قصف حفل زفاف في اليمن: الناجي البالغ من العمر 15 عاماً يروي عن الدمار الذي ألحقه القصف على حفلة الزفاف.
ذمار نيوز : ترجمة خاصة 18-10-2015
نشر موقع الاندبندنت مقال بعنوان : قصف حفل زفاف في اليمن: ْ الناجي البالغ من العمر 15 عاماً يروي عن الدمار الذي ألحقه القصف على حفلة الزفاف , وجاء فيه : غارة جوية شنتها طائرات السعودية على حفل زفاف في اليمن في وقت سابق من هذا الشهر قتل عشرات من الضيوف وجرح 54 آخرين، بينهم نساء وأطفال – وصبي يبلغ من العمر 15 عاما الذي يحلم ان يكون رائد فضاء.
الناجي / عبدالله يتحدث إلى مريم غلاب : كان ينبغي أن يكون يوماً حافلاً بالسعادة لطفل يبلغ من العمر 15 عاماً, انه عبد الله قيس السنباني، تلميذ يمني والمعروف بين زملائه في المدرسة بانه فاز برحلة إلى مقر ناسا في الولايات المتحدة.
اعمامه الثلاثة، كانوا يرتدون سترات زرقاء مع اثواب بيضاء وعمائم ملونة لعقد حفل زفافهم, عروساتهم الثلاث من كل القرى المجاورة، كانت قد وصلت لتوها في موكب من 30 سيارة، يترافق ذلك مع اصوات ابواق السيارات وصوت الموسيقى الصاخبة في الحفل، خلال ذلك انطفأت مولدات الطاقة مما دفع عبد الله لمغادرة المنزل مع أحد أعمامه لمعرفة ما هو السبب.
بعد لحظات، في 09:30، بدأت اصوات الطائرات الحربية تملأ الجو بشكل يؤذي الاذن, وامطرت الطائرات بصواريخ تنزل من السماء إلى منزل العرس من طابقين بنيت على قمة تلة في بلدة صغيرة تدعى سنبان، 60 ميلا الى الجنوب من العاصمة صنعاء.
“سمعنا صوت مرعب للطائرات”، وذكر عبد الله في صوت خافت. ” دفعني عمي خلف خزان المياه. سقطت الصواريخ علينا وانفجرت، وعندما نظرت حولي، وجدت كل أولئك الذين كانوا حولي موتى. وتمزق جسم عمي الى اشلاء. انه لم يتزوج بعد “.
وتحدث عبد الله لصحيفة الإندبندنت عن طريق الهاتف من السرير في مستشفى أردني، حيث تم نقله جوا لتلقي العلاج الطارئ بعد الهجوم.
ووفقا لشهود عيان، 57 على الأقل من حفل الزفاف – معظمهم من افراد اسرة العرائس والعرسان – وقتل وجرح عشرات آخرون في الهجوم في وقت سابق من هذا الشهر.
وعبدالله مازال مغطى بالضمادات وهو طريح الفراش، عانى عبد الله من حروق من الدرجة الأولى في الوجه والجسم، وقال أنه كان يخشى أن الأطباء قد بتروا يديه. “أنا اتألم في كل وقت. وقال ان جسمه محترق بالكامل “.
ستة أشهر منذ بداية التحالف الذي تقوده السعودية ، التي تهدف إلى دحر الحوثيين في اليمن الذين سيطروا على العاصمة وجزء كبير من شمال البلاد، فقد قتل أكثر من 5400 شخص ، على الأقل نصفهم من المدنيين غير المقاتلين.
واضطر عبد ربه منصور هادي إلى الفرار من البلاد والمطالبة بالتدخل العسكري – هذا الطلب استجابت له المملكة العربية السعودية وتحالف دول الخليج.
