المنطقة في دورها الجديد…استكمال حلقة المقاومة لتحرير القدس بحضور اليمن (تقرير)
القرار خضع لحسابات وطنية واقليمية ودُرس بدقة متناهية من قبل قائد الثورة لذلك يدرك تماما وبكل مسؤولية ماهية النتائج المترتبة نتيجة صدور القرار وبهذا الحجم والمستوى، للاسف قد يمرّ البعض مرور الكرام على هذا القرار التاريخي، الذي محور الكلمة التاريخية وقد تكون من اهمّ الكلمات التي القاها السيد القائد ، وربّما الأهم على المستوى الاستراتيجي، لكنّه لايمر مرور الكرام على تل ابيب وواشنطن ابدا .
اختار السيد القائد مضمون القرار “وعداً صادقا وجديّاً” كدعم فلسطين وحزب الله لذلك لفت انتباه الجميع على المستوى الاقليمي والدولي، ولم يكن كلامه عابرا ولا نظريا ،بل كلام الواثق بقدرات شعبه الصامد، وبمعزل عن التطوّرات العسكرية والاستراتيجية اليمنية والإقليمية الساخنة والملتهبة، استطاع السيد القائد ان يعزّز نظرية التكامل الاستراتيجيه لمحور المقاومة، استناداً إلى تطوّرات القدس والمواجهة القائمة مع الكيان الصهيوني الغاصب منذ العميلة البطوليّة في باب الأسباط وما تلاها من محاولات صهيونية لاحتلال الاقصى الشريف على قبلة المسلمين الاولى، والتي زادت الوضع الشعبي والعسكري سخونة في الاراضي المحتلة ولما لها من تداعيات خطيرة على المستوى الاقليمي .
ركزت الكلمه على العدو الصهيوني بشكل مباشر على المستوى العسكري والاستخباري والاستراتيجي .خلاف خطاباته السابقة التي ارتكزت على العدو السعودي وتحالفه الذي يشنّ حرباً على اليمن منذ العامين والنصف تقريباً لذلك اتت هذه الكلمة ذات الطابع العسكري وفي مناسبه سنويه ذات طابع جهادي هي اصل المشروع الثوري المواجه والمتحدي للهيمنه الاستعماريه الامريكيه اتت عن تكامل يمني عسكري مباشر وفوري لمحور المقاومة، في ظل رسم خطوط اشتباكات سياسيّة وعسكرية جديدة، بدء من سوريا مروراً بالعراق وليس انتهاءاً بالأزمة الخليجيه- القطريه التي عصفت هي ايضا بالادوات الامريكيه والكيان الصهيوني الاجرامي ….
ان وعد التكامل الذي قطعه السيد القائد بدعم فلسطين وحزب الله في لبنان خلال أي مواجهة عسكرية قادمة مع الكيان الصهيوني، مؤكداً وموضحا أن رهان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على الشعب اليمني سيكون في محله وسيكون موقف الشعب اليمني مشرفاً في أي مواجهة عسكرية لكم مع العدو “الإسرائيلي” ومستعدون لإرسال المقاتلين. وأضاف “إننا حاضرون للمشاركة العسكرية في أي مواجهة مع العدو “الإسرائيلي” بثقافتنا وبتوجهنا ونحن حاضرون لهذا بكل جد، حاضرون حتى ونحن في ظروف العدوان علينا والذي تشارك فيه أمريكا و”إسرائيل” والسعودية والإمارات وبريطانيا ودول أخرى وبكل مقدرات أدواتهم”.
اللافت أن السيد القائد قد أطلق هذا العهد الصادق وفي هذه المرحلة الحرجة، رغم إدراكه الكبير أن اليمن “على اعتاب مرحلة تصعيد عسكري جديد وكبير ضد الشعب اليمني وأن ذلك يأتي بإيعاز من وزير الدفاع الأمريكي عندما قدم إلى المنطقة الأسبوع الماضي حيث شدد على ضرورة التصعيد العسكري في اليمن حتى نهاية العام2017م.
لذلك إن أهميّة هذا العهد على الصعيد الاستراتيجي تكمن في الدور اليمني الاقليمي الذي بات ركيزة جوهرية بالمنطقة والذي تلعبه المؤسسة الدفاعية اليمنية ” الجيش واللجان الشعبيه” بعد عامين ونصف على العدوان الاقليمي الدولي .
المؤسسة العسكرية المقاومة اليمنية التي حاولت الرياض وواشنطن وتل ابيب ومن يقف معهم إعادتها من صنعاء وكمال يزعمون إلى جبال صعدة تحت عدوان اطلقت على عملياته مسميات كثيرة ، بات الرهان على المؤسسة العسكرية اليمنية الباسلة يصل القدس وإلى ما بعد القدس، أي أنّها دخلت مرحلة التحوّل إلى لاعب عسكري إقليمي بارز وذات تأثير استراتيجي كبير.
وقصير القول التحليلي ان تكامل القائد العالمي اتى في الظروف اليمنية الحرجة ولكن في الوقت المناسب و المؤثر جدا، تكامل عسكري يمني مع حزب الله ومقاومة فلسطين مرورا بسوريا والعراق يتحدى تحالف الغطرسة الامريكية الصهيونية واداوتها، لذلك يكمن سر التكامل اليمني في الارتباط الشديد بين مايجري في اليمن ومايجري في لبنان وفلسطين والعراق وان العدو واحد ويجب مواجهته وهزيمته من أجل هدف واحد حماية سيادة الاوطان وكرامة الشعوب وحرمة الدين وحمى المقدسات الاسلاميه والعيش بحرية وكرامة وعزة واباء.
وفي الختام ان هذا التكامل كان ام البشارات لمن راهن على اليمن رهان حقيقي كقوة اقليمية صاعدة والاعظم من ذلك انه لم يتخيل احد في المنطقة والعالم ان اليمن سيعلن هذا التكامل رغم العدوان والحصار المفروض عليه لكن اثبتت قوات الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخي والبحرية وكافة افرع المؤسسه الدفاعية ان اليمن مؤهل ان ينتقل الى المواجهة الاقليمية، لذلك هو تحدي يمني اسطوري بجانبه العسكري الاقليمي يضاف الى ارشيف التحديات السابقة
اليمن ينتصر….
أ.احمد عايض احمد