الخبر وما وراء الخبر

مشاهد مقدسية تستوجب النشر والتوثيق

177

بثلم / د. فايز أبو شمالة/ وكالة القدس للأنباء

المشهد الأول:

لم ينزو أهل القدس من عرب ومسلمين في بيوتهم، فحين عجزوا عن مواجهة ترسانة العدو الإسرائيلي؛ الذي حال بينهم وبين صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وبالقوة الغاشمة، افترش أهل القدس الشوارع، ووقفوا تحت حرارة شمس تموز اللاهبة، ليصلوا الجمعة، ووقف الشيخ نور الدين الرجبي خطيباً، يحض على الصمود والتحدي، وهو على مسافة عدة أمتار من الجنود الصهاينة الذي صوبوا رشاشاتهم إلى صدور المصلين المسلمين.

الفيديو يظهر أجساد المصلين المسلمين وهي تنز عرق الصيف، ولكنها تفيض كرامة تغطي سطح الكرة الأرضية، وتحكي قصة القدس المحترقة بالحصار للشعوب العربية والإسلامية.

المشهد الثاني:

إحدى النساء المقدسيات تبكي بحرقة لمحاصرة الجنود الإسرائيليين المقدسات الإسلامية، وتذرف الدموع لمنعها من دخول المسجد الأقصى، ولسان حالها يقول: أين أنتم يا ملوك العرب، أين أنتم أيها الرؤساء؟ هل شطب تاريخكم الحديث نخوة المعتصم؟ وهل ماتت الكرامة العربية فيكم، وتم تشييعها في مؤتمر الرياض الذي حضره الرئيس الأمريكي ترامب؟ وهل وصل بكم الهوان إلى هذا الحد من الصمت، حتى منعت إسرائيل المسلمين من صلاة الجمعة في المسجد الأقصى؟

المشهد الثالث:

ما رواه الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى، والذي تمكن من دخول المسجد الأقصى قبل منتصف الليل، حيث قال: إن الوضع في المسجد الأقصى مؤلم ومحزن، لأن جنود الاحتلال يتواجدون على كل الأبواب، والمسجد الأقصى مستباح من قبل قوات الاحتلال والشرطة التي أمعنت بتفتيش الأقصى ومكاتبه ومرافقه كاملة.

وأضاف الشيخ الكسواني: سمح لي بالتواجد في المسجد الأقصى لمدة 10 دقائق فقط، قمت خلالها بجولة لمراقبة الضباط، إن حجج التفتيش للمسجد الأقصى واهية، إنهم يبحثون عن سلاح وسط المصاحف والكتب التاريخية، وهذه حجج لا أساس لها من الصحة، فالمساجد للعبادة.

المشهد الرابع:

مواطنون أتراك يتظاهرون أمام السفارة الإسرائيلية في تركيا احتجاجا على إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، ويطالب المتظاهرون أمام السفارة الإسرائيلية بفتح المسجد الأقصى للصلاة أمام المصلين المسلمين، مرددين شعارات تصف إسرائيل بالدولة المحتلة اللعينة وأن الصمت على جرائم الاحتلال لن يستمر أكثر من ذلك!

الإسلام لم يولد في تركيا، وإن كان قد ترعرع فيها، الإسلام ولد في الجزيرة العربية، وهي الأحق بالخروج لنصرة أولى القبلتين، وعلى الشعوب العربية واجب الخروج بمظاهرات النصرة لثالث الحرمين، والمطالبة بإغلاق السفارات الإسرائيلية، وذلك أضعف الوفاء للمقدسات الإسلامية.