اليمن حينما كان سعيدا وحينما يعود أسعد
بقلم / محمد فايع
الأصالة والهوية الايمان والحكمة الموقع والجغرافيا والارض الخصبة الغنية بالخيرات والثروات تلك مفردات أصيلة لكيان وكينونة اليمن الارض الانسان وبها يتحقق لليمن وشعبه عزته وكرامته وحصانته وأمنه واستقراره ويتطلب ذلك بالطبع ان يكون اليمن في قراره السياسي والثقافي والعسكري والامني والاقتصادي نظيف من كل أيادي الخيانة والفتنة والفساد والارتهان للخارج ومن كل فيروسات الثقافات التي وجهت لضرب اليمني المسلم العربي الاصيل في ايمانه وحكمته وفي هويته وثقافته الاصيلة الراقية برقي منهجية الله وصبغته التي صبغ الله بها الانسان باعتبار تلك الايادي والفيروسات من تهيئ ساحة أي بلد لمشاريع امم وكيانات حزب الشيطان اليهودي على الارض والتي تقودها وتتحكم بها اليوم الصهيونية اليهودية الأمريكية.
في الماضي عرفت اليمن وشعبها باليمن السعيد وقد تحدث عنها الكتاب القدماء والقادة والمؤرخون والمعاصرون لحضاراتها كثيرا ومن ذلك اجماعهم أن اليمنيين كانوا من أثرى شعوب الارض وفي وصفهم لبعض مظاهر ذلك الثراء قولهم انه كان اليمنيين في عهد دولة سبأ بيوت وقصورا ذات سقف وجدران مرصعة بالذهب والاحجار الكريمة وكل ذلك فقط كان من عائدات الزراعة والتجارة مع استخراج بعض المعادن ووجود بعض صناعات يدوية ولم يكن متوفر لديهم وسائل استغلال بقية مصادر الثروة التي تكتنزها أرض اليمن على سطحها وفي باطنها في برها وبحرها فلم يكن معهم لا بترول ولا غاز ولا وسائل نقل وتصنيع واكتشافات متطورة.
ويرجع ذلك فيما افهم الى أن اليمن التي وصفت أنها من أخصب البلدان على الاطلاق كانت لأبناء اليمن أي أن أرض اليمن وثرواتها الزراعية وموقعها تحت سيادة وتصرف اليمنيين حيث كان حكام وملوك اليمن يحرصون على ذلك وهذا بخلاف من حكم اليمن من بعد باستثناء مراحل معينة مع ذلك كان في كل مرحلة وفي حين يكاد اليمن يستعيد عافيته على يد حكام عادلين ممن يعرفون حق المعرفة معدن واصالة اليمنين الايمانية والاجتماعية وكيف يحيون مقومات اصالة وعزة كرامة اليمني الا أنه ما أن يبدأ اليمن وشعبه في العودة الحقيقية الى هويته واصالته متحررا من أيادي التآمر والخيانة التي حتى تتحرك مشاريع قوى الفساد في الارض الخارجية لتحريك أياديها في الداخل التي هي في الاصل دخيلة على اليمن ومجتمعه فيحركها الخارج من جديد لمواجهة مسار اليمنيين والتآمر على خيار قيادات ورجالات اليمن وهكذا حتى وصل اولئك الدخلاء الى مراكز التحكم باليمن على متن مشاريع الغزاة فكان حال اليمن حيث تهيئت جبهته الداخلية بفعل ايادي الخيانة للاحتلال من قبل بريطانيا وللغزو العثماني .
مع كل ذلك فقد تحرك اليمنيون من جديد تحت قيادات ايمانية يمنية اصيلة عادلة فتم طرد الاتراك الذين عاثوا في اليمن فساد وكان الشعب اليمني بقبائله في طريقه لتحرير الجنوب من المستعمر البريطاني الا إن تلك القوى البرجوازية الدخيلة على اليمن وقبيلته ومجتمعه تحركت من جديد لقطع الطريق امام تلك القيادة وأمام عودة اليمن لليمنيين هوية وايمان وحكمة وثروة وموقعا وسيادة وكانت تلك الايدي الدخيلة كالعادة تتحرك ضمن مسار واجندة مشروع الفتنة والاستعمار الخارجي وخلال نحو خمسة عقود مضت كانت اليمن قد سقطت تحت مشاريع الاستعمار والفتنة الخارجية ومن ثم أصبح اليمن وشعبه مستباح في موقعها وثرواتها وهويته الايمانية والاجتماعية الاصيلة وخاصة بعدما حكم اليمن الدخلاء بالتآمر والفساد والاغتيالات وبثقافة ومشروع وسياسة الاستعمار الخارجي .اللهم في فترة ومرحلة قصيرة بقيادة الشهيد ابراهيم الحمدي والذي سارع فيها طابور الخونة بدفع ودعم واشراف المشروع الصهيوني الوهابي الأمريكي الى اغتيال المشروع اليمني الحر الاصيل حينما اغتالت تلك الايادي الاجرامية الرئيس ابراهيم الحمدي.
