الخبر وما وراء الخبر

رئيس الوزراء يناقش مع رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي علاقات التعاون ودور الاتحاد المتوقع في إيقاف العدوان

240
استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، اليوم بصنعاء رئيسة بعثة الاتحاد الأوربي لدى اليمن أنتونيا كالافو برتا .

جرى خلال اللقاء مناقشة علاقات التعاون بين اليمن والاتحاد الأوروبي في الجوانب الإنسانية، وتنسيق الجهود تجاه المشاريع المزمع تنفيذها من قبل الاتحاد الأوربي وذلك على ضوء قرار الاتحاد باستئناف برامجه التنموية ومراعاة الجوانب الإنسانية بدرجة أساسية .

وركز اللقاء الذي حضره نائب رئيس الوزراء لشؤن الدفاع والأمن اللواء جلال الرويشان ، ووزراء التخطيط والتعاون الدولي عبدالعزيز الكميم ، الشباب والرياضة حسن زيد، الإعلام احمد حامد، حقوق الإنسان عليا الشعبي، الصحة العامة والسكان الدكتور محمد بن حفيظ والدولة لشؤن الحوار الوطني والمصالحة الوطنية احمد القنع، على الأوضاع المأساوية التي خلفها العدوان السعودي والحصار الجوي والبري والبحري المفروض على الشعب اليمني منذ اكثر من سنتين ونيف على مختلف نواحي الحياة اليومية للمواطن ومن تدمير للبنى التحتية.

وتطرق اللقاء إلى الدور المعول على الاتحاد الأوروبي في الحد من تلك المعاناة والضغط باتجاه وقف العدوان ورفع الحصار وصولا إلى السلام المنصف والمشرف للشعب اليمني المظلوم .
واستعرض اللقاء بهذا الشأن التداعيات الاقتصادية والإنسانية التي خلفها العدوان والقرار الكارثي بنقل وظائف البنك المركزي إلى عدن ، وما أسفر عن ذلك من توقف صرف مرتبات موظفي الدولة جراء تنصل حكومة الرياض عن الوفاء بالتزاماتها بدفعها للجميع وانعكاس ذلك في تأجيج الوضع الإنساني والمعيشي وبالتالي انتشار الجوع وزيادة معدلات سوء التغذية وتفشي الأمراض والأوبئة ومنها جائحة الكوليرا التي وصلت إلى أرقام قياسية غير مسبوقة.

ورحب رئيس الوزراء في مستهل اللقاء بالسفيرة برتا في زيارتها الأولى إلى اليمن منذ تعينها .. مستعرضا الأوضاع المأساوية التي يخلفها العدوان السعودي وحصاره غير الشرعي على الشعب اليمني ومقومات حياته بما في ذلك الأثار السلبية لاستمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي خاصة على المرضى، وكذلك المآسي الحقوقية التي يخلقها الاحتلال الإماراتي السعودي في المحافظات الجنوبية والشرقية ودوره المباشر عن تنامي العنف ونشاط القاعدة وداعش الارهابيتين .

ولفت الدكتور بن حبتور إلى الوضع الحرج الذي يمر به القطاع الصحي نتيجة انتشار الأمراض والأوبئة وانعدام الموارد وشحة الأدوية وعدم دفع مرتبات الأطباء والطواقم الفنية المساعدة لنحو عشرة أشهر وكذا بقية موظفي الدولة.

ونوه بالدور المؤثر للاتحاد الأوروبي في السلام العالمي .. معربا عن تطلعه إلى دور قادم للاتحاد في حلحلة الأوضاع الحالية والضغط في تجاه وقف العدوان ودعم وتشجيع الحل الشامل والكامل للشعب اليمني .

