الخبر وما وراء الخبر

أظهر العسيري إنزعاجا مبالغا فيه من عرض قناة المسيرة مشاهدا للاسير السعودي

466

ذمار نيوز -مقالات    19-10-2015

بقلم/مختار الشرفي.

إستمرارا في سياسة الكذب و التضليل أظهر العسيري المتحدث باسم قوات العدوان إنزعاجا مبالغا فيه من عرض قناة المسيرة مشاهدا للاسير السعودي وصفها بانها انتهاك للمواثيق و الاعراف الانسانية في زمن الحرب !!

و الحقيقة أن الذي كان عليه أن يصرخ منه و بشكل جدي هو ما قاله الجيش و اللجان الشعبية من انهم ” قتلوا جنودا سعوديين – في نفس اليوم – في معارك الخوبه بجيزان و احتفظوا بجثثهم و أسروا آخرين ” و بذلك انعدمت فرص معرفة مصير الجنود اكانوا قتلى أم أسرى ..

فإخفاء مصير الجنود و بهذه الطريقة البارعة و بتعمد ، اكثر ايلاما من عرض الاسير الانيق المبتسم السعيد بين اخوانه من اليمنيين ، إذ أن ترك الجيش السعودي و ذوي الاسرى و القتلى غير مطلعين على مصير ذويهم أكثر إيلاما إنسانيا و أيضا عسكريا و سياسيا من الكشف عن مصيرهم السعيد في الاسر ..

و بالعودة الى التضليل العسيري المتعمد في ما يتعلق بعرض الاسير فإن حقيقة ما أزعج العسيري و النظام السعودي ليس ما أدعاه من منافاة و انتهاك للمواثيق الانسانية في التعامل مع الاسرى ، و إنما الإرتدادات الاجتماعية داخل السعودية التي نتجت عن عرض الأسير السعودي و ما قاله الأسير و الحالة الصحية و النفسية الجيده التي ظهر عليها ، لأن ما سيصل الى المجتمع السعودي من خلال الأسير و كلامه هو أن اليمني يعمل بأخلاق المسلم و العربي الحقيقية و هذا يعتبر صفعة قاصمة سياسيا و عسكريا و أكثر منها إجتماعيا داخل المملكه التي تروج أنها تحارب كفارا و وحوشا ، و لذلك سارع العسيري لالباس هذه الصفعة التي تلقاها ثوب غير ثوبها و أراد تشويه الانتصار الأخلاق و الانساني الذي حققه المقاتل اليمني ..

و لا اضنها مصادفة ان يأتى عرض الاسير في نفس اليوم الذي استخدم فيه المقاتل اليمني تكتيك آخر مربكا للجيش و النظام السعودي و مباح في زمن الحرب ، بالتكتم عن مصير من قتل و من جرح في نفس اليوم بمعارك الخوبه ، و هو ما شكل إرباكا مضاعفا للمجتمع السعودي الذي بات جاهزا لينتفض ضد همجية بني سعود ، على الاقل لمعرفة مصير ابنائهم الذين لا يعرفون لماذا يقاتلون ، و في الأغلب لا يقتنعون بمبررات الحكام من بني سعود التي يسوقونها للحرب ضد اليمن و شعبها الجار المسلم المسالم خاصة بعدما تبين من حقائق و فضاعات و جرائم ارتكبها نظامهم المجرم ، و سيبادر ابناء نجد و الحجاز لكشف ما يخفيه نظامهم من مآسي بحق أبنائهم من العسكريي ن الذين يقدمون أرواحهم لا لشيئ غير تمكين مشروع محمد بن سلمان للسطو على الحكم و ليس شيئ آخر .

و قد بدأت مفاعيل الدهاء اليمني في هذا السياق تؤتي ثمارها و لذلك شاهدنا مواقع الكترونيه و ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي كسروا _ و على غير العادة _ حاجز الصمت و الخوف و أعلنوا عن أسماء ثلاثة من القتلى من الجنود و لم يتركوا لإعلام العسيري و بني سعود فرصة لإخفاء مقتلهم و كأن المواطن السعودي بات على يقين من احتقار بني سعود لتضحيات العسكريين القتلى و المفقودين .

و من ذلك يتأكد ان الاعلانين كانا مدروسين و مؤلمين لنظام بني سعود ، و لهما وقع مدوي و فاعلية كبرى حاضرا و مستقبلا في تحريك سطح الجليد الاجتماعي الحجازي و النجدي و تسخينه شيئا فشيئ إلى أن يذوب و يضطرب كما يضطرب ما تحته ، و يكون بذلك جاهزا لابتلاع بني سعود و إغراقهم في وحل مستنقع جرائمهم بحق كل الشعوب العربية و ابناء نجد و الحجاز من بينهم .