الخبر وما وراء الخبر

حبيب الكعبة وعدو البيت الأبيض

128

بقلم / زيد البعوة

بعد أن تضع الحرب أوزارها وبعد أن يجر العدوان أذيال الهزيمة ستحكي المواقع العسكرية قصتها مع القائد وتروي المتارس الأمامية من الذي زارها ذات يوم عصيب وطائرات العدوان تحوم فوق رأسه وسوف تحكي لنا ميادين المعارك الحامية الوطيس كيف كانت قدمه ثابته وضرباته منكله وسوف يتكلم قائد تلك الجبهة عن الزيارة المفاجئة ويتحدث أحد المجاهدين عن من هو ذلك الزائر الذي لم يذهب ليلتقط صورة تذكاريه بل ذهب ليلقي نظرة عن كثب على اصطفاف العدو ويشمر عن ساعديه ليشارك رجال الله في معركة الكرامة سوف توثق الكاميرات الانتصارات التي تحققت على يدية ويزور الناس قمم الجبال وسواحل البحار وظهور الصحاري ويسمعون حديثاً مفاده لقد كان هنا..

أبو جبريل عَبدالملك الذي يصل نسبة إلى الكرار ابن أبي طالب قائد أنصار الله وقاهر أَعْدَاء الله ومعجزة اخر الزمان الإنْسَان الأَكْثَر جدلاً والمؤمن الأعلى مثلا والقائد الذي أعاد للشجاعة والرجولة هيبتها في زمن الذل والانبطاح والعمالة والارتزاق ابن بدر الهدى والدين وشقيق الحسين الذي احيا ثقافة القُـرْآن في عصر الظلمات وبذر في الأرواح ثقافة الجهاد والاستشهاد والتضحيات في زمن الصمت والحياد والهوان عَبدالملك وليس عبداً لأحد من الملوك المملوكين الذين عبدو انفسهم للشيطان واليهود والنصارى عَبدالملك الذي حبه زكاء للنفوس وبغضه دنس ونفاق وفساد عَبدالملك الشاب الذي انجبته امه فكانت ولادته بمثابة ولادة موسى في زمن فرعون وولادة عيسى في عصر كهنة اليهود ورهبان النصارى فكان ولا يزال قائد المتغيرات والتحولات تباركه يد غيبية في الأرض وروح قدسية في السماء تحبه الكعبة الشريفة وتتمنى عناقة ذات يوم في ركنه اليماني وتشتاط غضباً وغيضاً لسماعه جدران البيت الأبيض ومن يسكنها.

في ميدان الحرب لسيفة ضربات منكله ولبندقيته رصاص لا تخطئ هدفها شجاعاً مقداما لو لقية ابن العاص اليوم لخلع نعليه وملابسة كلها وهرب إلى المجهول ولو قدر لسلمان وترامب ونتنياهو ملاقاته ذات يوم في ميدان حرب لماتوا من الخوف قبل أن يستل سيفه من غمده وفي محراب العبادة اجتمع في داخله مناجاة سيد الساجدين وبكاء سيد الوصيين وإيْمَان محمد وثقة موسى وتصديق إبراهيم ولو عاد كميل ابن زياد من جديد لروى عنه مؤلفات من الأدعية والمناجاة وفي منبر الخطابة تكاد كُلّ خطبة يلقيها أن تمزق الخلايا السمعية لأَعْدَاء الله في مختلف اصقاع الأرض وفي كُلّ كلمة أَوْ خطاب يلقيه تكاد قلوب المؤمنين تخرج من بين صدورهم لتعانق جبينه الطاهر من شدة التأثير الذي يحدثه في داخلها يخاطب القلوب والعقول والارواح والنفوس فيقتحمها بشكل مباشر ويؤثر فيها ويستطيع بفضل الله وبفضل الصدق الذي في داخله أن يغيرها من الاسواء إلى الأفضل..

