الخبر وما وراء الخبر

إسماعيل ولد الشيخ.. تحرك في الوقت الضائع

420

ذمار نيوز | * علي جاحز    19 يوليو، 2017

عاد المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ للتحرك مجددا، دون أن يقدم جديدا على مستوى المقترحات والآليات فيما يتعلق بإيجاد تسوية تنهي الحرب والحصار، في وقت تتواتر فيه الأنباء عن قرار مرتقب ينهي مهمة المبعوث الدولي، الأمر الذي يمكن أن يفهم منه أن ولد الشيخ يجري آخر تحرك له في الوقت الضائع من مهمته التي استمرت أكثر من عامين دون تحقيق أي إنجاز.
اللافت في هذه التحركات التي بدأت من السعودية وانتهت في الجامعة العربية بعد إحاطة أمام مجلس الأمن وصفت بالمنحازة، خاصة وأنها لم تحظى بأي تفاعل من قبل الأطراف اليمنية في صنعاء، حتى وإن أبدت الأطراف الأخرى في الرياض ترحيبها بما حملته من مقترحات تمحورت في تسليم الحديدة كمرتكز للحل.

ولد الشيخ من القاهرة.. مقترح جديد أم مكرور ؟

وكان التحرك الحالي للمبعوث الأممي قد انتهى الإثنين الماضي بحضور اجتماع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيظ والمندوبين الدائمين في الجامعة، وكُشف في أعقابه لوسائل إعلام تابعة للسعودية عن مقترح ينص على تسليم الحديدة للجنتين عسكرية وأخرى اقتصادية من الطرفين تتولى إدارة الميناء تحت إشراف الأمم المتحدة، وهو مقترح جرى رفض مبدأه من قبل أطراف صنعاء خلال زيارة سابقة لولد الشيخ إلى صنعاء قبل شهرين ولم يتمكن خلالها من لقاء ممثلي الأطراف السياسية بعدما رفضوا استقباله.
وفي تغريدات له على صفحته الرسمية في تويتر شكر ولد الشيخ الأمين العام لجامعة الدول العربية والمندوبين الدائمين لدعمهم، وقال: نأمل التوصل معا إلى حل سياسي توافقي شامل يُؤمِن الاستقرار لليمن، مضيفا: تحدثت في لقائي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية والمندوبين الدائمين عن خطورة الوضع اليمني وضرورة مساعدة اليمنيين على إنهاء النزاع.
مصدر سياسي في صنعاء أكد للبديل أن تحركات المبعوث الأممي الحالية لا تحمل شيئا مفيدا، معتبرا أن مقترحه ليس عمليا ولا يختلف عما تم رفضه سابقا إلا في محاولة تلميع إطار مطلب تسليم الحديدة الذي هو في الأساس مطلب للعدوان الذي يعجز عن تحقيقه بالحرب، ويعتقد المصدر أن تحرك المبعوث حاليا هو هروب من الاعتراف بانتهاء مهمته في اليمن تحت ضغط رفض التعاطي معه من قبل أحد الأطراف وهو الطرف الداخلي (أنصارالله والمؤتمر الشعبي العام).
وكان الناطق باسم أنصار الله رئيس الوفد المفاوض محمد عبد السلام قد كشف في تغريدة له أمس عن قرب إقالة المبعوث الأممي، وقال عبد السلام: الأمم المتحدة بصدد تغيير مبعوثها إلى اليمن نتمنى أن يتدارك الأمين العام الأخطاء التي حصلت سابقا من تمييع نشاطها وتبعيته المطلقة لدول العدوان”، وبحسب المصدر فإن تصريح عبد السلام جاء بناء على معلومات مؤكدة عن اقتراب صدور قرار تغيير المبعوث الدولي بعد فشله في إحداث أي اختراق في الأزمة المشتعلة، مشيرا إلى أن إحاطة المبعوث الأخيرة أمام مجلس الأمن عززت من الموقف الرافض للمبعوث في صنعاء وتجلى في توجيه سابق لرئيس المجلس السياسي صالح الصماد للوفد المفاوض بعدم التعامل معه، وأعقبه ترحيبا من قبل رئيس الوفد محمد عبد السلام.
ويرى مراقبون أن رفض أطراف صنعاء التعاطي مع المبعوث الدولي أعاق مهمته وأصاب تحركاته بالشلل وهو ما خلق قناعة لدى الأمم المتحدة بصعوبة استمراره بهذه الوضعية، من جهته اعتبر المصدر في حديثه لـ”البديل” مهمة ولد الشيخ في اليمن فاشلة ولم تحقق أي إنجاز، لافتا إلى أن انحياز المبعوث في إحاطته الأخيرة للعدوان كان واضحا، مدللا على ذلك بالتعاطي مع المرتبات كورقة ابتزاز لتسليم ميناء الحديدة وتغطيته على الوضع الإنساني الذي خلفته مشكلة المرتبات.

الإمارات تلوح بأهمية تغيير ولد الشيخ.. والسعودية تتمسك به

يبدو أن مطلب تغيير المبعوث الأممي لم يعد مقتصرا على أطراف صنعاء التي ترى أنها متضررة من أدائه، بل ظهرت مؤشرات جديدة أن أطرافا في التحالف تتبنى ذات المطلب، وفيما يؤكد دبلوماسيون أن السعودية لا تزال تعيق قرار تغيير ولد الشيخ، حيث كشفت مصادر سياسية يمنية تقيم في الرياض أن الإمارات انضمت مؤخرا للمطالبين بتغيير ولد الشيخ ولأسباب تختلف عن التي تراها أطراف صنعاء، وبحسب المصادر فإن أبوظبي باتت ترى أن ولد الشيخ أصبح ضعيف الشخصية وغير قادر على فرض الحلول التي يقدمها ويدعمها التحالف، على خلاف أطراف صنعاء التي تتهمه بالإنحياز للتحالف.
وعززت صحيفة العرب الصادرة من لندن والممولة إماراتيا ذلك الموقف بكشفها عن توجه لدى الأمين العام للأمم المتحدة نحو إعفاء ولد الشيخ من مهمته في نوفمبر المقبل، وبحسب الصحيفة فإن المبعوث الأممي الحالي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، استنفد كل إمكانياته وبات عاجزا عن إحداث أي خرق في الملف، خصوصا أنه لم يظهر منذ تعيينه في تلك المهمة كاريزما خاصة وقوة شخصية تساعدانه على ابتكار الحلول وإقناع فرقاء النزاع بجدوى مناقشتها.
الصحيفة التي أفادت بأن تغيير ولد الشيخ بمبعوث جديد أصبح أمرا حتميا ومحتمل الحدوث لإعادة تنشيط الحراك على المسار السلمي في اليمن، أكدت أن تأجيل قرار إعفائه جاء من منطلق أن الأمم المتحدة تحرص أن لا تظهر في صورة الذي انصاع لمطالب أنصار الله والأطراف في صنعاء.
على الجانب الآخر، معطيات الأيام السابقة تقول إن ولد الشيخ لا يزال يحظى بتمسك السعودية التي في مقابل تلك المطالب عمدت إلى اسقباله من ولي العهد محمد بن سلمان قبل ساعات من إلقائه الإحاطة الأخيرة أمام مجلس الأمن، وهو ما أثار التساؤلات بخصوص متى كتبت الإحاطة في حين لم يفصل بين لقاء ولي العهد السعودي وبين قراءتها سوى ساعات السفر بالطائرة، الأمر الذي يُفهم منه أنه كتبها بإشرف محمد بن سلمان.

  • البديل المصرية