الخبر وما وراء الخبر

الشهيد الجبري وخساسة العملاء

206

بقلم / عبدالفتاح البنوس

ثقافة الخنوع والانبطاح والذل والهوان ليست من أخلاق رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية وليست في قاموسهم على الإطلاق مهما كانت التضحيات ومهما بلغ حجم التعذيب والتنكيل الذي يطالهم ، فلا ترتعد لهم فريصة ، ولا تهتز لهم شعرة ، فهم واثقون كل الثقة بأن منهجهم ومسلكهم وطريقهم الذي سلكوه هو الذي يقربهم إلى الجنة ويقودهم إلى النعيم الأبدي الذي ينتظر من صدقوا الله عهدا وأخلصوا له النوايا، وخاضوا مختلف صنوف الجبهات والمواجهات من أجل إعلاء راية الوطن ودحر كل قوى الغدر والخيانة والإجرام، ولذلك لا يهابون المنايا ولا يخشون الخطوب ولا تؤثر فيهم مدلهمات الأحداث ولا يكترثون بمشاهد الذبح والسحل والتنكيل التي تمارسها جماعات الإرهاب والإجرام من مرتزقة العدوان في حق رفاقهم من الأسرى، ولا تزيدهم إلا صلابة وقوة وثباتا وشجاعة وإقداما.

الشهيد البطل عبدالقوي عبده حسين الجبري أحد أبطال الجيش واللجان الشعبية والذي ينتمي إلى مديرية جبل الشرق بمحافظتي الغالية ذمار ، ذمار مصنع الرجال ومنبع العطاء والتضحية والفداء، هذا البطل المقدام الذي تربى على العزة والشموخ والكبرياء، هذا الفارس الهمام والمجاهد المقدام وقع أسيرا في أيادي مرتزقة السعودية والإمارات مورست عليه مختلف صنوف القهر والإذلال والتعذيب والتخويف والتهديد من أجل إجباره على شتم السيد عبدالملك الحوثي في مشهد ينم عن حقد وكره غير محدود يكنه هؤلاء الأوغاد لقائد الثورة، وهو الحقد المدفوع الثمن والذي يراد منه الحصول على دعم أسيادهم ولإثبات الولاء والطاعة لهم، وليؤكدوا للجميع أنهم للخساسة عنوان، وأنه لا منافس لهم في ميدان الخسة والنذالة والعمالة .

رفض البطل الجبري شتم رمز من كبار رموز الوطن كان مبررا لأولئك الأوغاد لإفراز حقدهم وغلهم واستعراض ممارساتهم وأساليبهم الوحشية والإجرامية ، حيث قاموا بدفنه حيا في مشهد داعشي بامتياز ، مشهد منح الشهيد الجبري وسام الشهادة مع مرتبة الشرف الأولى ، ليحفر اسمه في سفر العظماء بأحرف من ذهب وليسجل لنفسه نهاية مشرفة، يفاخر بها عند ربه ، ويفاخر بها والده ووالدته وزوجته وولده وإخوانه وكل أفراد أسرته وأبناء قريته الذين خرجوا في مشهد عزة وافتخار لاستقبال رئيس الثورية العليا الأستاذ محمد علي الحوثي والوفد المرافق له لتقديم واجب العزاء لأسرته بالنيابة عن السيد وعبدالملك الحوثي ، مؤكدين أنهم على العهد ماضون وعلى درب الشهيد سائرون ولن تفت هذه الجريمة في عضدهم ولن تؤثر على نفسياتهم الجهادية ، مؤكدين على المضي في درب النضال والجهاد حتى تتحرر كافة الأراضي والسواحل والأجواء اليمنية وينكسر قرن الشيطان وتتطهر اليمن من رجس كل الأعداء من الغزاة والمحتلين والخونة والعملاء والمرتزقة .

بالمختصر المفيد، لقد نجح الخاسئ الإماراتي وأرجاسه في دفن عبدالقوي الجبري حيا ولكنهم فشلوا في دفن روحه الجهادية وقوة إيمانه وشجاعته ورباطة جأشه، لقد أرادوا له الموت فكتب الله له الشهادة والحياة الأبدية التي لا يقدر قيمتها من ارتضىوا لأنفسهم حياة العبودية والإجرام والوحشية وتجردوا من كل القيم والمشاعر الآدمية والإنسانية وتحولوا إلى مصاصي دماء وأدوات للقتل والسحل والإجرام الداعشي اللعين الذي لا نظير له على مر العصور على الإطلاق .

رحم الله الشهيد الحي عبدالقوي الجبري وطيب الله ثراه وأحسن مثواه وجعل الجنة سكناه.

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.