تحذير روسي من تسليح المتطرفين.. والمواجهات الجوية “الباردة”.. هل تُشعل الفتيل؟
ذمار نيوز -متابعات 18-10-2015
التنظيمات الإجرامية في سوريا تقر بفداحة خسائرها وتحمل واشنطن مسؤولية فشلها
تحذير روسي من تسليح المتطرفين والمواجهات الجوية “الباردة”.. هل تُشعل الفتيل؟
محمد الباشا
“توريدُ هذه المنظومات لأيٍّ من المجموعات الإجرامية في سوريا سيعني أن الدولة التي فعلت ذلك وقفت عملياً إلى جانب الإرهاب الدولي، مع كل العواقب المترتبة على ذلك، وأريد أن يتم الاستماع إلى ذلك كتحذير جدي”.. هذا ما قاله نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون مكافحة الإرهاب أوليغ سيرومولوتوف.
هكذا ألقت روسيا ورقة التحذير جادةً وحازمةً في وجه كل من يحاول أن يساند المجموعات الإجرامية، حتى لو كان ينظر إلى نفسه أنه كبير العالم وأقوى دوله.. وبدت أمريكا تتعثر باستراتيجية فاشلة في سوريا، وكل ما قامت به من جهود لدعم تلك المجاميع أضحى سراباً أمام ناظريها.. تحذيرٌ صريحٌ أمام الكبار فيحجمون عن تجاوزه، فكيف سيكونُ الحالُ بالصغار أو التابعين والأذيال؟، كمملكة آل سعود وقطر و…، من الأكيد أنهم قد حفظوا التحذير الروسي عن ظهر قلب واستوعبوه بعد أن سمعوه بآذان واعية.. وهم يعلمون أن أية محاولة لتوريد صواريخ محمولة للإرهابيين في سوريا ستعتبرها روسيا “مساعدة مباشرة لهم، مع كافة الآثار المترتبة على ذلك”.
روسيا تراقب وتترصد، ولم تُقدم على أي رد؛ لأنها تعلم كما قال سيرومولوتوف الجمعة “إنه لم تسجل حتى الآن أية وسائل دفاع جوي لدى الإرهابيين، إلا أنه توجد دلائل تشير إلى محاولة الإرهابيين الحصول على منظومات صواريخ جوية متنقلة (محمولة على الكتف) غربية الصنع في الدول الإقليمية المجاورة” لسوريا.
“كرة الثلج المتدحرة ” بين طائرات الروسية والتركية
المواجهة الجوية ما زالت “باردة” بين روسيا وتركيا، وحتى الآن لم تُذكَ جذوتها، وليس بمستبعد أن تكون تلك المواجهات المتكررة بين الطائرات الروسية والتركية بمثابة كرة الثلج المتدحرة ومن يشعل فتيل الحرب الكبرى وتندفع الولايات المتحدة ومع حلف الناتو؛ لنجدة ومساعدة تركيا التي تقف في ضفتها، ويفعل كذلك من يساند روسيا وكل من لا يطيق هيمنة أمريكا على العالم وإجرامها وانتهابها لخيراته، إذ كشفت وسائل إعلام روسية عن عدد المواجهات الخطيرة التي شهدتها الأيام الماضية.
وأفاد موقع “السومرية نيوز” الخميس، ان وسائل الاعلام نقلت عن نائب وزير الخارجية التركي علي كمال إيدين، قوله: “إن الطائرات الروسية والتركية خاضت 13 مواجهة خطيرة بين 3 و10 أكتوبر”.
المسؤول التركي قال: “إن المواجهات حدثت بالقرب من المجال الجوي السوري”، دون الكشف عن طبيعة وحيثيات الحوادث.
من دربتهم أمريكا بايعوا “جبهة النصرة”
أوقف الأميركيون برنامج تدريب المسلحين في سوريا أو ما تسميهم بـ”المعارضة المعتدلة”، وذلك بعد أن بايع أغلب المتدربين “جبهة النصرة” فور عبورهم من تركيا إلى سوريا، علماً أن اميركا أعلنت عن إجراء عملية التدقيق لاختيارهم باستخدام قواعد بيانات للحكومة الأميركية ومعلومات استخباراتية من حلفائها في المنطقة.
وقد قال عمار الواوي الناطق باسم “الفرقة 30” التي دربتها الاستخبارات الاميركية ودخلت سوريا قبل أكثر شهر، إن التدريب الأميركي “للجيش الحر” الآن مشلول بشكل كامل بعد أن أعلن البنتاغون وقفه.
الواوي يُبدي استغرابه: “لم نكن نتوقع ان يفشل هذا المشروع بهذه السرعة، ويبدو أن هناك دولاً وراء افشال هذا العمل رغم أننا صرحنا اننا مستعدون لإكمال هذا العمل”.
وأكد: “طلبنا التواصل مع البنتاغون من أجل اعادة هيكلة المشروع واعادة بناء نقاط جديدة لإكمال هذا العمل الا أن الاتصالات لم تتم حتى هذا الوقت”.
و”الفرقة 30″ هي تنظيم يحظى بالدعم الأميركي، واختارت واشنطن عددًا من عناصره خلال المرحلة الأولى من برنامج لتدريب ما يسمى بـ”المعارضة المعتدلة”، لكن البرنامج مني بالفشل الذريع باعتراف الأميركيين أنفسهم.
خسائر فادحة في صفوف أصدقاء أمريكا بسوريا
مصدر عسكري سوري أكد “سقوط ما لا يقل عن 300 قتيل بين صفوف الإرهابيين خلال العمليات إضافة إلى تدمير العديد من آلياتهم وأوكارهم بما فيها من أسلحة.
وقال المصدر إن وحداتُ الجيش السوري أحرزت خلال الأيام الثلاثة الماضية تقدماً ملحوظاً في حربها المتواصلة على الإرهاب، حيث قضت على عشرات الإرهابيين ووسعت مناطق سيطرتها في محيط بلدة سلمى الواقعة على بعد 13 كم عن الحدود السورية التركية.
التنظيمات الإجرامية من جهتها أقرت عبر تنسيقياتها على مواقع التواصل الاجتماعي بتكبدها خسائر فادحة بالأفراد والعتاد ونشرت العشرات من اسماء قتلاها من بينهم من سمته “القائد العسكري في الفرقة الساحلية الأولى” الإرهابي خالد أوس الملقب “أبو الوليد”.