الخبر وما وراء الخبر

[مكافحة الإرْهَـاب].. ذريعةُ الاستعمار الحديث لاحتلال الشعوب والقضاء على الإسْلَام

249

ألقى الشَّهِيْدُ القَائِدُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ محاضرةً ــ ملزمة ــ [الشعار سلاح وموقف] بعد سنة تقريباً من انطلاق الشعار، وبعد أن ظهر الأثر الذي تركه الشعار على الأَعْدَاء، فقام السفيرُ الأمريكي بنفسه بزيارة صعدة، وعلى إثر الزيارة تم القبضُ على كُلّ مَن يصرُخُ بالشعار أَوْ يلصقه أَوْ يوزعه، والقيام بحبسه، وإيذائه، فجاءت هذه المحاضرة لتكشفَ أشياءَ كثيرةً ومهمةً حول الشعار، وأهميته، ولماذا نردده؟ وما هو أثرُه على اليهود وأمريكا؟ محاضرةٌ غنيةٌ بكثير من المعلومات والحقائق وَالأدلة الدامغة بوجوب ترديدِ الشعار والدفاع عنه.

انعكاسُ المفاهيم عند الناس:ــ

ابتدأ الشَّهِيْد القَائِد محاضرتَه بالتأسف على انعكاس المفاهيم عند الناس، بحيث أَصْبَح التصرُّفُ الصحيح خطأً، والتصرف الخطأ صحيحاً!! فقال: [من المؤسف أنك تسمع أن هناك من يتكلم من اليهود والنصارى على رسول الله، وعلى القُـرْآن، وعلى الإسْلَام وترى العرب في المقابل، ما يحصل منهم مواقف قوية, بل يصل الأمر إلى أنه مثل ما حصل عندنا في صعدة عندما يندد الناس بأمريكا وإسرائيل, ويتكلموا على أمريكا وإسرائيل، يحصل من يقول لك: لا.. يبطِّلوا ويسكتوا, يتوقفوا لا يكتبوا الشعار هذا.. إلى الدرجة هذه حصلت].

مستفهماً استفهاماتٍ إنكاريةً قوية، وحُجّيتها دامغة، وفيها الرد الشافي على من يمنع الشعار، فقال: [وكيف أنت تريد تسكتنا أن لا نتكلم على اليهود والنصارى، والله قد لعنهم في القُـرْآن الكريم! كيف لا نتكلم على أمريكا وإسرائيل، وهاهم لا يسكِّتون من يتكلم منهم على رسول الله، وعلى القُـرْآن، وعلى الإسْلَام, لا يسكتونهم].

الحلُّ في مواجهة الهجمة الصليبية الشرسة على الأُمَّـة:ــ

مؤكّداً رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ بأن الحلَّ لمواجهة هذه الهجمة يتمثَّلُ في أمرَين:ــ

الأمر الأول:ــ

العودة إلى القُـرْآن الكريم وتعاليمه، ولا مخرج للأمة سواه مما هي فيه من الذل والمهانة تحت أقدام اليهود، وهو كتابٌ مقدسٌ لا يختلف على صحة ما جاء فيه اثنان من المسلمين؛ لأن المتكفل بحفظه هو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، قطعيٌّ الثبوت والدلالة، فدعاهم إليه قائلاً: [يحاوِلُ الناس أن يهتموا بتدبر القُـرْآن الكريم, وسيعرفون أن الأشياءَ تكون هامة جداً, هامة جداً مسألة أن يكون الإنْسَانُ ملتزماً بكتاب الله, وأن يهتديَ بكتاب الله, قضية تتوقف عليها نجاته، وهدايتُه في الدنيا وفي الآخرة, ويتوقف عليها عزةُ المسلمين، وعزة العرب بالذات, عزةُ العرب بالذات وقوتهم وتمكينهم يتوقف على الاهتمامِ بالقُـرْآن الكريم, بغيره لا يمكن أن تقومَ لهم قائمةٌ ولا يمكن أن ترتفع لهم راية، إطلاقاً؛ لأنهم ربطوا بالدين, ربط مصير العرب بالدين].

