رئيس بحجم وطن
بقلم / عبدالفتاح البنوس
للمرة الثالثة التي أكتب فيها عن الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى هذا الرجل الذي أثبت بأنه على قدر المسؤولية الموكلة إليه ، وأن الثقة التي منح إياها من قبل أعضاء المجلس السياسي الأعلى كانت مستحقة وفي محلها ، فعقب الصعقة الكهربائية التي وجهها للكيان السعودي وقوى العدوان العبري على بلادنا بزيارته العيدية التفقدية للمرابطين من أبطال الجيش واللجان الشعبية في الحد الشمالي السعودي في جيزان ، والتي مثلت رسالة تحد قوية للأعداء ودفعت بهم إلى الهسترة والخروج عن نطاق التفكير الآدمي ، كونهم لم يستوعبوا ما حصل ، فلم يكونوا يتخيلون بأن يقدم الرئيس الصماد على هذه الخطوة في ظل الظروف الراهنة وهو الذي كان وما يزال قيد الاستهداف .
ولأن الشجاعة والبطولة يمانية الهوى والهوية ، فقد كان للرئيس الصماد منها النصيب الأوفر ضاربا أروع الأمثلة في الشجاعة والوطنية والبطولة حيث كان في مقدمة كبار قيادات الدولة الذين شهدوا حفل تخرج العديد من الدفعات من منتسبي الكليات والمعاهد العسكرية التي شهدته محافظة الحديدة، وذلك على هامش زيارته للمحافظة، هذه الزيارة التي تحمل الكثير من الدلالات والرسائل الهامة ، فهي رسالة تحد جديدة لقوى العدوان ومبعوث السوء الأممي الذي يطالب بتسليم ميناء الحديدة كخطوة أولى على طريق تمكين قوى الغزو والاحتلال من السيطرة على المحافظة وتضييق الخناق على أبناء الشعب اليمني ، وهي رسالة دعم وإسناد لأبناء الحديدة وهم يواجهون موجة الحر الشديدة التي تأتي متزامنة مع منع قوى العدوان السفينة المحملة بوقود محطة كهرباء المدينة من الدخول إلى الميناء لإفراغ حمولتها ، فأراد الرئيس الصماد أن يقول لأبناء الحديدة ها أنا ذا معكم وإلى جواركم في معاناتكم أتقاسم معكم الهموم والمعاناة ، وخصوصا في ظل تعمد قوى العدوان استهداف الحديدة بالقصف المكثف وتعالي نفس التصعيد والتهديد من قبل قوى العدوان والأمم المتحدة عبر مبعوثها الذي يستهدف محافظة الحديدة ويسعى للسيطرة عليها .
وفاقم الرئيس الصماد من معاناة وأمراض قوى العدوان بزيارته لجزيرة كمران مع قيادات عسكرية بارزة في هذا التوقيت الحساس وفي ظل استمرار القصف والسعي نحو احتلال الجزيرة وتحويلها إلى قاعدة عسكرية سعودية الاسم أمريكية الخدمة والفائدة والتبعية الفعلية ، وهي زيارة مؤلمة تداعياتها لقوى العدوان التي لم تكن تتخيل أن تحدث مطلقا، ليثبت هذا الرجل بأنه رجل المرحلة بامتياز ، وأن حنكته وشجاعته ووطنيته قادرة على قيادة الوطن إلى بر الأمان وتجاوز العدوان والحصار وتداعياتهما وبلورة الرؤى والأفكار والمقترحات التي من شأنها تعزيز تلاحم وصمود وتماسك الجبهة الداخلية ورسم ملامح المستقبل القريب الذي يصب في جانب بناء الدولة وتحقيق الشراكة الوطنية ووضع معايير للمصالحة الوطنية التي ستنهي كافة أشكال الوصاية والتبعية والتدخلات في الشؤون الداخلية اليمنية .
بالمختصر المفيد، الرئيس الصماد شخصية فذة بحجم الوطن ، ومواقفه وسياسته التي يدير بها البلاد في ظل هذه الظروف كشفت عن مكنونات شخصيته القيادية التي كانت أحد أسباب تجديد أعضاء المجلس السياسي الأعلى فترته الرئاسية للمجلس لدورتين متتاليتين ، فهو الأقدر والأجدر والأكفأ للقيادة وإدارة معركة الصمود والتحرر و المواجهة مع صهاينة العرب وكل من تحالف معهم من البعران والعربان وشذاذ الأفاق من مختلف دول العالم .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .