الخبر وما وراء الخبر

برقية عاجلة إلى الشعب السوداني الشقيق

149

بقلم / حسين العزي

بمناسبة قيامِ السعوديّة بطرد خمسين ألفَ عامل سوداني إلى حد الآن وترحيلهم – قبل أن يجفَّ عَرَقَهم – مجرّدين من أية حقوق.. فإنه لا يسعُنا سوى التضامن مع الشعب السوداني الشقيق ومع هؤلاء العمال المقهورين.

• ويا معاشرَ السودانيين إن كان لدينا من نصيحة في هذا المقام فهي أن تنهضوا سِراعاً وأن تبحثوا لكم عن رئيس:
– رئيس يصونُ شَرَفَ السودان.
– ويحفظ لكم كرامتكم واعتباركم.
– رئيس لا يبيعُ أبناءَكم في الجيش السوداني كما تباع الماشية، ولا يزج بهم – وبأبخس الأثمان – في أتون معارك ليست معاركَكم وحرب ليست حربَكم ولا حرب السودان، وضد مَن؟ ضد إخوتكم اليمنيين، وليس ضد أعدائكم.
رئيس سوداني لا يذهَبُ لمحاربة اليمنيين في بلادهم اليمن، ويترُكُ مَن يحتلون بلادَه السودان، سواءاً في مناطق (الفشقة والغضاريف) أَوْ في مناطق (حلايب وشلاتين)، حسب ما تدّعون.
– إبحثوا لكم عن رئيسٍ لا تطلُبُه المحاكمُ ولا تلاحقُه تُهَمُ الإبادة الجماعية وجرائم الاغتصاب الممنهج وغيرها من ممارسات التعذيب والإجْرَام المنظّم التي باشرها بحق أهلكم في دارفور.
– رئيس لا يُسيءُ إلى علاقتكم بإخوتكم الكبار وأشقائكم الكرام في اليمن.
– نعم ابحثوا لكم عن رئيس يفرِضُ احترامَه واحترامَكم على الجميع.
– رئيس لا تستطيعُ دولةٌ رجعيةٌ، مثل السعوديّة، أن تحتقرَه بهذا الشكل، وتتعاملَ معه على هذا النحو المخزي الذي تتعامَلُ به مع عمر البشير.

• ويا معاشرَ السودانيين لا تلوموا السعوديّةَ حين تحتقرُ عُمَرَكم، ولا تستغربوا عندما تطرُدُ كُلَّ هؤلاء السودانيين على مرأى ومسمع من هذا الذي يفترَضُ أنه رئيسكم، لا بل ومن دون أن تحسب له أي حساب رغم تقديمه بين يدَيها القرابينَ تلو القرابين من جنودكم وفلذات أكبادكم كُلَّ يوم.

• ولماذا اللومُ أصلاً؟ ولم تستغربوا فعلها أَوْ تتوقعوا منها عدم طردها لكل هذا العدد من أبنائكم؟ هل كان عليها أن تتركَهم احتراماً مثلاً لشخص تافه كالبشير؟! ألم يسبقْ لها أن طردته هو بنفسه ومنعته من الجلوس مع الرؤساء في قمّة الرياض الشهيرة؛ كي لا يثير غثيانَهم؟!

• معاشرَ الإخوة في السودان.. نعم ربما مِن حقكم أن تتألموا لإهانة السعوديّة إخوتَكم الخمسين ألفاً ومصادَرة حقوقهم، وأمَّا إهانتها للبشير فحقٌّ طبيعيٌّ للسعوديّة تمارِسُه كيف تشاء وأنَّى تشاء بموجب عقد الارتزاق، تماماً كما هو الحالُ بالنسبة لهادي ومحسن والزنداني وبقية مرتزِقتها الآخرين، ولا ضيرَ في ذلك فالعقدُ شريعةُ المتعاقدين.

• لكن بدلاً عن كُلِّ هذا وذاك.. اسمحوا لي أقولُها مرَّةً أخرى: نصيحة ابحثوا لكم عن رئيس فإن مَن يحكُمُكم الآن ليس رئيساً يمكنه – مثلاً – أن يحميَكم.. مَن يحكمكم الآن هو مرتزِقٌ رخيصٌ جداً، ويمكِنُه فقط أن يبيعَكم.