الخبر وما وراء الخبر

عضو المجلس السياسيّ الأعلى الشيخ محمد النعيمي في حوار لـ صدى المسيرة: على قوى المرتزقة بمقدمتهم الإصلاح قراءةُ الواقع الجديد ومراجَعةُ مواقفهم والانخراط بحوار وطني ومصالحة شاملة

671
  • زيارةُ الرئيس لجزيرة كمران وجبهات الحدود رسالةُ تَحَــدٍّ وصمود إلَى العدوان ومرتزقته

  • المجلسُ الأعلى عزّز الشراكةَ الوطنيةَ وحافظ على تماسُك الجبهة الداخلية بمواجهة العدوان

  • الأزمةُ الخليجية صراعٌ بين عملاء واشنطن وسباقٌ على إرضاء الكيان الصهيوني وتسليم مقدرات الشعوب للخزينة الأمريكية

  • جبهة نهم أثبتت أنها محرقةُ المرتزِقة وآلياتهم والمرحلةُ القادمةُ ستشهد ما هو أعظم

 

صدى المسيرة| أجرى الحوار| زكريا الشرعبي:

دَعَا عضوُ المجلس السياسيّ الأعلى، الشيخ محمد النعيمي، قوى المرتزِقة إلَى مراجعة حساباتها والنظر في المصير الذي وقعت فيه بعد أن تخلّت عنها دول العدوان وبات العالَمُ يصنّفُهم كإرهابيين.

وخاطَبَ النعيمي، قياداتِ المرتزِقة، إلَى الاعتبار من الأحداث المحيطة بهم والخروج من دَائرة التِّيه التي أوقعوا فيها أنفسَهم واعتبار ما يجري محطّة لمراجعة مواقفها وبدء حركة حوار وطني ومصالحة شاملة.

وأشار النعيميُّ إلَى أن المبعوثَ الأُمَـمي إلَى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، يعمَلُ في سياق تنفيذ متطلبات المشروع الأمريكي الصهيوني الخاصّ باليمن؛ لاستكمال المشروع في المنطقة.

وأكّد النعيمي في حديث خاص مع صحيفة “صدى المسيرة” على استمرار صمود الشعب اليمني، مشيراً إلَى أن زيارة الرئيس الصماد إلَى جزيرة كمران، وقبل ذلك إلَى الخطوط الأمامية في جيزان، هي رسالةُ تَحَدً وصمود وثبات إلَى قيادة العدوان ومرتزِقتهم في الداخل والخارج، أنه لن تُغنيَ عنهم قواتُهم العسكريَّةُ مهما عَظُمَت ولن يستطيعوا أن يُرهِبوا بها شعباً عشق العزّةَ والكرامة، ومستعدٌّ للتضحية من أجلها بكل غَالٍ ونفيس.

وفيما يلي نص الحوار:

 

  • زيارةُ الصمّاد الأخيرة إلَى جزيرة كمران، ومن قبلها إلَى جيزان.. ما هي أبعاد هذه الزيارات بنظركم؟

مثّلت زيارةُ رئيس المجلس السياسيّ الأعلى أنموذجاً سياسيًّا وعسكرياً وإنْسَانياً، تعكس شخصية القائد الشجّاع،وتعكس صمود شعب عظيم من خلفه وجيش ولجان شعبية، وإقدام الأخ الرئيس لخوض مثل هذه المخاطر في زيارته لجزيرة كمران وقبلها زيارة إلَى الخطوط الأمامية في جبهة الحدود، هي رسالةُ تَحَـدٍّ وصمود وثبات، إلَى قيادة العدوان ومرتزقتهم في الداخل والخارج، أنه لن تُغنيَ عنكم جيوشُكم وأساطيلكم وبوارجُكم وطائراتكم وَأحدث ما انتجته التكنولوجيا والمصانع الحربية، ولن ترهبوا بها شعباً عَشِقَ العزّةَ والكرامة، ومستعدٌّ للتضحية من أجلها بكل غالٍ ونفيس.

الرسالةُ الثانيةُ لقيادة المرتزِقة: نحن هنا بين شعبنا وجيشه ولجانه الشعبية وفي الخطوط الأمامية أَحْــرَاراً كرماء أعزاء، وأنتم ومن فنادق الرياض تحاصرون شعبَكم وأبناء جلدتكم وتقتلونه وتدمرون بُنيته التحتية ليلَ نهاَر، وتقبضون ثمنَ كُلّ ذلك، بما فيها دماء مَن يقاتلون في صفوفكم.

