الخبر وما وراء الخبر

” آل سعود ” بين رفض الأدب الشعبي السعودي , ورفض نتائج العدوان ..!!

125

بقلم / محمد أحمد الحاكم

بينما كنت أتصفح بعض المواقع الإلكترونية المعنية بالأدب و الفكر العربي, استوقفني مثل سعودي يقول (( إذا ما طاعك الزمان طيعه ((, عندها امتلكتني حالة من التعجب و الاستغراب حينما ربطت بين مكنون هذا المثل وبين واقع الأمر الذي نعيشه نتيجة ما نواجهه من عدوان سعودي – عربي – دولي , واقع لطالما دأب فيه ” آل سعود ” بقوة لا حد لها, في فرض ما تأمل به عقولهم و تشتهيه أنفسهم من أمور لم و لن يقبلها كائناً من كان على هذه البسيطة سواءً كان على نفسه أو على نفس غيره.

قد يقول قائل … ما مدلول الارتباط بين مكنون هذا المثل مع ما يحدث من عدوان على اليمن ..؟؟ , وعلى الرغم من أن معنى هذا المثل جلي وواضح لا غبار عليه, و أن مجريات العدوان و أحداثه غير مخفية عن إحساس و إدراك أي شخص ممن كانت تطأ قدماه هذه الأرض المقدسة أو يقطن أرضاً غيرها في هذا العالم, إلا إنني سأجيبه وبكل تواضع ليس من باب إثبات الإدعاء بالمعرفة في مقابل إثبات جهل الغير, ولكنه من أجل تسليط النور تجاه العقول المهذبة لإثرائها بالعلم والمعرفة في مقابل إنقاذها من براثن الجهل و الركود الفكري.

هناك عدة زوايا إسقاطية توضح لنا مدلول الارتباط الذي يجمع بين هذا المثل مع واقع الأمر, ونظراً إلى أن هذا المثل قد حمل السمة و الطابع اللغوي و الأدبي في مقابل أن واقع الأمر الذي نعيشه نتيجة هذا العدوان يحمل السمة و الطابع السياسي, إلا أنه يمكننا المزج بينهما من خلال ربط وتحليل أركان هذا المثل مع أركان أحداث هذا الواقع, إذ لو تأملنا لكليهما نجد ما يلي :-

1- وجود فعلين في المثل, الأول في كلمة ” طاعتك ” , و الذي يدلل في الواقع على الفعل الذي يعني الرغبة السعودية الصرفه في أن تفرض على اليمنيين وجوب الطاعة و الإمتثال لأوامرها و نواهيها, و الفعل الثاني في كلمة ” طيعه “, و الذي يدلل أيضاً في الواقع على الفعل الذي يعني الرغبة السعودية التي ستنعكس كلياً عليها في حال عدم إنصياع اليمنيين و الإمتثال لأوامرها و نواهيها.

2- وجود الفاعل والذي إن كان غائبًا في المثل فإنه في الواقع حاضرًا بكله وكماله , و الذي قد تمثل بـــ ” الكيان السعودي ” المتغطرس روحًا و جسدا.

3- وجود المفعول به و المتمثل في المثل في كلمة ” الزمان ” , و الذي يدلل في الواقع على ” اليمن ” أرضًا و إنسانا.

4- بناءً على هذا الإسقاط التشبيهي الذي جمع بين هذا المثل وبين حقيقة ما يجري على أرض الواقع من عدوان سافر على اليمن و غير مبرر, فإنه يمكننا إعادة صياغة هذا المثل كما لو أنه كان على النحو التالي ( إذا ما طاعتك اليمن طيعيها).

إن المدلول الأدبي و السياسي لهذا المثل وهذا العدوان الذي فرض على أرض الواقع يؤكد لنا بجلاء و عند مستوى لا يدع لنا مجالًا للشك أو المحاولة, أنه يفترض على ” آل سعود ” خلال عدوانهم على اليمن في حال عجزهم المطلق عن الوصول في تحقيق كل ما صبت إليه أرواحهم و أنفسهم من آمال و تطلعات لا تمل ولا تنقطع , نتيجة صرامة وقوة وصمود وممانعة من يريدون أن يثنوا من الشعب اليمني عن إرادته و عزته وشموخه و إبائه , فإنه لا بد عليهم عندها الوقوف وعدم الإستمرار أو المحاولة في إتمام و إنجاح ما افنته أرواحهم عبثاً من جهد وبذل و عطاء منقطع النظير , و إن معنى وقوفهم عند تلك النتيجة يعني وجوب الإمتثال للأمر و الواقع الذي فرضه اليمنيون بقوة رغماً عن أنوفهم , وقوف لعل وعسى يحفظون فيه و يصونون ما تبقى لإنفسهم من ذرة عزاً و كرامة وقيمةً و مكانة إن كانت لهم عزةً و كرامة و قيمة و مكانة , وعلى الرغم من ذلك كله نجد بأن هذا المدلول السياسي و الأدبي قد قوبل بالرفض ” جملةً و تفصيلا ” من قبل هذه الحفنة الضالة المضلة, في حين أن هذا المدلول قد قوبل بالموافقة ” روحاً و جسداً ” من قبل اليمنيين, الذي أكدوا العهد في أن يواصلوا مشوار ترغيم أنوف ” آل سعود ” ومن سار على شاكلتهم, تحت أقدام عظماء الأحرار المجاهدين من رجالهم كباراً كانوا أو صغارا.

قبل الأخير ….. يقول عظيم فلاسفة اليونان أرسطو (كل الأعمال المأجورة تحط من استيعاب العقل ) وهذا ينطبق تماما على ” آل سعود ” الذين كرسوا كل حياتهم ومالهم في خدمة الكيان الصهيوأمريكي, إلى درجة أنهم أوصلوا بإنفسهم و عقولهم إلى مستوى لا يستطيعون من خلالهما الإحساس و الإستيعاب لكنه ما يجري من حولهم من مخاطر تنصب نحوهم وهي آتية عليهم من كل حدب و صوب, بل أنها تتسنح الفرص في كل لحظة كي تنقض عليهم كأشد من انقضاض الوحش المفترس على فريسته, لكن لا حياة لمن تنادي, وعلى هذا فإننا نجزم جزما قاطعا بأن ما يفسر حقيقة رفض ” آل سعود ” للإمتثال و الإلتزام بمضمون ذلك المدلول يكمن في القول بأن ( من لم يملك عقلاً لا يمكن له أن يملك إرادة ) و على الباغي تدور الدوائر.