الخبر وما وراء الخبر

صحيفة عبرية: مقربون من محمد بن سلمان اتصلوا بمسؤولين إسرائيليين

131

قال محلل الشؤون العربية في صحيفة “هآرتس″ تسفي برئيل: إن الدول العربية تخشى من أن “انتفاضة فلسطينية تشعل ربيعاً عربياً آخر”.

وذكر برئيل في مقال له في صحيفة “هآرتس″ البيان الذي صدر الخميس الماضي، عن الديوان الملكي السعودي واعتبر المحادثات التي أجراها الملك سلمان مع بعض زعماء العالم لخلق “نقطة تحول” أدت إلى إعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين، ووصفه بأنه “محير”.

مضيفاً أن البيان “لا يكشف من الذي اتصل الملك أم ابنه محمد”، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يكون هناك حوارا قد دار مع المسؤولين الإسرائيليين — إن لم يكن مباشرة — فمن خلال مقربين من ولي العهد الذين عرفوا بالعلاقات مع القيادة الإسرائيلية.

ويقول الكاتب إنه قد يكون الحرم القدسي مكانا مقدسا، ولكن حل العاصفة التي استمرت حوله لمدة أسبوعين هو سياسي — وكل واحد من أبوي الأزمة يسعى جاهدا للفوز بحصة من الحل.
ويضيف أنه على ما يبدو، كان صراع السلطة على السيادة والسيطرة بين الأوقاف الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وهو صراع تركز على الحفاظ على الوضع الراهن — وهو أمر نشأ عن قرارات سياسية وليست دينية. ومن ثم فإن التركيز على الأزمة يكون على أساس محورين: منع وقوع أزمة عالمية والاضطرار إلى الوصول بها إلى الأمم المتحدة؛ ووقف اشتعالها في المدن الإسلامية بالدول العربية والإسلامية. لأنه من شأن ذلك أن يؤدي إلى فقدان الأنظمة العربية السيطرة على تطور الأزمة وتهديد العلاقات الحساسة بينها وبين الجمهور.

ويوضح برئيل أن “الاحتجاجات الجماهيرية — حتى تلك التي تنشأ عن المشاعر الدينية — يمكن أن تتطور بسرعة إلى احتجاجات ضد السياسات الداخلية، وانعدام حرية التعبير، والصعوبات الاقتصادية، وانعدام الديمقراطية”.

ويضيف أن “الجديد في القضية الراهنة هو أن إسرائيل ليست الوحيدة التي تخشى الانتفاضة الفلسطينية. وقد عبر العديد من القادة العرب عن انزعاجهم لأن الانتفاضات، كما ثبت خلال الربيع العربي في وقت سابق من هذا العقد، مرض خطير ومعد، حيث لم تعد الانتفاضة الفلسطينية مجرد انعكاس محلي للنضال الوطني ضد الاحتلال الإسرائيلي. ويمكنها تعبئة هذا التضامن الضخم الذي من شأنه أن يضع الأنظمة العربية في مواجهة عنيفة مع شعبها”.

ويقول برئيل إن “حركة الاحتجاج المصرية قد ولدت في عام 2004 من أجل محاربة السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين والاحتلال الأمريكي للعراق والمطالبة بالإصلاحات في مصر. وأن قدرة القدس على تعبئة الجماهير والتهديد الذي تشكله أكبر بكثير، وليس فقط لأنها تتعلق بجميع الدول الإسلامية. هذه الإمكانية تمنع الأنظمة الإسلامية من إبطال أي مظاهرات تولدها، بسبب الهالة المقدسة التي تتمتع بها، مما يجبرها على الظهور كما لو أنها تدعم المطالب العامة ضد من يخرقون قداسة المكان”.

ويضيف بارئيل أيضاً أنه “ليس هناك قداسة من دون السياسة، وما يبدو كموقع إسلامي عالمي — وهو ما يتطلب من كل مسلم أن يحميه بكل ما لديه — هو أيضا مبني على نزاعات داخلية بين الدول العربية والإسلامية. إنه يذكرنا بالخلاف اليهودي حول السيطرة والصلاة في الحائط الغربي”.

ويقول الكاتب الإسرائيلي إن “حق الدول العربية في الحديث عن القضية الفلسطينية بشكل عام، والأقصى بشكل خاص، يعتمد بشكل أساسي على مكانتها في منطقة الشرق الأوسط. على سبيل المثال، يمكن لرئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، أن يلعن إسرائيل بقدر ما يحلو له، ويدعو المسلمين في العالم للقدوم إلى القدس لإثبات انتمائهم إلى المسلمين، واتهام إسرائيل بالرغبة في تولي الموقع المقدس. ولكن من الناحية العملية، فإن وزنه ووضعه في التأثير على السلطة الفلسطينية أو الزعماء الدينيين في الضفة الغربية، ناهيك عن إسرائيل، هو لا شيء”.

ويضيف أن “اتصالات تركيا مع حماس، وانحيازها مع قطر في الأزمة مع المملكة العربية السعودية، ومقاطعتها لمصر، وعلاقاتها مع إيران تترك أردوغان بميكروفون في يده ولكن لا صوت سياسي حقيقي. زار أردوغان السعودية هذا الأسبوع للحفاظ على علاقاته مع الملك سلمان وعرض الوساطة بين السعودية وقطر، ولكن دون نجاح كبير”.