الجيش السوداني بين فكي المقاتل اليمني والاموال الخليجية…والسعودية تخذل البشير
شن التحالف العربي الغربي بقيادة الرياض، في 25 مارس 2015م، عدوانا غاشما على اليمن، وضم التحالف رسميا إلى جانب السعودية كل من البحرين والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن والمغرب والسودان والسنغال.
هذا العدوان بداء بشن غارات هستيرية على اليمن، لكن السعودية كانت تعرف ان احتلال اليمن لا يمكن الا بمسك الارض، ومسك الارض يحتاج الى قوات برية، لهذا طلبت من بعض الدول العربية التي تمتلك قوات برية المشاركة في التحالف ضد اليمن ومنها كانت مصر والسودان.
لكن المصريين رفضوا بالتدخل البري في اليمن على الخلفية التاريخية، وانهم كانوا على علم مسبق من قدرات المقاتل اليمني، لكن الحكومة السودانية على خلفية عدة اسباب اضطرت ان تلبي طلبات الرياض في العدوان على اليمن ومنها ارسال مقاتلين الى الاراضي اليمنية.
لكن في الحقيقة اليوم الجيش السوداني يعتبر الخاسر الاول في اليمن من جهتين:
الاول: عدم تنفيذ الوعود الخليجية الامريكية التي تلقاها البشير قبل بداء العمليات العسكرية.
الثاني: الخسائر البشرية التي تلقاها البشير في اليمن مما اسفر عن سخطه امام الشعب السوداني.
سعى البشير ان يبني حكومته على حساب الشعبي اليمني، وقام بارسال مقاتلين من السودان الى اليمن ازاء وعود واهية من قبل واشنطن بواسطة الرياض، لكن هذه الوعود لازال متوقفة على وعود اخرى ولا يمكن تنفيذها ابداً، حيث النظام السوداني في الخرطوم يعول على الخليج الآن اكثر من السابق، فالأزمات الاقتصادية أوشكت أن تعصف بنظام الإنقاذ بعد أن تراكمت المشكلات الاقتصادية والسياسية عليه، فهو يحتاج إلى ظهير اقتصادي من خلال تحسين العلاقات السودانية الخليجية وذلك للتأكيد على أهمية العلاقات الخليجية خاصة في القطاع الاقتصادي حيث أن دول الخليج تمتلك أموالا متوفرة من أرصدتها النفطية بجانب وجود الصناديق العربية التي تمتلك من الأرصدة ما يمكنها من مساندة السودان.
اما ارسال مقاتلين من السودان الى اليمن، ادى الى تحذيرات كبيرة في الاوساط السياسية والعسكرية في اليمن،
حيث توعد رئيس اللجنة الثورية اليمنية العليا محمد علي الحوثي القوات السودانية التي تحمل اسم الدعم السريع وتتجه للمشاركة في العدوان الأمريكي السعودي على اليمن بالإبادة.
وقال في تغريدات له على تويتر “إن عصابة البشير ترسل مجندين إلى المحارق في اليمن من جديد، وإن الشعب اليمني قادر بإذن الله على مواجهتهم وإبادتهم”.
واعتبر الحوثي رفض مشائخ الجنجويد اﻻستمرار بالزج بأبنائهم في القتال في اليمن موقفا إيجابيا، داعيا من وصفهم بأحرار السودان لتقديم نصيحة لأولئك المجندين بالتراجع، مذكرا بصور قتلى المرتزقة السودانيين في اليمن والتي تداولتها وسائل الإعلام قبل عدة أسابيع.
وسخر رئيس الثورية العليا من توجيهات أطلقها قائد الفرقة 16 السودانية للمجندين الجدد حذرهم فيها من أن يكونوا كأسلافهم، الذين قتلوا سريعا أو فروا، أو مرخرخين حد تعبيره، في إشارة ضمنية ﻵخرين رفضوا المشاركة في القتال وطالبوا باستبدالهم وتغييرهم في أعقاب مقتل قائدهم وعدد من زملائهم.
وعصفت سابقا خلافات حادة في الحكومة السودانية بين وزير الداخلية الفريق الأول ركن “عصمت عبد الرحمن” وقيادت الجيش من جهة وقوات الدعم السريع التابعة لـ عمر البشير من جهة أخرى على خلفية ارسالهم الى اليمن، وعلى اثر هذه الخلافات وزير الداخلية الفريق أول ركن عصمت عبد الرحمن زين العابدين قدم استقالته من منصبه.
وفي الختام…
ان الرئيس السوداني والقيادات قاموا بالتضحية بأبناءهم في اليمن لأجل الاموال ورفع أسمائهم من القائمة التي رسمت لهم الولايات المتحدة ضمن الارهاب، اما السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا قدمت السعودية للسودان منذ بداء العدوان على اليمن؟ هل كان ترحيل اكثر من 50 الف سوداني في السعودية هو الجزاء حقهم؟ وما هو موقف الشعب السوداني من المجازر التي يراها بشكل شبه يومي بحق الجنود السودانيين في اليمن؟ وهل سيضعون حداً للسياسات التي يتخذها البشير تجاه اليمن؟
*النجم الثاقب