هو وحده بحد ذاته بشحمه ولحمة بكلماته الرنانة وخطبه البليغة بصورته البهية وطلعته المشرقة بتعبه وسهره وحزنه والمه وفرحته واستبشاره بأسمة ولقبة بموقعه ومكانته بحكمته وقيادته بكل الأسماء والصفات التي يحملها ويتصف بها يعتبر عقبة كؤود على أَعْدَاء الله وطواغيت الكون كلهم من العجم والعرب في كُلّ ميدان له صولات وجولات في ميدان الحرب لا تذهب بعيداً حين تسأل عن معاركه وشجاعته فكل يوم في حياته معركة وكل ليلة في زمانه غزوة وفي كُلّ معركة وغزوة النصر يرافقه وتأييد الله لا يفارقه له بأس شديد على أَعْدَاء الله وفي داخله رحمة واسعة مع أولياء الله, هو ذلك الشاب التقي الطاهر الذي جعل من حياته كلها جهاد في سبيل الله والمستضعفين من عباده مدرسة متكاملة تلقى فيها كُلّ ما تريد في مختلف الجوانب العسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية والاجتماعية والثقافية والإيْمَان والحكمة والقيادة و… إلخ تعشق الأقلام والحروف والاسماع حروف اسمه وتحبه الملائكة إلى درجة انهم على علاقة ليس لها حدود معه في قلوب الملايين على مستوى اليمن والخارج له نبضات خَاصَّـة وفي كُلّ روح تهيم بحبه له لمسات فريده وفي كُلّ موقف وتأريخ وزمان ومكان يبقى هو الحاضر الذي لا يغيب عن الاذهان..

في صفين كان يمشي جده بين صفوف المقاتلين يتكلم معهم ويحرضهم على القتال ويلقي عليهم المواعظ البليغة ها هو حفيده عَبدالملك يفعل نفس الشيء يغطي رأسه الشريف بقطعة شال عاديه لكنها لا تقل أهميّة عن عمامة جده المصطفى ويلبس جعبة مملؤة بالرصاص ما اشبهها بجعبة حمزة ابن عَبدالمطلب في غزوة بدر وسلاح الكلاشنكوف المعلق في كتفه فيه بأس من ذي فقار علي اما المعطف الذي يلبسه فهو بقية من كساء ال محمد يمشي واثقاً بربه وواثقاً من نفسه يصول ويجول في كُلّ ميدان ومعركه في الدورات التدريبية يشرف عليها بنفسه وفي المعارك الضروس يلبس لامة حربة ويتقدم كالأسد الهصور إلى المواقع العسكرية في الصفوف الامامية من جبهة إلى أُخْــرَى قائداً عسكرياً خلقه الله على هذا الأَسَاس فمن القُـرْآن شرب معنى الجهاد ومن علي وحمزة والحسين وزيد ورث الأقدام والشجاعة والتضحية ومن خلال الصراعات والحروب التي رافقته منذ سن المراهقة إلى اليوم اصبح الجهاد بالنسبة له جزء من حياته اليومية خبره وتكتيك وحكمة وتخطيط وشجاعة واقدام وثبات وانتصار..

في عالم السياسة هو الرائد الأول والحائز على شهادة الامتياز تتمتع سياسته بالصدق مع الصديق والعدو وفي ميادين وساحة الثورة هو الثائر الذي لا تصمت حنجرته ولا يفتر عزمه ولا تنطفئ شعلة الثورة في يمينه وفي وقت السلم والسلام يتجسّد فيه قول الله لهم دار السلام وقوله سلام قولاً من رب رحيم حين تنظر إلى وجهه ترى الابتسامة العميقة لا تفارق شفتيه يسأل عن الفقراء والمحتاجين واسر الشهداء والأسرى والجرحى وينفق عليهم مما أعطاه الله ويحترم الصغير والكبير والغني والفقير ويقلق سكينة المجرمين ويقض مضاجعهم بمجرد سماع ذكر اسمه أَوْ مشاهدة صورته يخافونه خوفاً تتمزق منه نياط قلوبهم وهم لا يعرفون حتى مكانه منحه الله الهيبة والوقار والعزة والإكبار والكرامة وعقبى الدار أنه سيد المجاهدين في يمن الإيْمَان والحكمة عَبدالملك بدر الدين الحوثي.