الخبر وما وراء الخبر

منظمات دولية : تفشي الكوليرا في اليمن هو الأسوأ على الإطلاق

246
حذرت اليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، من تفشي الكوليرا في اليمن ..معتبرة أنه الأسوأ على الإطلاق في خضم أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم.

ونبه بيان صادر عن المدير التّنفيذي لمنظّمة اليونيسيف أنثوني ليك، والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي، والمدير العام لمنظّمة الصّحّة العالميّة، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، عقب زيارتهم المشتركة لليمن تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، من أن اليمن على حافة الوقوع في مجاعة.

وأضاف” إننا ندعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة دعمه لشعب اليمن، وإذا ما فشلنا في ذلك، فإن الكارثة التي شهدناها بأم أعيننا لن تستمر في إزهاق الأرواح فقط، بل إنها ستترك آثاراً وخيمة وندوب على الأجيال المقبلة وعلى البلد لسنوات قادمة”.

وأشار البيان إلى أنه خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة سجلت 400 ألف حالة يشتبه بأنها كوليرا وما يقرب من ألف و900 حالة وفاة مرتبطة بتفشي هذا الوباء، فيما أصيبت مرافق الصحة والمياه الحيوية بالشلل نتيجة أكثر من عامين من الاقتتال، وهو ما خلق ظروفا مثالية لانتشار الأمراض.

وقال ” لقد قمنا كرؤساء للوكالات الثلاث التابعة للأمم المتحدة اليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، بزيارة اليمن لنطلع على حجم هذه الأزمة الإنسانية ليتم على ضوئها زيادة جهودنا المشتركة من أجل مد يد العون إلى الشعب اليمني ” .

وأشاروا إلى أن أكثر من 60 في المائة من السكان في عدم اليقين عن وجبتهم القادمة، كما يعاني حوالي مليوني طفل من سوء التغذية الحاد ما جعلهم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا.

وأضاف رؤساء الوكالات الثلاث ” قمنا بزيارة أحد المستشفيات حيث يكاد الأطفال يعجزون عن تجميع قواهم من اجل التنفس، وتحدثنا مع عائلات تغلب عليها الحزن على المرضى من احبائهم في حين هذه العائلات تكافح من أجل توفير الطعام “.. مشيرين إلى أنهم أثناء مرورهم في المدينة شاهدوا الضرر والدمار الذي تعرضت له البنية التحتية الحيوية، مثل المرافق الصحية والمياه.

ولفت البيان إلى أنه في خضم هذه الفوضى ينتقل نحو 16 ألف متطوّعا من منزل إلى منزل لكي يزودا العائلات بمعلومات حول كيفية حماية أنفسهم من الإسهال ومن الكوليرا، كما يعمل الأطباء والممرضون وغيرهم من العاملين الأساسيين في مجال الصحة على مدار الساعة لإنقاذ الأرواح.

وأشار البيان إلى أن أكثر من 30 ألف عاملا في مجال الصحّة لا يحصلون على رواتبهم منذ أكثر من عشرة أشهر، ومع ذلك لا يزال العديد منهم يؤدّون مهامهم.

وتابع البيان” لقد طلبنا دفع رواتب العاملين في مجال الصحة بأسرع وقت ممكن، وبدون أولئك العاملين نخشى أن يموت المزيد أما بالنسبة لوكالاتنا، فسنواصل دعم العاملين المتفانين بشكل فائق من خلال الحوافز والمكافآت المادية”.

وأشاد المدير التّنفيذي لليونيسيف والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية والمدير العام لمنظّمة الصّحّة العالميّة، بما لمسوه من عمل حيوي تقوم به السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية بما في ذلك الوكالات الثلاث من خلال إنشاء ألف مركز لعلاج الإسهال ونقاط تزويد الإماهة الفموية.

ولفتوا إلى أنه لا يزال تقديم المكملات الغذائية والسوائل الوريدية وغيرها من اللوازم الطبية، بما في ذلك سيارات الإسعاف جارياً، وكذلك إعادة بناء الهياكل الأساسية الحيوية من إعادة تأهيل المستشفيات، والمراكز الصحية وشبكة المياه والصرف الصحي، فيما لا يزال العمل جاريا مع البنك الدولي في شراكة إبتكارية تستجيب للاحتياجات على الأرض تساهم في الحفاظ على المؤسسات الصحية المحلية.

وأضافوا “لا يزال هناك أمل، في شفاء أكثر من 99 في المائة من الأشخاص المشتبه بإصابتهم بمرض الكوليرا والذين يستطيعون الحصول على الخدمات الصحية هم الآن على قيد الحياة وقد استقر عدد الأطفال الذين من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد المزمن على 385 ألف طفل”.

وأكدوا أن الوضع لا يزال خطيراً، حيث يصاب بالمرض يومياً الآلاف ومن الضروري بذل الجهود المستدامة لوقف انتشار المرض، كما يحتاج حوالي 80 في المائة من أطفال اليمن إلى مساعدة إنسانية فورية.

وشد البيان على أن الأزمة اليمنية تتطلب استجابة لم يسبق لها مثيل.. مشيرا إلى أن الوكالات الثلاث بالتعاون مع السلطات اليمنية والشركاء الآخرين تقوم بتنسيق العمل بطرق جديدة من اجل إنقاذ الأرواح والتحضير لحالات الطوارئ في المستقبل.

سبأ