 الأمر الثاني:ــ

أن يعمَلَ الآباء على تحصين أبنائهم بالإسْلَام الصحيح والفكر الصحيح، حتى لا يصبحوا عُرضةً للتضليل، الذي يؤدي بهم إلى القتال إلى جانب اليهود والنصارى ضد أمتهم ودينهم من حيث لا يشعرون، وهذه هي الطامة الكبرى، وقد حصل ذلك من قبل، فقال: [ونحصن أولادنا، ما يصبحوا عرضة للتضليل، ما يصبحوا عُرضة بأن يصبحوا في الأخير قد يجنّدون لصالح أَعْدَاء الله, لصالح اليهود والنصارى, قد يجندوا فعلاً؛ لأن الأُمَّـة قد مرت بحالة مثل هذه، الاستعمار الذي انتهى قبل فترة, الاستعمار العسكري الذي كان موجوداً استعمار بريطاني وفرنسي وإيطالي وبلجيكي وغيره, كانوا يسوقون الناس في الحرب العالمية، يسوقون المسلمين ليقاتلوا تحت راية البريطانيين، تحت راية الإيطاليين، تحت راية الفرنسيين، يقاتلون, يجند لك عشرات الآلاف من المسلمين يقاتلون لصالحه، لأطماعه, هذا يعتبر من أسوء المواقف، من أسوء الحالات].

استخدم الاستعمارُ أسلوبين لاحتلال الشعوب:ــ

مُشيراً رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ إلى أن اليهود والنصارى في هجمتهم الشرسة على الإسْلَام والمسلمين منذ القدم استخدموا أسلوبين هما:ـ

الأسلوب الأول:ــ الهجوم المباشر بالحرب والقتل على الأُمَّـة الإسْلَامية، وقد أثبت هذا الأسلوبُ فشله، حيث قال: [كان الأسلوب الأول يكون من البداية عبارة عن هجوم, الهجوم يخلق عند الناس حالة ردة فعل واستياء من المستعمر؛ ولهذا تجد أنهم في الأخير اضطروا إلى أن ينسحبوا من البلدان التي استعمروها].

الأسلوب الثاني:ـ ذريعة [مكافحة الإرْهَـاب]، وهو أسلوبٌ أخبثُ من الأسلوب الأول، حيث أن الشخصَ لا يدري ولا يحس أنه تحت الاحتلال إلا بعد أن يكون اليهود وَالأمريكيون قد استحكموا فعلاً من كُلّ مفاصل الدولة، فقال رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ: [الاستعمارُ الحديثُ الآن جاء تحت عنوان خبيث، باسم مكافحة إرْهَـاب, ومعهم مجموعة يسمونهم إرْهَـابيين يقسموهم على المناطق، وفي الأخير يقولوا نريد ندخل نطرِّدهم, نلحق بعدهم, ويدخلوا المناطق, يدخلوا البلدان, يدخلوا البلاد ويحتلوها ويهيمنوا عليها, ويكونوا قد خضعوا الدولة فيها, والناس ما يروا شيء إلا عندما تستحكم قبضتهم, ما يرى الناس أشياء, ما يروا أمريكيين أمامهم زاحفين، إلا بعدما يكون قد استحكمت قبضتهم, قد دخلوا البلاد, بنو قواعد عسكرية, توافدوا بأعداد كبيرة].

اليهود.. ومكافحة الإرْهَـاب:ــ

مضيفاَ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ بأن اليهودَ عليهم اللعنة طبَّقوا الأسلوب الثاني، أي ذريعة مكافحة الإرْهَـاب للتخلص من أعدائهم من الفلسطينيين المجاهدين من حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية الأُخْـرَى، واستفادوا من هذه الذريعة أعظم استفادة، فقال: [مثلما تعمل إسرائيل الآن, لاحظ إسرائيل كم قد لها محتل في فلسطين؟ حوالي خمسين سنة, وتلاحظ ما حصلوا على ذريعة أحسن مما حصلوا عليها تحت اسم مكافحة إرْهَـاب في الأَيَّام هذه, في السنة هذه, الآن يدخلون المدن وباسم أنهم ملاحقين إرْهَـابيين, يدمروا ويقتلوا ويجرفوا مزارع ويقلعوا الأشجار، باسم أنهم ملاحقون إرْهَـابيون, وباسم أنهم مكافحة إرْهَـاب، وأنهم يكافحوا إرْهَـابيين، وهناك إرْهَـابيين يحاربونهم].

 

العربُ.. ومكافحةُ الإرْهَـاب:ــ

في ذات السياق تحدث الشَّهِيْد القَائِد رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ عن الذكاء الشديد لليهود الذين لا يُقدمون على أية خطوة إلا وهي مدروسة بعناية فائقة، حيث أنهم لم يبدأوا في الاستعمار الحديث بذريعة مكافحة الإرْهَـاب إلا وقد أرغموا الحكام العرب ــ وهم صاغرون ــ على توقيع اتفاقيات مكافحة الإرْهَـاب، فإذا باليهود والأمريكان يفعلون ما بدا لهم من بناء قواعدَ عسكرية، إلى احتلال مباشر للبلدان، إلى انتهاك السيادة الجوية والبحرية والبرية للدول، كُلّ ذلك بذريعة مكافحة الإرْهَـاب، فقال: [إستخدموه الآن كسلاح, استخدموه كذريعة, كمبرر ليلجموا به العرب؛ لأن الحكوماتِ العربية أرغمتها أمريكا أن تدخُلَ معها في اتفاقية مكافحة الإرْهَـاب, وفلسطين إرْهَـابيين, وستدخل إسرائيل لتلاحق الناشطين في حماس, في فتح, في الجهاد الإسْلَامي, تحت مبرر [هؤلاء إرْهَـابيين]!!.

