وستسقيهم أمريكا من نفس الكأس
بقلم /محمد فايع
يقول الله جل شأنه (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) صدق الله العلي العظيم
دعتهم وأعطتهم من البداية الضوء الاخضر لدعم ورعاية مشرعها الارهابي التكفيري في المنطقة والعالم وفي النتيجة ستتخذ من ذلك مبررا لاستهدافها هذا ما كشفه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي قبل عقد ونصف ..اليوم ها نحن امام تخلق وتبلور .مخطّط أمريكي لنقل الاضطرابات إلى منطقة الخليج، استعدادا لبدء محاكمة دول خليجية ثلاث هي (السعودية وقطر والإمارات)بتُهمة رعاية ما يسمى الإرهاب
هذا ما يذهب اغلب الكتاب والمتابعين الكبار وما يؤكد نوه اليوم هو ان (العصر الذهبي الذي قاد فيه المال الخليجي للمنطقة العربية طِوال العقدين الماضيين بدأ يتآكل بشكلٍ مُتسارع، ليس لانخفاض العوائد النفطية، وتبخّر مُعظم الاحتياطات المالية، وإنما أيضًا بسبب المُخطّطات الأمريكية لنقل الاضطرابات وعدم الاستقرار إلى منطقة الخليج، والاستعداد لبدء المُحاكمات لدول ثلاث في المنظومة الخليجية (السعودية وقطر والإمارات) بتُهمة رعاية الإرهاب، وهُناك 15 قضية مرفوعة أمام المحاكم الأمريكية ضد هذه الدول لتورّطها في هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) 2001، وقد تصل قيمة التعويضات لأهالي الضحايا إلى أكثر من ثلاثة ترليونات دولار.
ويلفتون ومنهم الكاتب عبد الباري عطوان الى أن احتفاظ مصر بعلاقاتها مع سورية، وتهنئة وزارة خارجيتها للعراق بانتصار المُوصل، وانخفاض حدّة الحملات الإعلامية المصرية ضد إيران، رغم انخراط القاهرة في الحلف الرّباعي السعودي الإماراتي البحريني ضد قطر كلها عوامل تُوحي بأنّها لا تريد وضع كل بيضها في سلّة السعودية المَخرومة.
اما الهدف من وراء تلك الحروب والفتن فهناك اجماع على أنّ مُعظم الحروب ومُخطّطات التفتيت التي تجتاح المنطقة حاليًا تصب في مصلحة إسرائيل، ولكن على المدى القصير، لأن التغييرات التي أشرنا إليها في مُعادلات القوّة الجديدة، تُشكّل خطرًا وجوديًا عليها، وأكثر ما تخشاه إسرائيل حاليًا هو وصول أذرعة إيران العسكرية غير التقليدية إلى حدودها في جنوب سورية، ونقصد بهذه الأذرع، حزب الله والحرس الثوري، وقوّات الحشد الشعبي، وعدم رضا إيران على التفاهمات الأمريكية الروسية لوقف إطلاق النار في جنوب سورية أحد المُؤشّرات في هذا المضمار، ممّا يجعلنا نكاد نجزم بأنّ فُرص نجاح هذه التفاهمات وصُمودها أمرٌ مشكوكٌ فيه.
وفي النتيجة فان الجميع اصبح يدرك بان المنطقة تقف اليوم أمام تغييرات قد تضعف الهيمنة الأمريكية إن لم تكن ستُنهيها، وتُصحّح الخلل في موازين القِوى لمصلحة المِحور المُنتصر.. والأيام بيننا.