واشنطن تمنح تراخيصا لصيانة الطائرات المروحية الأمريكية لدى القوات السعودية
كشف كاتب روسي مشهور عن منح الولايات المتحدة مؤخرا ترخيصا لكل من الإمارات، الكويت والأردن لبيع وصيانة الطائرات المروحية أمريكية الصنع لدى القوات السعودية، معتبرا أن ذلك إشارة واضحة من التحالف الذي وصفه بالتحالف الإجرامي”، تعني أن بإمكانه “الاستمرار في القتل مع الإفلات من العقاب”.
ولفت الكاتب السياسي فيكتور دنيسينكو في مقال ترجمه موقع”روسيا اليوم” إلى الوضع المأساوي، الذي يعيشه شعب اليمن من جراء الحرب والحصار؛ مشيرا إلى أن ما يحدث في اليمن يمثل أقسى أنواع الاستخفاف بحياة ملايين الأبرياء.
وبدأ دنيسينكو مقاله بالقول “في السنوات الست الأخيرة، وجنبا إلى جنب مع الكارثة السورية، تتكشف كارثة اليمن التي لا أعرف لماذا ينظر العالم بأسره إليها من دون أي اكتراث”.
وأضاف “إن ما يحدث في اليمن ليس مجرد صراع عسكري أو صراع على السلطة، بل يمثل أقسى أنواع الاستهزاء بأرواح الملايين من الناس الأبرياء”.
وتابع “سبعة ملايين إنسان يمني يتضورون جوعا منذ أسابيع عديدة، في حين أن ثلثيهم باتوا في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية”.
وذكر دنيسينكو”في غضون ذلك، يقول الغرب الذي يتغنى بمبادئ “الإنسانية” متمثلا بالولايات المتحدة الأمريكية إنه “لا يرى أي إفراط في استخدام القوة “ضد الشعب اليمني. وكما كتب (الأديب الروسي الشهير فيودور) دوستويفسكي: “أحيانا يتحدثون عن “وحشية” قساوة الإنسان، ولكن هذا ليس عدلا، بل إهانة للوحوش، لأن الوحش لا يمكن أن يكون على هذا المستوى من القساوة الموجودة لدى بني البشر”.
وأكد “أن الحصار المفروض على توريد الغذاء والأدوية والوقود، والتي يعتمد اليمن كليا عليها، يجعل الأمر فوق إدراك الإنسان. فإذا لم يتم إرسال المساعدات الإنسانية إلى اليمن على الفور، فبكل بساطة سوف يموت الملايين من الأطفال جوعا، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولية كل ذلك، لإدراكه حقيقة الوضع في اليمن بحيثياته وتفاصيله”.
وأوضح الكاتب السياسي الروسي أن استمرار العمليات العسكرية في اليمن يؤجج بشكل متزايد العداء بين السعودية وإيران، ويساهم في دفع عجلة التوتر في عموم المنطقة، وعلاوة على ذلك، فإن احتمال التوصل إلى حل سلمي يتضاءل أكثر يوما بعد يوم، بسبب أن إدارة ترامب الموجِهة لملكيات النفط العربي، تبدي اهتماما بالسيطرة الكاملة على مضيق باب المندب الذي يمر عبره كل يوم 4.7 مليون طن من النفط الخام.
وأشار دنيسينكو إلى أن هذا الصراع لا يمكن إيجاد حل له إلا عبر الوسائل السياسية، وبمساعدة وسائل الإعلام كافة.
بيد أن عشاق الطغاة الأغنياء تحت قبة الكابيتول يجب أن يتوقفوا عن النظر إلى العقود النفطية المربحة مع ممالك النفط، وأن ينظروا ولو للحظة في عيون أطفال اليمن وعيون الناس الجياع والمرضى من ملايين البشر في اليمن.
واختتم مقاله بقوله “نحن نعرف أنه لم يعد هناك وجود للأخلاق في السياسة منذ زمن بعيد، ولكن لا أحد يستطيع القول إن سياسيا من “أكثر دولة تتغنى بالديمقراطية في العالم”، سيأخذ على عاتقه علنا مسؤولية هذه الإبادة الجماعية”.