بين سفيرَين
بقلم / د. أحمد عبدالله الصعدي
سفيرُ الأرجواي في مجلس الأمن -مجلس إدَارَة مصالح القوى المهيمنة على العالم- الصوتُ الوحيدُ الذي يرتفعُ عالياً مدافعاً عن الشعب اليمني في وجه ما يتعرَّضُ له من حرب إجْرَامية تتصدّرُها أنظمةُ المشيخات النفطية، الوكيل المعتمد للإمبريالية والصهيونية العالمية.. ما يجعل أصدَقَ الأصوات المدافِعة عن مظلومية الشعب اليمني آتياً من أمريكا اللاتينية هو أن شعوبَ هذه القارة تعرضت وتتعرض لحروب إجْرَامية قادتها الامبريالية الأمريكية بواسطة وكلائها من الأنظمة الفاشية والدكتاتورية ومن عصابات الإجْرَام وكتائب الموت التي صُدّرت إلينا تحت مسمى بلاك وتر.
كانت الأحزابُ الشيوعية والعُمّالية في أمريكا اللاتينية، بحسّها الإنْسَاني ووعيها السياسي الطبقي والاجْتمَاعي، حددت موقفها من العدوان على اليمن، في البيان الختامي للمؤتمر الدوري العشرين لأحزاب أمريكا اللاتينية الذي عُقد في مدينة مكسيكو في الفترة من 10 إلى 14 مارس 2016 وحضره ممثلو ستة وعشرين بلداً، وقال البيان إن الحربَ على اليمن التي يشنها أمراء النفط وعلى رأسهم السعوديّة هي ((حرب الأمراء ضد الفقراء)).
ذلك هو موقفُ اليسار في أمريكا اللاتينية الذي يناضل في كُلّ الظروف؛ من أجل العدالة والتقدم، وضد كُلّ أنواع الاستغلال الذي يمتهن الإنْسَانَ والإنْسَانية، بينما نجد أدعياءَ اليسار يتخذون الشعاراتِ اليساريةَ؛ للتكسب الشخصي، من خلال خدماتهم التي يقدمونها في الترويج لحروب الأمراء المتوحّشة ضد الفقراء، إلى حد أن زعيماً يسارياً سابقاً يحتفي بقرار القضاء البريطاني الرافض لاعتراض النشطاء الحقوقيين على استمرار الحكومة البريطانية في تصدير أدوات الموت إلى السعوديّة لقتل اليمنيين بها!، فرح باستمرار سقوط القنابل والصواريخ على اليمنيين أكثرَ من أمراء الحرب أنفسهم.
المواقفُ المخزيةُ لبعض حمَلة شتى الألقاب تفسّرُ لنا لماذا يُكثِرُ بُسطاءُ الناس في بلادنا من الدعاء لأنفسهم والآخرين بحُسْن الخاتمة.