 

  • قدّم المبعوث الأُمَـمي ولد الشيخ الأسبوع الماضي إحاطةً لمجلس الأمن الدولي، ما هو تعليقكم على هذه الإحاطة؟

منذُ تعيين ولد الشيخ لهذه المهمة وهو يعمَلُ في سياق تنفيذ متطلبات المشروع الأمريكي الصهيوني الخاص باليمن في سياق استكمال المشروع في المنطقة، عوّدنا ولد الشيخ أنه كلما وُجدت مؤشراتٍ لتحَـرّكات سياسية دولية أَوْ إقْليْمية أَوْ شعبية جادة أَوْ طلب منه العدوان ومرتزقته تحَـرّكاً سياسياً؛ لتغطية التصعيد العسكري أَوْ في الجبهات لإخفاء جرائمهم التي ترتقي إلَى جرائم حرب ضد الإنْسَانية، يفتعلُ حركةً سياسيةً ومبادرات جزئية؛ لخلق آمالٍ وهمية وتضليل للرأي العام بهذه الادعاءات المستترة بمبادرات للتفاوض أَوْ الاحاطات التي يقدمُها لمجلس الأمن الدولي.

اليوم برزت أزمةُ قطر، ودورُه الآن شَدُّ الانتباه للمواقف السياسية والعسكرية بأن هناك مبادراتٍ للحلول، والحقيقة أنه لا توجدُ ولن توجدَ أية حلول على يد هذا الرجل إلا إذا سلّمت دول العدوان بالأمر الواقع وقبلت بإيقاف عدوانها؛ نتيجة لصمود شعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية.

 

  • أفرزت الأزمةُ الخليجية واقعاً جديداً بين مكوّنات المرتزقة ودول العدوان.. كيف تقرأ انعكاسَ هذا على الأزمة اليمنية سياسياً وعسكرياً؟

على مَن يقرَأُ التأريخَ واستنطاق الواقع والوقائع للدور والمهام التي تقومُ بها غالبية دول المنطقة، فهي تؤدّي دوراً مرسوماً لها؛ لتنفيذ المشروع الأمريكي الغربي، يتميّزُ دورُها في هذه المرحلة بأنها صارت مكشوفةً ومفضوحةً بالعمالة لـ “إسرائيل”، ودورُها هو تحقيق ما عجزت عن تحقيقه “إسرائيل” في خدمة نفسها في مواجهة مشروع الأُمَّـة العربية والإسْلَامية المقاوِم للاحتلال الصهيوني للأرض العربية وهيمنة الاستعمار الجديد القديم.. فأزمةُ قطر جاءت في سياق متغيرات – ما قامت به في الماضي وما ستقوم به مستقبلاً – حيث أوكلت المهام التي كانت تقوم بها قطر في المرحلة الماضية إلَى دول أُخْـرَى مثل السعوديّة والإمارات.. وهذه الأزمة هي بين عملاء “إسرائيل” وأمريكا في التنافس على من يكون أَكْثَـر إخْلَاصاً وولاءً لـ “إسرائيل” بدرجة أولى، والتخلّص من بعض الأدوات الإجرامية التي استُخدمت في المنطقة، سواء في سوريا أَوْ في العراق أَوْ ما سُمّي الربيع العربي وبما فيها اليمن، وما سمّي باتّفَاق 2013م بين دول الخليج واضحة نصوصه والغاية منه التي شملت اليمن.

إضافةً إلَى تسليم وتقديم كُلّ مقدرات الشعوب في التنمية وهي بمئات المليارات للخزينة الأمريكية.. في هذا السياق تأتي سُنة الله وعدله فهو سيُرينا فيهم ما جرعوا به الأُمَّـة من دمار وشقاء وأزمات وتمزيق، وهذه الأزمة هي مقدمة لأزمات لهم قادمة والأمة بقواها الحية ستُفشِلُ هذه المؤامرات وتقتلع كُلَّ خائن وعميل.

وفيما يتعلق بمواقف المرتزقة، عندما يقف الإنْسَان أمام أحداث التأريخ وأزماته وصراعاته تتحَـرّك عقولُ هذه القيادات ليقيموا مراجعةً ذاتيةً وفق رؤية وطنية تخدم مصالح شعوب المنطقة والخروج من دائرة الارتزاق والعمالة.

ولكن لن يتأتى ذلك إلا إذا فاقت عقولهم من التيه وتمعنوا في قراءة التأريخ وما يحيط بهم، وأخص بذلك حزب الإصلاح، عليهم أن يدركوا ما يُحيطُ بهم من استهداف دولي وتصنيفهم كإرهابيين، وأي مصير ينتظرهم إذَا استمروا في هذا التيه تتحكم فيهم غرائزُهم لا عقولهم.

نأمل من تلك القوى أن تكون هناك مراجعة لمواقفها وبدء حركة حوار وطني ومصالحة شاملة.. لكن هذه المواقف لا تأتي إلا من قيادات تعي مسؤولياتها ومصالحها ومصالح شعبها.

وهؤلاء المرتزِقةُ لا يمتلكون هذه القدرة لتقدير المواقف والمصالح العامة لشعبهم؛ لأنهم سلّموا واستسلموا لقيادة العدوان، فمتى قرّر وقف العدوان سيتوقفون!، ومتى أمرهم بالحوار سيحاورون، والفترة القادمة ستُرينا كيف سيكون مصيرُهم.

