الخبر وما وراء الخبر

الشعار .. والله لايهدي القوم الظالمين

129

بقلم / حمير العزكي

لمن لايزال معترضا على الصرخة وترديدها، جاهلا أو متجاهلا لحقيقة الشعار، فليعلم، أن هذا الشعار في حقيقته، واجب ديني بإعلان البراءة من أعداء الله من اليهود والنصارى ، والتزام اخلاقي تفرضه شيم الإباء والعزة والكرامة ورفض الذل والهوان ، بإعتبار الافصاح عن الموقف الرافض للإعتداءات ورفع الصوت بذلك أقل ما يمكن فعله ، وهو أيضا حق إنساني مكفول ، ورد فعل بشري طبيعي ، عند تعرض الفرد أو الجماعة أو الشعب أو الأمة للخطر .

ولكن …..
لماذا نعرف نحن هذه الحقيقة ويجهلها الآخرون ؟؟!!
لماذا نرى هذه الحقيقة من البديهيات ويعمى المعارضون عن رؤيتها ولو حتى من الفرضيات ؟؟!!!
لماذا ندرك بساطة ووضوح هذه الحقيقة و يعتبرها المنزعجون بالغة الغموض والتعقيد ؟؟!!
لماذا نحارب في سبيل حقنا في رفع الشعار وترديد الصرخة ويحاربونا عسكريا وفكريا وإعلاميا لمنعه وإرغامنا على تركه ؟؟!!

لماذا ونحن كلنا أبناء وطن واحد، ديننا واحد، نبينا واحد ، كتابنا واحد، وعدونا واحد ؟؟!!
لماذا ونحن من قومية عربية واحدة، وأمة إسلامية واحدة ، لنا ذات القيم والمبادى والتقاليد ، ومهما تفاوتت نسب التمسك بها لا أحد يجرؤ على التنكر لها ؟؟
لماذا ونحن جميعا نشأنا في بيئة واحدة، تنفسنا ذات الهواء، وشربنا من ذات الماء ، و ظللتنا ذات السماء ؟؟
خلقنا الله جميعا بعقول وقلوب وعيون وافواه وآذان ، فلماذا كل هذا التباين في مسالة كهذه ؟؟.

لمعرفة الإجابة ما علينا سوى التأمل في هذه الآية قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) فموالاة اليهود والنصارى تجعلك منهم ، فتصبح من الظالمين ، وفي هذا يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه “فتصبح من حيث لا تشعر شريكاً في كل عملية إفساد تنطلق من أي منطقة في هذا العالم، نحو بقية البشر من داخل أمريكا، من داخل إسرائيل، من داخل بريطانيا من داخل أي منطقة تنطلق منها مؤامرات اليهود فتصبح بتوليك لهم شريكاً في كل عمل سيئ، مفسد في هذه الأرض في أي بقعة كانت من الأرض. هل تعتقد أن التولي قضية سهلة؟ ” بالفعل ليست سهلة لأن التولي يجعلنا منهم ، وعندما نصبح منهم نكون من الظالمين ، وعندها نكون خارج نطاق الهداية ، خارجها بالتاكيد الإلهي وليس احتمالا أو مظنة أو تقدير .

ومادامت الموالاة لأعداء الله تغلق علينا باب الهداية فإن البراءة منهم تفتح لنا الباب على مصراعيه لها ، ولذلك وخوفا من هذه النتيجة الحتمية ، استمر وسيستمر ديدن الاستهداف لهذا الشعار ولحملة هذا الشعار ، فمن فتح بالبراءة باب الهداية ، لن يظل عرضة لإستبداد الطواغيت وظلمهم ، ولا أسيرا للضلالات ولا للافتراءات ، وسيتحرر من قيود كهنة المعبد واستغلالهم واتجارهم به واستضعافه .

لهذا نختلف .. لأن الله لايهدي القوم الظالمين