتخصص، وهذا الأمر لم يكن متوقعاً لدى اليمنيين فبعد الإعلان عنها وإقامة معرض خاص بها وعوضها عبر الإعلام انطلقت الأبواق المرتزقة التابعة للعدوان بالتشكيك والسخرية ، لكن تلك الأبواق نفسها مع إعلام العدوان اعترفت بعد فترة قصيرة من معرض تلك الطائرات بتنفيذ عمليات ضد مرتزقة العدوان وحماعاته بطائرة بدون طيار تابعة للجيش واللجان الشعبية اليمنية .
صحيح أن اليمنيين شعب مسلح ويمتلك بطبيعته الاجتماعية مهارات قتالية عالية ولديه خبرات في فنون الحرب، لكن لم ما تضمنته الخيارات الاستراتيجية أكبر من ذلك الحدّ فكان لابد من رفع مستوى مهارات المقاتل اليمني وتأسيس وعيه العسكري على الروح الجهادية والانطلاق في سبيل الله والدفاع عن الأرض والإنسان ، وكان لابد كذلك _ إلى جانب التثقيف والوعي بارتباط العمل الجهادي بالله _ من تطوير تلك المهارات ورفع مستوى روح المعنوية والقدرات واللياقة والخبرات التكتيكية لدى أبطال الجيش واللجان الشعبية مع العلم أنهم كسبوا بسرعةٍ مهارات أيضاً من خلال واقع الجبهات والمواجهات وبذلك كانوا أهلاً لمواجهة خطط العدوان وإفشالها ، فحين راهن العدوان على تصوارته سبقه اليمنيون إلى إفشالها وقد فشلت رهانات تحالف العدوان فيما يخص استغال الطبيعة الجغرافية حيث تصدى لهم أبطال الجيش واللجان في مختلف المناطق (الساحلية والجبلية والصحراوية) وكانت النتيجة محسومة بانكسارات العدوان وزحوفاته المكثفية في كل جغرافيا هذا الوطن الغالي .
—التفوّق اليمني في أخلاقيات الحرب والوعي بقوانينها :
لم يقتصر تفوّق اليمنيين (أبطال الجيش واللجان الشعبية) على مستوى تطوير وتصنيع الأسلحة بل ثمة تفوّق على مستوى الوعي بأخلاقيات وقوانين الحرب ..حرب الشرفاء .. والالتزام بقوانينها التي يتثقف بها ويحملها العظماء ويجعلونها من أساسيات الحرب، ورغم التضليلات الإعلامية الزائفة التي يضخها العدوان عبر إعلامه المرتهن ورغم طول زمن فترة العدوان والمواجهة إلا أن تحالف العدوان لم يستطع أن يثبت حتى بإشارات غير مباشرة أي شيء من شأنه أن يعيب أو يشوه أخلاقيات المجاهدين اليمنيين الذين لا يواجهون ولايستهدفون سوى الجيش السعودي ومرتزقة تحالفه الصهيوأمريكي ، وفي المقابل فإن الإعلام العالمي والقنوات بما فيها قناة الجزيرة التابعة للعدوان وكذلك الصحف العربية والغربية كل هذه الوسائل الإعلامية وغيرها تعرض كل يوم مشاهد بشاعة وجرم ونذالات وسقوط وحقد تحالف العدوان الذي يقصف بطائراته المصانع والمؤسسات الخدمية (مستشفيات ومدارس) والأسواق الشعبية وصالات العزاء والأعراس ومنازل المواطنين والمزارع والتجمعات السكانية ، حتى أن قُبح العدوان يتكشف من خلال استهداف أجنداته المرتزقة بغارات جوية بغرض التخلص منهم .