 

  • بعد عامين على بدء المعارك في منطقة نهم، كيف ساهمت هذه الجبهة في هزيمة العدوان؟

فتح جبهة نهم كان ظاهره بأنه اختراق للعدوان، ولكن في إطار الاستراتيجية العسكرية العلمية تعني شيئاً آخر، أي استدراج للعدو وليس اختراقاً.. لقد أكدت الإحصائية التي أعلنتها قيادة المرتزقة عبر أحد أعضاء ما يسمى حكومة بن دغر في أحد اجتماعاتها برفع تقرير لقيادة العدوان، بأن جبهة نهم قد حصدت آلاف القتلى وآلاف أُخْـرَى من الجرحى، وعلى هذا الأَسَـاس قِسْ نتائجَ هذه الجبهة، وقد نجحت قيادةُ الجيش واللجان الشعبية المتحكمة في تقدير وتحديد مكان المعركة وحجم الخسائر للمرتزقة، وأفشلت كُلّ إمْكَانياتهم البشرية والعسكرية، وصارت جبهة نهم محرقة للمرتزقة ومعداتهم وإمْكَاناتهم، وهذا ما أثبته نجاح وحكمة القيادة العسكرية للجيش واللجان الشعبية.. والقادم لن يكون أفضل للمرتزقة.

 

  • ونحن على أبواب اكمال العام الأول منذ تأسيس المجلس السياسيّ الأعلى، تعد مواجهة العدوان أهمّ أولوية للمجلس السياسيّ الأعلى.. ما هي الإنجازات في هذا الجانب؟

من أهمّ المنجزات التي حققها المجلس السياسيّ الأعلى هو تعزيز الشراكة الوطنية وإدَارَة التوافق السياسيّ وتماسك الوحدة الداخلية للقوى السياسية المواجهة للعدوان، وتعزيز صمود الشعب وتشكيل حكومة الإنقاذ وتحمل المسؤولية في هذه الظروف الصعبة.. فقد قام بإدَارَة مُؤَسّسات الدولة وصمودها وثباتها في مواجهة العدوان وحصاره المفروض على اليمن براً وبحراً وجواً.

 

  • تعرض شقيقُكم مبخوت لقتل متعمّد في سجون المرتزقة.. ما تعليقكم؟

لا يستطيعُ المرءُ وصْفَ هذا الموقف واللحظات التي عشناها ولا زلنا نعيشُها حتى اللحظة..

لقد كان إبلاغُنا بتصفية الشهيد يوم الأحد 26 مارس 2017م فاجعةً كبرى لجميع أهله ومحبيه؛ لأننا كنا قد تهيّأنا لاستقباله بعد غياب ستة أشهر من الاعتقال دون معرفة مصيره وتحوّل فرح الاستقبال إلَى فاجعة مقتلة بطريقة إجرامية موحشة يندى لها جبينُ الإنْسَانية وعار وخزي يلاحق كُلّ قيادات العدوان ومرتزقتهم، لكنه عند الله حيٌّ يُرزق.

نعم.. لقد أَصْبَــح كُلّ أَفْــرَاد الأسرة ضحايا تتجاذبهم الروايات المتعددة والمتضاربة والمدروسة من قبل العدوان ومنفذي الجريمة حول مصير الشهيد، بين تصفيته في سجن ما يسمى المنطقة العسكرية السابعة، أَوْ تصفيته في مقر ما يسمى الاستخبارات العسكرية في مأرب، وبين روايات أُخْـرَى تقول بأنه سُلّم إلَى السعوديّة وتمت تصفيتُه نتيجةً للتعذيب في سجونها، وقد أفادَ أشخاص بأنهم شاهدوا الجُثّةَ في ثلاجة هيئة مستشفى مأرب العام، ونقلوا إلينا ما شاهدوه على الجُثّة من آثار كثيرة ناتجة عن التعذيب والممارسات التي حدثت له منذ لحظة اختطافه إلَى أن تم إدخالُه جثةً هامدةً إلَى ثلاجة المستشفى في ظرف 48 ساعة، ومن ضمن تلك الآثار أن رقبةَ وأنف الشهيد مكسورتان -حسب ما روي لنا-، والحقيقة الكاملة ستتضحُ في وقته عندما يتم تسلم الجثة التي لم تُسلَّمْ لنا حتى الآن، بالرغم من محاولاتنا المتعددة للإفراج عنها دون جدوى، وذلك عبر وُسطاء على رأسهم الصليب الأَحْمَـر الدولي، وقد نوقشت قضيتُه في مجلس حقوق الإنْسَان التابع للأُمَـم المتحدة في دورته الخامسة والثلاثين في الشهر الماضي.

وإيْمَـانُنا راسخٌ بأنهم لم ولن يُفلِتوا (قادة السلب والنهب والارتزاق ممَّن تلطخت أيديهم بدماء الأَبْـريَاء والمظلومين، ومَن يدعمهم من قيادة دول العدوان) من عقاب الله، وسيُحيطُ اللهُ بهم عاجلاً أم آجلاً إحاطةَ عزيز مقتدر، إنه على كُلِّ شيء قدير.