انكشاف المخطط الأمريكي في اليمن…المناطق الحيوية مرتكز استراتيجية العدوان
كل يوم تتبدى الأهداف الحقيقية لواشنطن وادواتها في غزو واحتلال اليمن منذ الـ 26 من مارس عام 2015م، حيث سعت الإمارات وبإيعاز ودعم امريكي الى السيطرة على جنوب البلاد وخصوصاً الموانئ والمناطق الساحلية في عدن والمكلا وغيرها، وكذلك منابع الثروة النفطية في محافظتي شبوة وحضرموت وامدادات الغاز من مأرب الى ميناء بلحاف على ساحل بحر العرب.
ان اليمن بتعدد ثرواته الطبيعية يظل هدفاً رئيسياً لتحالف العدوان، وتكشف الأيام والشهور الماضية ان شرعية العدوان هي الأسم المستعار لأطماع اجنبية واسعة، بحسب موقع اليمن الإستراتيجي وثرواته المتنوعة.
ان الإعلان مؤخراً عن عمليات عسكرية في محافظة شبوة تحت ذريعة محاربة القاعدة هي مقدمة لوضع اليد على ثروات المحافظة والسيطرة على اهم منشآتها الصناعية وفي مقدمتها مشروع بلحاف لإنتاج الغاز المسال اكبر مشروع صناعي في اليمن.
ولمعرفة سريعة عن مشروع بلحاف فقد بدأت الشركة اليمنية للغاز بتوقيع عقود طويلة مع شركات اجنبية لتصدير الغاز خلال عشرين سنة وبما يوفر من 30 الى 50 مليار دولار علاوة على مكاسب اقتصادية اخرى، وكان بالإمكان ان تكون هذه الإيرادات مضاعفة لولا الفساد الذي غلب على طابع تلك الإتفاقيات.
ان تلك التقديرات تعتمد على ما يتم انتاجه من الغاز في محافظة مأرب وهي كافية بأن تسيل لها لعاب دول العدوان ومن يقف خلفهم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وبذات الذرائع السابقة والمستهلكة اعلن المتحدث بإسم البانتاجون جيف ديفيز ان قوات خاصة امريكية تولت مساعدة الإماراتيين في عمليات ضد مايسمى تنظيم القاعدة في شبوة.
دخول الأمريكان على خط الضجيج المفتعل في شبوة يؤكد حرصهم على نيل النصيب الأكبر اما السعودية والإمارات فلها نصيبها، لأنها تعتبر ان ثروات اليمن باتت ملكاً حصرياً لهم وهي اشبه ماتكون بالغنيمة.
مراقبون قالوا ان هذه العملية تأتي في سياق تبرير تواجد القوات الأمريكية على الأهداف الحقيقية في السيطرة على اليمن ومنابع الثروات فيه.
وفي تكرار لسيناريوهات سابقة ومتكررة انسحبت عناصر القاعدة من مدن عزان وعتق وغيرها في محافظة شبوة لتحل محلهم قوات ما يسمى النخبة الشبوانية الموالية للإمارات وتنتشر بجوار انابيب النفط والغاز وعلى مداخل المدن.
كما تحدثت ابو ظبي وواشنطن عن عملية نوعية ادت الى ذلك الإنسحاب، واكدت المعلومات ان هذا التطور جاء بعد وساطة تولتها قيادة موالية للسعودية في ما يبدو انه جزء من عملية تقاسم النفوذ بين الاجنحة المدعومة من السعودية وتلك الموالية للإمارات في جنوب البلاد.
ورأى مراقبون ان الاهداف الآنية لأحتلال شبوة و ميناء بلحاف بشكل خاص يأتي في سياق محاولة تأمين امدادات الغاز لأبو ظبي تحسباً لإنقطاق امداداته من قطر على خلفية الأزمة الخليجية المشتعلة منذ ما يقارب شهرين.
يأتي هذا في الوقت الذي يحرم اليمنيون من ثرواتهم من الغاز ولا يكادون يحصلون عليه الا بصعوبة وبتكلفة عالية ناهيك عن عدم الإستفادة من عائدات تصدير هذه الثروات على الأقل في تأمين مرتبات الموظفين المنقطعة اكثر من 8 اشهر.
وكانت تقارير امريكية قد اكدت ان واشنطن وابو ظبي متورطتان في ادارة سجون سرية جنوب اليمن وتمارس فيها ابشع انواع الإنتهاكات.
وفي الختام…
من بلحاف الى عدن الى حضرموت الى سقطرة الى باب المندب يتكشف جانب مهم من اهداف العدوان فالى جانب افقاد اليمن قوته وحضوره على المسار السياسي والعسكري في المنطقة فإن السيطرة على ثرواته هي في قائمة الأولويات، اما الشرعية المزعومة فوضيفتهم لا تتعدى ان يكونوا حراساً لهذه المنشآت.
*النجم الثاقب