 

اليمن.. وذريعةُ مكافحة الإرْهَـاب:ــ

مضيفاً رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ بأن اليمن تعرض لاتهامات كثيرة بالإرْهَـاب من قبل أمريكا، وأن الطائرات الامريكية بدون طيار تضرب سيارات المواطنين في مأرب، وهذا أمر خطير جدا، حيث أنه انتهاك للسيادة الوطنية، وأيضاً قصة (تفجير المدمّرة كول) كلها ذرائع للدخول إلى اليمن، حيث قال: [اليمن له النصيب الأوفر من هذه, من الاتّهامات, نصيب وافر ربما أَكْبَـر من أي بلد آخر, ما هم قالوا عادهم ضربوا؟ الأمريكيون قالوا أنهم ضربوا سيارة في مأرب بصاروخ من طائرة أمريكية؟ وحصل قالوا استنكار من أحزاب المعارضة، استنكار على الدولة نفسها، أنها فرطت, أَوْ أن هذا يعتبر تفريط في سيادة اليمن, أن تصل المسألة إلى الدرجة هذه، طائرة أمريكية تلحق سيارة يمنية فيها يمنيين ويرموهم].

 

الهدفُ الخبيثُ من وراء [مكافحة الإرْهَـاب]:ـ

واستمر الشَّهِيْدُ القَائِدُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ في فضح المؤامرات الأمريكية الإسرائيلية على الأُمَّـة، موضحاً الأَهْدَافَ الحقيقية من وراء استخدامهم لذريعة [مكافحة الإرْهَـاب] حيث قال: [وأنت تجده أنه ما يتوجه إلا إلى المسلمين, وإلى المجاهدين من المسلمين, يعني المقصود من ورائه ضرب الحركات الجهادية, وضرب حركات التحرر. يعملون لهم مجموعة باسم أنهم إرْهَـابيين، وما هم إرْهَـابيين، هم أصحابهم, هم الذين ربوهم, هم الذين وزعوهم على المناطق, ثم يدخلوا باسم أنهم يلاحقونهم, يلاحقونهم, يطاردونهم, يطاردونهم].

متسائلاً سؤالاً مهمًّا جِدًّا فيه دلالة كبيرة على صدق تحليله للأمور رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ، وهو عن الإمكانات الهائلة للإرْهَـابيين من أين لهم المال وَالسلاح لكي ينتشروا في (60) دولة وفي وقت قياسي؟؟ لم يحصل هذا إلا لأن المخابرات الأمريكية الإسرائيلية هي مَن تدعم وتخطّط وتسهل، وأن الإرْهَـابيين ما هم إلا أَدَوَاتٌ قذرة بيدها، فقال: [يطاردونهم في أَكْثَـر من 60 دولة, من الذي سينقلهم إلى 60 دولة؟ من الذي سيعطيهم الإمكانيات هذه، الذين يسمونهم تنظيم القاعدة؟! وبعدين يلاحقونهم!!].

 

أطماعُ اليهود في المنطقة:ــ

موضحاً رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ بأن مطامعَ اليهود في المنطقة ليست الاستيلاءَ على ثروات العرب فقط، بل هدفهم هو إذلال الأُمَّـة ومحو الدين، وإقامة دولتهم، حيث قال: [هم يحاولون أن يذلوا المسلمين إذلال, ما هي هكذا معهم مطامع مادية فقط, عاد فيها إذلال للأمة هذه, محاربة لدينها, مسخ لثقافتها, هم يريدون – كما يقولون في أَهْدَافهم – أنهم يريدون أن يقيموا مملكة داوود, يعني مملكة إسرائيلية, مملكة صهيونية تحكم المناطق هذه كلها، البلاد العربية وغير البلاد العربية. وبعد أن يهيمنوا على البلاد العربية التي هي منبع الثروات، سيهيمنون على الغرب؛ لأن عندهم فكرة أن يقيموا حكومة عالمية, فإذا مسكوا المنطقة هذه وهيمنوا عليها استطاعوا من خلال التحكم في ثرواتها، التحكم في منافذها؛ ولذلك تحصِّل إسرائيل قد معها قاعدة في البحر الأحمر، قريب لباب المندب، قد معهم قواعد هناك, إذَا مسكوا المنطقة هذه، استطاعوا أن يتحكموا على بلدان أوربا وعلى بلدان.. تصبح أمريكا نفسها تابعة لإسرائيل, مثلما هي الآن إسرائيل في الصورة تابعة لأمريكا].

