الخبر وما وراء الخبر

ملفات ووثائق تفضح 31 عام من خفايا العلاقات البريطانية _السعودية

168
على مدى 31 عام وبريطانيا تخفي ملفات سرية وحساسة عن علاقتها السرية مع بعض الدول في الشرق الأوسط وعلى رأسها السعودية والبحرين، ملفات تحمل عشرات الخبايا عن صفقات حيكت في الكواليس واليوم يتم الكشف عنها عن طريق موقع فايس البريطاني.
وبحسب الموقع المذكور فإن الحكومة البريطانية سلمت الأسبوع الماضي آلاف الملفات القديمة إلى الأرشيف الوطني للمحفوظات، حيث يمكن للجمهور الاطلاع عليها.
ماذا تحوي الملفات
كشف الموقع البريطاني في تقريره عن تسع ملفات في السياسة الخارجية تخفيها الحكومة البريطانية، من بينها صفقات أسلحة مع السعوديين، إذ أنّ نصف ملفات الخارجية البريطانية المتعلقة بالسعودية “أي 17 من 35″، منذ العام 1986، لم يتم نشرها.
ومن ضمن هذه الملفات هناك أربع ملفات بشأن مبيعات طائرات تورنادو وهاوك إلى السعودية. وقال موقع فايس إن هذه الملفات تسلط الضوء على العلاقة بين بريطانيا وحلفائها الأكثر إثارة للجدل، أي آل سعود، وأكبر تاجر للأسلحة في بريطانيا، وهي شركة بي آي سيستمز.
فضيحة
لفت الموقع إلى ما تفعله السعودية في اليمن من جرائم بحق الإنسانية والتي لا تلقى أي اهتمام دولي أو عالمي في المحافل الدولية، وكانت منظمة العفو الدولية قد أشارت مؤخراً إلى أن القصف السعودي لليمن بما في ذلك المدارس والمنشآت الطبية والمساجد والأسواق كانت تساعد شركة بي آي سيستمز على الحصول على المزيد من المبيعات، وهو ما نفته الشركة فيما بعد.
علاقات سرية
الجميع يتذكر الهجمات الإرهابية التي حدثت في مدينة مانشستر البريطانية وراح ضحيتها العشرات، والجميع كان يتساءل حينها لماذا تسرت بريطانيا على أكبر دولة ممولة للإرهاب وحافظت على العلاقة معها حتى بعد الهجمات، بحسب موقع فايس البريطاني.
وقال الموقع في هذا الصدد أنه في أعقاب الهجمات الإرهابية في مانشستر، أُثيرت أسئلة بشأن الحفاظ على العلاقات مع دولة “السعودية” تمول الإرهاب في جميع أرجاء العالم، ولفت إلى أنّه من بين الملفات المفقودة، هناك ملف يحمل عنوان “تدريب قوات الأمن الخاصة في السعودية”.
وأضاف الموقع “كان هناك أيضاً صمت تام بشأن زيارات الأميرة ديانا إلى الشرق الأوسط، إذ تمتلك الخارجية البريطانية 28 ملفا عن الزيارات الملكية إلى الشرق الأوسط في العام 1986، غير أنه لم يتم الإفراج عن أي منها”.
ووفقا للموقع فإن أغلب هذه الملفات متعلقة بزيارة ديانا وتشارلز إلى حلفاء بريطانيا، أي السعودية وعمان وقطر والبحرين في العام 1986، ولفت إلى أن هذه الدول لم تكن “منارات مشرقة” في مجال حقوق الإنسان، حيث أفيد عن تعذيب شخصين حتى الموت في البحرين في الأشهر التي سبقت الزيارة وهما رضي مهدي ابراهيم ود.هاشم العلوي.
ملفات أخرى مثيرة للجدل
أضاف الموقع البريطاني إنّه كان هناك “حملة رعب” شنها الأمير البحريني ضد جبهة التّحرير الوطني البحرينية، وتم تعذيب كثيرين على يد جهاز الأمن والاستخبارات الذي كان يديره إيان هندرسون، المعروف بـ “جزار البحرين”. ولفت إلى أن ملفا يحمل عنوان “الشؤون السياسية الدّاخلية في البحرين”، الذي قد يسلط المزيد من الضوء على هذه المرحلة، تم إخفاؤه عن الجمهور.
وأشار الموقع إلى عدد من الملفات المخفية أيضاً التي تتعلق بتورط بريطانيا في الأيام الأكثر ظلاماً في تاريخ الهند الحديثة، وكذلك في الانقلاب في أفغانستان، إذ تخفي الخارجية البريطانية ملفاً يعود إلى العام 1985 يحمل عنوان “سياسة المملكة المتحدة تجاه أفغانستان”.
وهناك أيضا ملفات متعلقة بغواتيمالا، وهونغ كونغ، وقطر والنيبال، وكذلك بالمحادثات اليمنية “وكان أغلب الملفات متعلقا بالانقلاب الذي أطاح بالرئيس علي ناصر محمد”.
وقال براء شيبان، وهو خبير يمني، إنه “من المثير للشك” أن تحافظ الخارجية البريطانية على سرية هذه الملفات.
ولفت الموقع إلى أن متحدثا باسم مكتب الخارجية البريطانية صرّح له أنّ “كل ما نسجله يمثل تقريبا 1 بالمائة من المضمون في كل الملفات التاريخية”، وعلق الموقع بأنه في حال كان هذا هو الوضع، فلا بد أن هناك فعليا الكثير من الأمور التي يريدون إخفاءها فيما يتعلق بالبلاد التي يرفضون الإفراج عن ملفات مختصة بها.
*الوقت التحليلي