الخبر وما وراء الخبر

مرحلة دقدقة العظم

300

بقلم / عبدالفتاح البنوس

راهن الأعداء على يأسنا وتعبنا وإرهاقنا واستسلامنا لهم وتسليمنا بهم وظنوا بأن إطالة أمد العدوان والحصار والذي لم يكن متوقعا منهم، حيث كانوا يتوقعون بأن تحسم عاصفة حزمهم في أسابيع معدودة وأن هذا سيمنحهم فرصة الحصول على مبتغاهم وتحقيق أهدافهم وتنفيذ مخططاتهم ومؤامراتهم.

ومع مرور الأيام وبعد ما يقارب الأربعين يوما على بدء العدوان بدأ الرد اليمني على همجية وإجرام آل سعود، بعد أن أغرق العدوان في صلفه ووحشيته وركب غروره وأصر على الاستمرار في حماقاته، فكان الرد على حجم الوجع، حيث اتسم الرد بالتدرج والاستهداف النوعي الموجه ضد الأهداف والمواقع العسكرية الحدودية ومن ثم بدأ التوغل في العمق السعودي بقوة ،ومن ثم بدأ الاستهداف بالصواريخ البالستية اليمنية المطورة في تحول نوعي لأدوات وأساليب الرد ولعل أهم ما ميز هذا التحول أنه اتسم بالتدرج أيضا فكان الرد فيه مرحليا، حيث كان يفاجئنا أبطال القوة الصاروخية في كل مرحلة بالكشف عن صواريخ بالستية جديدة إلى أن وصلنا اليوم إلى مرحلة ما بعد الرياض وهي المرحلة التي يمكن أن نطلق عليها مرحلة دقدقة العظم .
وهي مرحلة جمعت بين الإنجازات والانتصارات الميدانية في مختلف الجبهات وعلى مختلف الأصعدة برا وبحرا وجوا ، ففي البر تتواصل التقدمات في جبهات الحدود ويتواصل إسقاط المعسكرات والمواقع العسكرية والتي لن يكون آخرها معسكر الجابري وموقع الفريضة وغيرها من المواقع بقطاع جيزان والتي تأتي مع انتصارات وتقدمات في بقية الجبهات الداخلية .
وفي البحر واصل أبطال القوات البحرية والدفاع الساحلي سحق وتدمير وإحراق بوارج وزوارق قوى العدوان في السواحل الغربية في عمليات نوعية دقيقة تنم عن تطور ودهاء أبطال القوات البحرية والدفاع الساحلي رغم الظروف والتعقيدات القائمة.

وفي الجو نجحت قواتنا الجوية في تطوير وتحديث أنظمتها ووسائل الردع التابعة لها والتي عمل خونة الداخل على نهبها وتعطيلها وإخراجها عن الخدمة بتفعيل الدفاعات الجوية والتمكن من إسقاط العديد من الطائرات الحربية والاستطلاعية وسط تأكيدات على أن القادم أعظم والوعود بمفاجآت قادمة في هذا الجانب.

بالمختصر المفيد، مرحلة دقدقة العظم تسير بخطوات متسارعة وحثيثة جدا وتتواصل الإنجازات والتحولات والانتصارات في هذه المرحلة والتي تنال من قوى العدوان ومرتزقتهم وتفتك بعديدهم وعتادهم وتحيلها إلى أعجاز نخل خاوية، ورغم فداحة الوجع والضرر الذي طال وما يزال فلول الغزاة والمرتزقة في هذه المرحلة إلا أن تأكيدات الأبطال من مغاوير جيشنا ولجاننا بأن القادم سيكون أعظم وأن ما ينتظرهم في قادم الأيام أشد وأنكى وأكثر إيلاما ووجعا بإذن الله وتأييده وتوفيقه.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.