 

الشعارُ.. أثبت أنه مؤثّرٌ على العدو بشكل كبير:ــ

 وفي ذات السياق بين رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ بأن الشعار مهم ومؤثر على الأَعْدَاء، ويجب عدم التوقف عن ترديده وتوزيعه، واستدل على أثره وجدواه في محاربة العدو بعد عام واحد من انطلاقته، بالآتي:ــ

 

النقطة الأولى:ــ

أن السفير الأمريكي بنفسه انزعج منه وزار صعدة لمحاربته، حيث قال رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ في هذه النقطة: [فعندما يخرج السفير الأمريكي, والسفير الأمريكي هذا نفسه اٌختير من وزارة الخارجية الأمريكية اختيار خاص لليمن، هو شخص من كانوا يقولون أنه متخصص في موضوع مكافحة إرْهَـاب, وفي هذا الموضوع الذي نراهم الآن يتحركوا فيه, السفير هذا اختير لليمن, نوعية خَاصَّة. خرج إلى هنا انزعج, خلاهم يمَسّحوا, خلاهم يقلّعوا الأوراق, خلاهم يسجنوا أشخاص. ما هذا شاهد على أن هذا الشعار مؤثر على الأمريكيين؟ ولا ما من عملوا شيء, ليس مثلما يقول البعض: ما منه شيء، هي كلمات ما منها فائدة!].

 

النقطة الثانية:ــ

فضح حزب الإصلاح الذي يظهرُ أمام الناس بأنه مع الدين، وأنه معادٍ لأَعْدَاء الله، عندما حارب الشعارَ افتضح، فقال الشَّهِيْدُ القَائِدُ حول هذا: [الآن يعملون بجِدٍّ على محاربة هذا النشاط ومحاربة الشعار هذا, وأحياناً يضاربوا, ما هذا فضحهم؟ هو يفضحهم حقيقة, هو محرج لهم الشعار محرج, مؤثر جداً على مكانتهم وعلى شعبيتهم في البلاد؛ لأن المطوع الذي أمامك قبل قليل يظهر وكأنه داعية للإسْلَام, وكأنه من المجاهدين في سبيل الله, ويظهر أمامك وكأنه عدو لأَعْدَاء الله وإذا هو لا يريد يطلّع كلمة من هذا, وإذا هو يعارض بشدة. هو نفسه يرى إما لكونه لا يريد يجرح مشاعر إسرائيل وأمريكا أَوْ هم يعني غير صادقين في طبالهم الكثير، ولأنه سيحرجه, سيؤدي إلى ماذا؟ إلى إضعاف مكانتهم، ويؤدي إلى أن الناس يرونهم بشكل آخر، يشمئزوا منهم، لماذا أنت تعارض الكلام على أمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود، وأنت تلعن الشيعة في المساجد وعلى المنابر.! لأنهم كانوا يلعنوا الشيعة؟ يلعنوا الشيعة ويحكموا عليهم بأسوأ الأحكام].

 

ليس لأحد الحق في أن يمنعَ ترديدَ الشعار:ــ

وأشار رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ بأن الدولة أَوْ أي شخص آخر ليس له الحق في أن يمنعَ ترديدَ الشعار للأسباب التالية كما قال: [لأن للناس حق التعبير, أول شيء الدين يفرض هذا، عملياً يفرض الدين أنك تعمل أي عمل ينال من العدو, يعرقل خطط العدو، يؤثر على العدو, ثم باعتبار البلاد دستورها قوانينها تبيح للناس, تبيح للناس أنهم حتى يتحزبوا, أن يعارضوا السلطة].ثم تساءل سؤالا وجيهاً جِدًّا وفاضحاً لهم وهو: [فإذا كان الدستور عندي يبيح لي أن أعارض نفس الدولة، ويبيح لي أن لي حق الرأي, حق التعبير, كيف ما عاده مباح لي أن أعارض أَعْدَاء الله، وأَعْدَاء وطني وأمتي من الأمريكيين! كيف ما يبيح لي أن أعارض عدوي, ما يبيح لي أن أتكلم على عدوي!].

*صدى المسيرة