الخذلان والعدوان ،، أيهما أشد فتكاً
بقلم / علي الشرفي
في عالم اليوم حيث التكنولوجيا بلغت أوج ثورتها وازدهارها وصارت الحروب تخاض بالأرقام والرسوم ومن مسافات بعيدة وتحدد أهدافها في راحة اليد يبقى للإنسان دوره المحوري والمهم في اللعب بتلك وتسييرها حسب إرادته ، وفي بلدنا وأمتنا الإسلامية لسنا بمعزل عن هذا فقد أصبحنا الرقعة الجغرافية في هذا العالم الأكثر سخونة ليس بفعل حرارة الأرض الطبيعية ولا بكثرة ما يشربه المسلمون من سجائر ولكن بفعل فاعل أراد لها أن تكون كذلك بغية الحفاظ على جوه نقياً معتدلاً لا يشوبه شيء من التعكير أو الإزعاج ..
الغريب هو التيه الحاصل في الأمة والضياع التي تغص فيه والأشد غرابة هو انسجامها معه راضية مُرضية لأبناء القردة والخنازير وعبد الطاغوة غير آبهة بما حُمّلت من مسؤولية كبرى تعيش نتيجة التنصل عنها في أحط مستوى وأرخص عيش وأذل وضع ، وصلت معه وكثمرة طبيعية لهكذا وضع إلى اختلال المقاييس لديها فبات عدوها صديقها وصديقها عدوها وأصبحت تتعبد الله بذلك بل وبالسكوت والخنوع والضعة والمسارعة في تولي اعدائها ، فكثير من الأعمال والتصرفات التي تنم عن حالة خذلان كامل من قبل الله سبحانه وتعالى ..
ونحن كأمة إسلامية تعيش تحت نيران العدو التاريخي الذي وصفه الله في كتابه وصفاً دقيقاً بات معه كالشمس في رابعة النهار ، ورغم كل الصواريخ والقنابل والمؤامرات والحروب المختلفة إلا أنها لا تعدو كونها جزءاً يسيراً من هذا الخذلان الذي تعيشه الأمة وهي في أمس الحاجة إلى الخروج من هذه الحالة لترى بنور البصيرة عدوها ، فلو عادت الأمة عودة جادة إلى الله وكتابه ورسوله وهداته باحثة بكل صدق عن الحل للخروج من هذه الحالة وتوفقت في ذلك لوجدت كل هذه الحروب بكل عتادها ونيرانها أقل وأهون من حالة الخذلان التي هي فيه بل ولوجدت أن لها في هذه الحروب سلالم للعروج نحو الله الملك بكل عزة وكرامة واباء وحرية راضية مرضية كما يريد الله لها لا كما يريد لها اعدائها ولعلمت أن الخذلان كان أشد فتكاً من كل عدوان اليهود والنصارى وأذنابهم ومؤامراتهم مهما استبدوا وأجرموا .