المصالحة والمرتهنون للخارج
بقلم / عبدالفتاح البنوس
من ارتهن للخارج وباع له نفسه وسلم له نفسه ورهن به مصيره وصار له عبدا ينفذ ما يطلب منه ، دون أن يكون له أي حق في الاعتراض أو إبداء أي رأي أو ملاحظة أو تقديم أي مقترح ،ومن صار الخارج بالنسبة له هواه ومعبوده الذي لا يخالف له قراراً ولا يرفض له توجيها كما هو حال مرتزقة الريال السعودي من خونة الداخل الذين يتولون سلمان ونجله المهفوف ويتسولون على أبواب اللجنة الخاصة السعودية ويقتاتون من فضلات القصور الملكية والأميرية ويقبعون في فنادق الرياض لا يغادرونها إلا بإذن ولا يتحركون إلا بإذن ، ولا يملكون لأنفسهم أي حق من حقوق الإنسان يمارسونه دونما قيد أو شرط ابتداء من عبدربه منصور وانتهاء بأصغر مرتزق في جمهورية الرياض الفندقية ؛ أنى لهم أن يتحدثوا عن الحرية والتحرير ، وكيف لهم أن يتشدقوا عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بأنهم يسعون وينشدون لليمن واليمنيين الحرية والتحرر في الوقت الذي عجزوا عن توفيرها لهم علاوة على كونهم هم من جلبوا الغزاة وهم من تآمروا على الوطن وسلموا بعض المحافظات لمليشيات الغزو والاحتلال والجماعات الإرهابية ، فكيف لعبد حقير أن يتحدث عن الحرية وهو لا يزال تحت العبودية التي بحث عنها لنفسه بعد أن تجرد من القيم والأخلاق والضمير والولاء الوطني وصار عبارة عن مرتزق مأجور يعمل وفق ما يملى عليه ؟!!
شاهدناهم خلال جولات مفاوضات الوفد الوطني مع وفد مرتزقة الرياض حيث كان وفد الرياض الطرف الأكثر طلبا للوقت المستقطع خلال جلسات المفاوضات وذلك بهدف استشارة أسيادهم في الرياض بعد أن سلموا كل أمورهم وشؤونهم للرياض وتولوا سلمان ونجله المهفوف وباتوا يستجدون عطايا ومكرمات اللجنة الخاصة السعودية .
لذا من غير المجدي مع هؤلاء وأمثالهم من العبيد الخونة العملاء تقديم أي مبادرات أو تنازلات قد تفضي لحلحلة الأزمة اليمنية ، ففاقد الشيء لا يعطيه ومن لا إرادة ولا حرية له ومن قراره ومصيره بيد غيره لا يمكنه أن يتخذ أي قرار أو يخطو أي خطوة قبل استشارة سيده وأخذ الإذن منه ، وكما هو معلوم بأن البيت الأبيض ومن خلفه سلمان ونجله هم من يملكون قرار شن العدوان وإيقافه وهم من يتحكمون في كافة القرارات والتوجيهات والتحركات التي تندرج في إطار مخطط قوى العدوان التآمري على بلادنا ولا يمكن أن يقبلوا بأي مبادرات أو تنازلات فالمؤامرة كبيرة جدا .
بالمختصر المفيد، لا أحد يقف ضد أي مبادرات أو مقترحات تسعى نحو تحقيق المصالحة الوطنية اليمنية ،ولكن المشكلة أن القوى التي ارتهنت للخارج وتحالفت مع العدوان مسلوبة الإرادة والقرار ولا يمكنها اتخاذ مواقف أو قرارات بمعزل عن آل سعود ، لذا فإن الدعوة للمصالحة معهم تشبه إلى حد كبير من يحرث في البحر ويعول على السراب لإرواء ظمأه .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .