ابعاد ودلالات الهجوم الصاروخي على الطائف…وماهي المرحله الجديدة التي فرضهتا اليمن بصواريخها في الساحة الاقليمية
عدة صواريخ باليستية متوسطة المدى تشق الاجواء السعودية ولم ترصدها الانظمة الدفاعية السعوديه الا بسماء الطائف، فالامر يستدعي الى وقفة تحليل، ولم تنتهي حكاية الهجوم الصاروخي برصدها من الانظمة الدفاعية السعودية، بل سقطت الصواريخ سقوط حر وحققت اهدافها بدقة بتأكيد من وزارة الدفاع اليمنية وشهود عيان سعوديين كُثر من سكان الطائف، اذن لم تعد الضربات الصاروخية اليمنية مجرد رسائل تحذيرية او خلق معادلات جديدة او قلب الموازين العسكرية او لاثبات قدرة القوة الصاروخية او ردات فعل فقط، هذه الغايات انتهت ولم تعد التحليلات في هذا الاطار له واقع يتجدد ميدانيا.
قبل الغوص في بحر التحليل لما حمله الهجوم الصاروخي الذي اكتسح الطائف علينا ان نعيد عقارب الساعة العسكرية قليلا لكي نعي ونفهم وندرك بعمق أهمية الهجوم الصاروخي وابعاده ودلالاته:
بداية قامت القوة الصاروخيه اليمنية باطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى من نوع بركانh2 مستهدفة رمز الطاقة السعوديه “مصافي ينبع” وهذه الضربة الصاروخية نفذت بصاروخ يمني جديد ذو مدى قارب الــ 1300 كم ومن جانب اخر تجاوز العاصمة الاقتصادية السعودية ومن جانب اخر لم تكتشفه الانظمة الدفاعية السعودية والمصيبة الاكبر التي وقعت على النظام السعودي هو اعتراف البنتاغون الامريكي بعملية اطلاق الصاروخ معبراً عن القلق الامريكي تجاه نوع الصاروخ اليمني الجديد من حيث مداه ومن حيث تطوره ودقة اصابته للهدف.
بطبيعة الحال لايهمنا ماذا يقول النظام السعودي البليد واعلامه الغبي من اكاذيب نابعة من افلاس وانهيار نفسي ومعنوي وتخبط شامل، المهم ان هذه الضربة الصاروخية التي استهدفت مصافي ينبع هي تحضيرية لاعلان القوة الصاروخية عن الصاروخ الجديد ودقة اصابته وتجاوزه انظمة الدفاع الجوي المتطورة والاهم من ذلك هو المدى العملياتي للصاروخ المدمر والذي قارب الــ 1300 كم، اذن تم رسم خارطة الاهداف الحيوية التي سيتم استهدافها وفق المدى العملياتي لصاروخ بركانh2 كمرحله اولى وهذا المدى كفيل بضرب اهداف حيوية في امارتي دبي و ابوظبي بالامارات و الدمام بالسعودية متجاوزة العاصمة السياسيه الرياض.
ومن هذا المنطلق اصبحت الخارطة العملياتية مصادق عليها من قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي وقيادة القوة الصاروخية بكل ثقة وبنسبة خطأ مساحي بسيط، زامن ذلك ضربة صاروخية استهدفت غرفة عمليات الغزاة والمرتزقة غرب مديرية موزع بصاروخ قاهر1 وحقق الهدف بدقة ثم تلا ذلك اطلاق صاروخين من نوع زلزال استهدف قيادة حرس الحدود بعسير وصاروخين استهدف معسكر العطن بجيزان وهذه الحزم الصاروخية الباليستية الكثيفة هي تدشين مرحلة هجومية من قبل القوة الصاروخية كثقل عملياتي ردعي واسع النطاق، ولربما نستطيع القول ان هذه المرحلة هي حاسمة واخذت القوة الصاروخية على عاتقها اهم عناصر الانتقام االاستراتيجي من الغزاة لذلك لاتعتبر مرحلة تصعيد انما مرحلة تأديب قاسية للغزاة بشكل حصري ومن هذا المنطلق الصاروخي الجليل والعظيم كانت المفاجأه الذهبيه:
عشية الامس أطلقت القوة الصاروخية عدة صاروخيه باليستية بعيدة المدى اكتسحت العمق الاستراتيجي السعودي وتحديدا قاعدة الملك فهد الجوية بمحافظة الطائف والتي تعد القاعدة العسكرية الجوية الابرز والاقوى والاهم في المملكة السعودية، بل معقل القوات الجوية السعودية فماذا حمل في جعبته الهجوم الصاروخي الغزير.
بداية ترجم الهجوم الصاروخي الكثيف ان الانظمة الدفاعية السعودية سقطت نهائيا من الحسابات العسكرية اليمنية، الامر الاخر ان اليمن دشن مرحلة الهجوم الصاروخي بالجملة كمعادلة تأديب فورية بدون مقدمات او رسائل.
اضافة الى ذلك ان التأكيد العملياتي السابق من ينبع فتح جبهة هجومية جديدة ستطال الامارات حتما و التي لابد من محاسبتها حساب قاسي وتاريخي ولن تنساه الاجيال الاماراتية التي لم يكتب تاريخها انه حدث هجوم صاروخي او عسكري ضد الامارات ابدا ولكن بات على مشائخ الفجر والوحشية والارهاب ان يحسبوا حسابهم ان العقاب قادم لامحالة وباي لحظة وقد جنت على نفسها براقش والجميع يعلم ان ضربة صاروخية تطال الامارات ستقلبها رأسا على عقب.