ولفت رئيس الوزراء إلى ما حمله القرار ( ٢٢١٦ ) من ظلم للشعب اليمني ومن تقويض لاي مساعي جادة للوصول إلى السلام المنشود .. موضحا حجم التضليل الإعلامي الذي يتعرض له العالم إزاء حقيقة الظلم الواقع على اليمنيين من قبل إعلام المعتدين ومن قبلوا السير في فلكه لمصالح يعرفها الجميع .

وأكد حاجة الشعب اليمني إلى أصوت دولية راشدة ومسؤولة تعمل على إيصال حقيقة المعاناة الإنسانية الكبيرة والمتعددة التي يكابدها الشعب اليمني نتيجة استمرار العدوان المفرغ من أي شرعية أو أخلاق .

واعرب رئيس الوزراء عن ترحيب بلادنا بعودة بعثة الاتحاد الأوروبي إلى صنعاء لمواصلة دورها التنموي والإنساني تجاه الشعب اليمني .. مؤكداً التزام الحكومة بتوفير الحماية الأمنية وكافة العوامل اللازمة لاستمرار نشاطها سيما في ظل الاستقرار المشهود الذي تعيشه العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت إدارة المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني .

وجدد الدكتور بن حبتور في الوقت نفسه التزام الحكومة بدعم جهود كافة البعثات والمنظمات الإنسانية العاملة في اليمن وتسهيل نشاطها بما يخدم الغايات المشتركة في التخفيف عن الشعب اليمني في محنته الراهنة .

بدورها أكدت السفيرة برتا، أن زيارتها الحالية تأتي لأهداف إنسانية بحتة وتحديدا للوقوف مباشرة على الأوضاع الإنسانية المتفاقمة التي يمر بها اليمن في ظل الأوضاع الراهنة .. واعتبرت الحل الأمثل لهذه المأساة الإنسانية الأشد على المستوى العالمي هو وقف العدوان والحرب المفروضة على الشعب اليمني .

وقالت ” نحن حساسون جدا إزاء المعاناة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون ونطلب من الأطراف المعنية إعادة فتح مطار صنعاء الدولي ودفع مرتبات الموظفين في الوقت الذي نعارض فيه أي عمل عسكري في الحديدة باعتبارها شريان مهم لحياة اليمنيين “.

وأكدت أن الاتحاد الأوروبي عارض وبشدة نقل البنك المركزي إلى عدن، وقدم اقتراحا لبرنامج عملي في حينه يضمن ذهاب الموارد تحديدا لدفع المرتبات ولصالح الخدمات الاجتماعية.

وأشارت رئيسة بعثة الأتحاد الأوروبي إلى أن الاتحاد قد أعلن في وقت مبكّر رفضه للخيار العسكري واعتبر أن الحل للمعاناة الراهنة يكمن في الحل السلمي عبر الحوار السياسي .. موضحة أن الاتحاد سيقوم بما يراه مناسبا وعادلا بهذا الجانب .

وبينت أن مساعي الاتحاد الأوروبي لم تقتصر على التواصل مع السطات في صنعاء بل ومع حكومة الرئيس المنتهية ولايته وكذا السلطات السعودية والإماراتية .

وأكدت رئيسة البعثة أن الاتحاد الأوروبي أقر إلغاء قراره الخاص بتعليق مبلغ ٥٥ مليون يورو المخصصة لليمن .. مبينة أنه سيتم استثمار هذا المبلغ لصالح القطاع الصحي والأمن الغذائي وقطاع الأعمال بإعادة بناء المرافق الأثرية التي تعرضت للقصف إلى جانب منح القروض لتنفيذ المشروعات الصغيرة للفئات الأكثر فقرا في المجتمع .

وأعربت عن تطلعها إلى المزيد من التعاون والشراكة مع الحكومة وأجهزتها لتعزيز نشاط منظومة العمل الإنساني في اليمن وتحقيق أهدافها الإنسانية والحد من معاناة الشعب اليمني .

حضر اللقاء نائب رئيس البعثة رامون بلكوا، وعدد من المعنيين في الجهات ذات العلاقة .
سبأ