وفي الوقت نفسه اتخذ تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الأخرى الفرصة للاستيلاء على أجزاء من البلاد لأنفسهم. وكان حفل زفاف اسرة السنباني هي الثانية خلال أسبوعين والتي تضرب من الجو، بعد غارة سابقة قتل فيها أكثر من 130 مدنيا في حفل زفاف بالقرب من المدينة المطلة على البحر الأحمر “المخا”، والتي وصفتها الأمم المتحدة على انها الاكثر دموية البلاد منذ التدخل السعودي في مارس.
ونفى متحدث باسم قوات التحالف التي تقودها السعودية، العميد أحمد عسيري أن الغارة الجوية كانت السبب عن أي من عمليات القتل.
في وقت سابق من هذا الشهر، تم دعم تحرك سعودي مخطط لمنع اجراء تحقيق تقوده الامم المتحدة في الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان في اليمن من قبل الدول الغربية بما فيها بريطانيا، التي تزود النظام السعودي بالأسلحة.
وفي الوقت نفسه تستمر أعمال العنف بلا هوادة. ففي يوم الخميس، هزت الغارات الجوية العاصمة صنعاء بعد ساعات من اطلاق صاروخ سكود الى قاعدة جوية في جنوب غرب المملكة العربية السعودية، ووفقا لوكالة الانباء اليمنية سبأ فان الانفجار خلف خمسة قتلى على الاقل.
وفي يوم الجمعة قامت طائرات من التحالف العسكري بقيادة السعودية-بقصف منزل رئيس البرلمان اليمني، وقال السكان ان هذه الهجمات هي جزء من الموجة التي تستهدف السياسيين ذوي النفوذ.
ويقال إن الهجوم أصاب منزل يحيى الراعي في محافظة ذمار ، لم تصيبه ولكن قتل ابنه.
وأفاد سكان صنعاء بان حوالي 60 ضربة جوية لقوات التحالف ضربت صنعاء على مدى اليومين الماضيين على قواعد عسكرية ومنازل تابعة لأفراد اسرة علي عبد الله صالح الحليف المهم للحوثيين.
وقال والد عبد الله قيس السنباني ان معظم القتلى في حفل زفاف عائلته كان من النساء, لأنه وفقا للتقاليد اليمنية، يجب على الرجل أن يترك المنزل عند وصول العرائس أولا. فضلا عن عمه عبد الله، وواحدة من العرائس و 10 أفراد من الاسرة الآخرين لقوا حتفهم، بما في ذلك جده وجدته.
وقال مدير مكتب الصحة في ذمار، محمد الجماح ان عدد القتلى النهائي قد ارتفع إلى 66 , (33) من النساء و (18) من الرجال و 15 طفلا – و54 آخرين اصيبوا بجروح.
وأظهرت صورة مشاركة من قبل السيد السنباني اظهرت ان نصف بيت عرس تم قصفه ولا يزال قائما وسط الأنقاض، مع أواني الطبخ والمقالي، والملابس وبقايا الأثاث المحطمة والمتناثرة وهياكل متفحمة لعدة سيارات حول المكان في مكان قريب.
ان زيارة عبد الله لناسا في عام 2011 تصدرت عناوين الصحف اليمنية، واحدة منها نقلت عن الصبي قوله : “رحلتي إلى وكالة ناسا هي مصدر فخر لليمن” ,وفقا لأبيه، أمضى عبد الله خمسة أيام في مقر ناسا بعد ان منحه معهد هندي شهادة ” Global Icon ” على حصوله على مركز متقدم في المسابقة العلمية.
وقال انه سعيد جدا للذهاب إلى وكالة ناسا ، وقال السنباني ان هذه كانت نقطة تحول. وأضاف وفي المدرسة برع ابنه في التطبيقات العلمية، وصنع نماذج لإظهار كيفية توليد الطاقة الشمسية.
وقال السنباني أن ابنه كان يحلم دائما بأن يصبح رائد فضاء.
ومن سريره في المستشفى لخص عبد الله طموحاته وقال “أردت أن أفعل شيئا يستفيد منه الجنس البشري, لذلك عندنا اموت لن ينساني الناس”.