هيومن رايتس ووتش: الغاراتُ الجوية على اليمن عشوائية واستخدمت ذخائر عنقودية، وتحالف السعودية رفض لجنة التحقيق
ذمار نيوز -متابعات 18-10-2015
قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم: إن على قوات التحالف التي تشن عدواناً على اليمن اتخاذ كافة التدابير من أجل حماية المدينة القديمة في صنعاء، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، ويوفر القانون الإنساني الدولي حماية خاصة للمباني وغيرها من المُنشآت التي تُعد جزءاً من الميراث الثقافي الإنساني.
قال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: إذا ما تم استهداف صنعاء القديمة “قد تقع خسائر إضافية فادحة للإنسانية فضلاً عن الخسائر البشرية، في البلدة القديمة صنعاء، والمأهولة لمدة 2.500 عاماً، وعلى قوات التحالف الالتزام ببنود الحماية القانونية الدولية، والنأي بالمدينة القديمة عن أي استهداف مُستقبلي”.
قام تحالف مكون من 9 دول عربية بقيادة السعودية، منذ أواخر مارس 2015، بمهاجمة المُدن والبلدات في اليمن، وفرض حصار اقتصادي على البلاد. وقدمت الولايات المُتحدة الدعم الاستخباري واللوجستي للتحالف، وأسفر القتال حتى الآن عن مقتل أكثر من 2,100 مدنياً، بحسب الأمم المُتحدة.
تتسبب الغارات الجوية التي يشنها التحالف بمعظم الوفيات في صفوف المدنيين، بحسب الأمم المتحدة. العديد من هذه الغارات على صنعاء والمنطقة الشمالية في صعدة، وغيرهما من المُدن، كانت عشوائية أو استُخدمت فيها ذخائر عنقودية، في انتهاك لقوانين الحرب.
في 2 أكتوبر، اعتمد المجلسُ الأممي لحقوق الإنسان بالإجماع قراراً فيه العديد من العيوب، تجاهل مُطالبات بإجراء تحقيق دولي في الانتهاكات المتصاعدة في البلاد. كانت هولندا قد تقدمت بدايةَ بمشروع قرار يُخول بعثة الأمم المتحدة بتوثيق الانتهاكات التي ترتكبُها كافة الأطراف منذ سبتمبر 2014. وواجه تحقيق الأمم المتحدة المُقترح معارضة علنية من العديد من أعضاء التحالف الذي تقوده السعودية ويقوم بعلميات عسكرية في اليمن، مثل قطر والبحرين ومصر والأردن والإمارات.
وقد قامت قوات التحالف بجعل المدينة القديمة هدفاً عسكرية. في 12 يونيو، وأسفرت غارة لقوات التحالف السعودي في المدينة القديمة عن تدمير عدد من المباني، ومقتل 5 أشخاص. وفي 19 سبتمبر ، وأصابت غارة جوية للتحالف أحد المباني السكنية في المدينة القديمة، وأسفرت عن مقتل 9 أشخاص من عائلة واحدة، بحسب تقارير إعلامية عالمية.
عقب انفجار 12 يونيو، حثت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا قوات التحالف السعودي على حماية التراث الثقافي في اليمن. قالت بوكوفا: “أشعر بالأسى العميق لفقدان الأرواح البشرية فضلاً عن الأضرار التي لحقت بواحد من أقدم جواهر العالم في التراث الحضري الإسلامي. أصابتني صدمة عند رؤية صور تلك الأبراج السكنية الرائعة متعددة الطوابق، والحدائق الهادئة وهي تتحول إلى رُكام”.
تسعى اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية لعام 1954، وبروتوكولها لعام 1999 إلى حماية “الممتلكات ذات الأهمية الكبيرة للتراث الثقافي لكل الشعوب” من خلال منع قوات التحالف السعودي من استخدام هذه الممتلكات لأغراض قد تُعرِّضها للتدمير أو الضرر. لا يجوز ارتكاب أعمال عدائية ضد هذه الممتلكات.
حدّد نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الهجومَ العمد الذي يستهدف الآثار التاريخية، من بين غيرها من المباني، على أنها جريمة حرب.
قالت هيومن رايتس ووتش: على قوات التحالف أن تضع في اعتبارها بنود اتفاقية لاهاي للحماية إذا استمرت في حربها على اليمن. وعلى الولايات المتحدة والمملكة المُتحدة، وغيرهما من الدول المؤيدة للتحالف، إظهار قلقها إزاء التدمير المُحتمل للمدينة القديمة وتراث اليمن الثقافي.
قال جو ستورك: “على الولايات المُتحدة وغيرها من مؤيدي التحالف أن يبعثوا برسالة واضحة إلى السعودية وغيرها من الدول كي تبذل قصارى جُهدها لتجنب القتال في مدينة صنعاء القديمة. في عام شهد تلف وتدمير الكثير من أعظم العجائب المعمارية في الشرق الأوسط، ستكونُ إضافة صنعاء إلى تلك القائمة مأساة مُروعة”.