بعد فترة غير قصيرة كان المشروع الصهيوني الوهابي الامريكي قد أختار نفس الايادي التي اغتالت الشهيد ابراهيم الحمدي بعد أن قدمت الغشمي ككبش فداء وهكذا وتحت رعاية ثلاثي الشر الامريكي الصهيوني السعودي وصلت تلك المنظومة الى قرار التحكم بمصير اليمن سياسيا وعسكريا واقتصاديا ومن ثم استهداف المجتمع اليمني في اصالته وهويته وقيمه وثقافته الاسلامية الايمانية الحكيمة واستبدال ذلك بثقافة الانحراف والانسلاخ التكفيري الوهابي الصهيوني.
خلا تلك العقود كان الانسان والهوية والكرامة والارض والثروة والموقع اليمني مستباح مستهدف وكانت السيادة والارض معروضة للبيع بل لقد اتجه الحاكمون الى بيعها مع كرامة الانسان اليمني.
اليوم بعد تكشف الحقائق وبعد أن بدأ اليمنيون يشقون مسار عزتهم وكرامتهم وهو يتهم من جديد بل وبعد أن قطعوا شوطا متقدما في ذلك فانه من المتوقع أن يكون لليمن وشعبه مستقبلا قريبا ولأجياله يكون فيه اليمن وشعبه من أقوى وأحصن واغني وأرقى بلد وشعب على الارض خاصة أن الشعب اليمني أصبح اليوم يعي ويدرك مدى ما يصنعه العملاء والخونة حينما يكون لهم يد على هذا الشعب حيث يكونون رأس حربة مشاريع الفتة والدمار لفساد لائمة الكفر من يهيئ ساحة اليمن وشعبه لقوى وكيانات الاستعمار لذلك فالشعب اليمني المستمر بثورته المباركة حريص كل الحرص على تطهير اليمن وشعبه وخاصة موقع القرار من كل تلك القوى والايادي التي عرفت بخياناتها وبارتباطها وولائها وخدمتها لمشاريع قوى وأمم التآمر العالمي الصهيوني الامريكي حيث اصبحت اليوم معروفة مكشوفة لكل يمني.
واذ من الله على الشعب اليمني في هذه المرحلة بقيادة ومنهجية ايمانية حكيمة تعرف مسار ومقومات اصالة وهوية وعزة وشرف وكرامة اليمن وشعبه وتعرف حق المعرفة عظمة الشعب اليمني فإن ما على هذا الشعب الا أن يواصل شق طريق العودة الى اصالته وهويته وايمانه وحكمته والتي بها دون سواها سيعود له موقع وسيادة وخيرات وأمن واستقرار بلده ،فاذا كان اليمن شعبه قديما من أثرى شعوب الأرض وكان لليمنيين آنذاك بيوت وقصورا ذات سقف وجدران مرصعة بالذهب والاحجار الكريمة ولم يكن هناك الا الزراعة والتجارة مع استخراج بعض المعادن وبعض الصناعات اليدوية ..فأخبروني بربكم كيف سيصبح اليمن وشعبه حينما تعود لليمني هويته واصالته وأرضه حينما تعود للشعب اليمني خيرات ارضه وموقع بلده الاستراتيجي البري والبحري وحينما يكون اليمني محكوم بأصالته وهويته وثقافته محكوم بأيمانه وحكمته حينها حتما فان موقعه وثروات أرضه البرية والبحرية الزراعية والبحرية المعدنية المكتشفة والتي لا تزال مدفونها وغير مستغله ستستغل به وله وسيكون اليمن وأيم الله حينها من أقوى وأثرى وأرقى بلد وشعب على وجه الارض وأي أن اليمن وشعبه الذي عرف في ماضية الغابر باليمن السعي سيعود بهدى الله وبقوة الله على يد قيادته القرآنية الحكيمة من أسعد وأرقى وأقوى وأحصن من ماضيه الغابر بكثير بكثير بكثير بل وسيكون لليمن وشعبه دورا محوريا في تخليص شعوب المنطقة والانتصار لقضايا الامة في مواجهة قواعد وانظمة مشاريع وفساد وثقافة حزب الشيطان الصهيوني الامريكي الغربي والعالمي