ولاشك ان الهجوم الصاروخي كان تحضير نفسي واعلامي للقوى الاقليمية والدولية ان اليمن سيقدم على استهداف “حقول النفط” في الدمام والظهران شرق السعودية وباي لحظه ستكون عرضه للهجوم الصاروخي اليمني ولامبالغة في الامر فينبع تشهد على ذلك وكشف الامر البنتاغون الامريكي جديّة اليمن ومصداقية قادته العسكريين وكان الاعتراف الامريكي المفصل والرسمي بمثابة فضيحة نزلت كالصاعقة على النظام السعودي البائس واعلامه البليد.
ولاننسى ان الهجوم الصاروخي كشف ان المخزون الصاروخي اليمني لازال بعافيته بل ويكبر عددا ونوعا اضافة الى التصنيع الحربي اليمني اصبح يعمل على خطوط الانتاج الفعلي وليس التطوير والتعديل فقط.
ان التجربة العملياتية الحقيقية والناجحة للصواريخ اليمنية المتوسطة المدى والدقيقة الإصابة والتي شقت طريقها بالاجواء السعودية وبالجملة هي بداية الحزم الصاروخية، حيث أن الكثيرين من أعداء اليمن كانوا يشككون بمدى القدرة الحقيقية لهذه الصواريخ في محاولة لإضعاف قدرة الردع اليمنية.
الهجوم الصاروخي ليلة الأمس يؤكد على أن هذه الصواريخ التي يؤكد اليمنيون أنها دفاعية، ناجحة وقادرة على إصابة أهدافها وتحقيق دمار هائل وسط الأعداء، وبذلك فإن اليمن يكون قد دخل نادي الدول الصاروخية العملياتية إذا صح التعبير،
ووفق (صحيفة يديعوت احرنوت الصهيونيه : بعد ثلاثة اعوام ، الحوثيون يطلقون صواريخ بعيدة المدى بشكل مباشر في عمليات حربية حقيقية خارج الحدود اليمنيه ) هكذا تسرد الصحافة الصهيونية ولاننسى ماذا تسرد الصحافة الاوروبية والامريكية عن القوة الصاروخية اليمنية وقوة تأثيرها وحجم تدميرها.
عموما..ماياتي من الاعلام السعودي والخليجي من تقليل شأن وسخرية ونفي واكاذيب هي ردات فعل المهزومين المأزومين المصروعين الذي يعانون من ازمة وواقع اسود فتارة يقولون هي صواريخ خرده وتارة صواريخ ايرانية وتارة تم اعتراضها وتارة يستبدلون الصواريخ بانفجار محولات الكهرباء وبكل بلادة ووقاحة يخدعون انفسهم والمصيبة الكبرى يروجون في الاعلام ان اليمنيين يستهدفون مكة والغاية قذرة لاستفزاز المسلمين واكتساب تعاطفهم وهذا لايدل الا على الافلاس والهزيمة والانهيار، لكن في اعماق انفسهم يعرفون الحقيقة لكن يخافون ان يخرجوها لان من قرر ان يعترف بالحقيقة فمصيره السجن ودفع الغرامات المالية القاسية.
في الختام:
يدخل التطوّر الباليستي اليمني بعيد المدى والأول في السياق الباليستي الاستراتيجي الردعي كيد اقليمية ضاربة وان الصواريخ اليمنية لن تقف عند هذه الصواريخ وهذا المدى بل سيُكشف عن صواريخ جديدة وذات مديات ابعد بكثير من الموجودة حاليا. وهذا ماكشف عنه السيد القائد في اخر خطاب له قبل ايام عن فرض اليمن نفسه كقوة اقليمية عسكرية مقاومة من بوابة المواجهة العسكرية المباشرة ضد الكيان الصهيوني الى جانب حزب الله او مقاومة فلسطين، رغم الحصار والعدوان على اليمن اصبح اليمن في المكانة التي يجب ان يكون فيها باستحقاق وجدارة.
ومن جانب أكد مساعد المتحدث باسم الجيش واللجان الشعبية، عزيز راشد، أن دول العدوان على اليمن أصبحت تحت مرمى الصواريخ الباليستية، مشيراً إلى امتلاك القوات الصاروخية اليمنية صواريخ من نوع بركان 2 و3 التي تعد نسخة أكثر تطوراً من بركان، امتلاك بركان واحد واثنان وثلاثة يعني أن العديد من المرافق الإستراتيجية في دول العدوان باتت مهدّدة وعرضة للصواريخ اليمنية التي باتت تطال الرياض ومحطات الكهرباء وتحلية المياه في السعودية، فضلاً عن أبوظبي ودبي بأبراجها الشاهقة، فبرج خليفة الذي بلغت تكلفته مليارات الدولارات قد يسوّى بالأرض عبر صاروخ لا تتجاوز تكلفته بضع ألاف من الدولارات، هذا مايأتي وهذا ماسيتكلم عنه الميدان.
اليمن ينتصر….
تقرير / ا.احمد عايض احمد