الدرك الاسفل من الذل والهوان
بقلم / د. احمد حسين الديلمي
بعد زيارة الرئيس الامريكي “ترامب” للسعودية انكشفت الاهداف الحقيقية لامريكا وحلفائها الغربيون مع الكيان الصهيوني في وطننا العربي والاسلامي, وظهرت على الملأ النوايا العدائية للأمتين العربية والاسلامية, ففي هذه الزيارة التي لم تكن عادية, بل تم التخطيط لها بعناية فائقة من قبل الامريكان والكيان الصهيوني كي تحقق لهم الاهداف الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية, فبالاضافة الى تزعم “ترامب” قمة امريكية عربية اسلامية حضرها عشرات الزعماء والملوك والامراء العرب الذين ظهروا امامه “كالاقزام” وقف كشاه شاه يُلقي عليهم خطاباً كان اشبه باوامر ملخصة تقول هذه سياستنا ومن لم يكن معنا فهو ضدنا, .. وعلى الفور بدأ “ترامب” بجني ثمار هذه الزيارة, فعلى المستوى الاقتصادي ما ان عاد الى بلاده الا وقد ملىء خزائنها باكثر من مائة وخمسين مليار دولار, دفعتها السعودية وقطر والامارات, مع ضمان دفع اربعة اضعاف هذا المبلغ على مدى الخمس سنوات القادمة, وطبعاً هذه الاموال هي من ثروات المواطن العربي والاسلامي, والتي كما صرح “ترامب” ستفتح المجال لمليوني فرصة عمل للامريكان, بينما ستكون سبب في زيادة ملايين العرب والمسلمين الى حافة الفقر والبطالة والتشريد. اما على الجانب السياسي فبالاضافة الى تاكد “ترامب” من الولاء والطاعة من الزعماء العرب الحاضرين في المؤتمر, صدرت الاوامر سواء كانت علنية او سرية من البيت الابيض انه على بقية الزعماء العرب سرعة التطبيع مع الكيان الصهيوني, كذلك من الاهداف السياسية التي حققتها امريكا والكيان الصهيوني الاعلان بكل تباهي وسخرية عن “محاربة الارهاب” وهنا يجب علينا ان نضع الف خط تحت كلمة “الارهاب”, فأي ارهاب يقصدون!! هل الجماعات المتطرفة كالقاعدة وداعش والنصرة وامثالها وهذا مستحيل, فكيف لامريكا والكيان والسعودية ومن اليها ستحارب من هم جزء من كيانها, وكيف ستحارب الورقة الرابحة لها التي تزرعها في اي دولة تريد تحطيمها وتدميرها, والادلة والشواهد ثابتة للعيان لا ينكرها الا من هو منهم, وبالتالي فالمقصود بـ “محاربة الارهاب” هو القضاء على محور المقاومة والقضاء على من يحملون رسالة الحق رافضين للذل والتبعية والاستسلام.
واما بالنسبة للهدف الاستراتيجي وهو هدف الغرض منه تجزئة وتقسيم الوطن العربي الاسلامي من اجل اضعافه وضمان السيطرة على منابع الثروات والمواقع الاستراتيجية الهامة الرابطة بين الشرق والغرب, وهذا الهدف هو من ضمن مخطط امريكي صهيوني غربي, بدات بوادره تظهر على ارض الواقع, فهاهي سوريا التي ما زالت تواجه اكثر من جبهة “القاعدة وداعش” من ناحية واطماع تركية من ناحية اخرى, وتخطيط امريكي لتقسيم سوريا من ناحية ثالثة, والتي بدات امريكا في تنفيذ مخططها عن طريق “الرقة” والتي على فرض انها فشلت في استقطاعها وتسليمها للاكراد فعلى الاقل ستستخدمها هي وغيرها من المدن التي على الحدود العراقية كممرات آمنة لخروج الدواعش من العراق الى سوريا, وكذلك الامر مع العراق والسؤال المطروح الان هو ماذا بعد انتصار العراقيين على داعش في الموصل, هل ستسحب امريكا قواتها, وما اللزوم من بقائها في العراق؟ اسئلة جائت على لسان قادة عراقيين يشككون في نوايا امريكا.
ايضاً اليمن السعي بكل جهد من قبل امريكا والسعودية والامارات على تفكيكه وضياع وحدته وما يحصل في الجنوب الان خير دليل, والان ما هي المحصلة, المحصلة هي مزيد من التفكيك والدمار للوطن العربي والاسلامي والمزيد من الفتنة والخلاف وسفك الدماء بين ابناء الامة العربية والاسلامية, وهو ثمن باهظ يدفعه ابناء الأمتين العربية والاسلامية سواءً كانوا شيعة او سنة او اخوان او حتى داعش وقاعدة, الجميع خسران, الجميع ضائع, فهل حان الوقت للعودة للحكمة والمنطق والعقل الذي ميزنا به الله ووهبنا اياه كي نفرق بين الحق والباطل, ام سنظل هكذا في الدرك الاسفل من الذل والهوان, وهل هناك ذل وهوان اكبر من ضياع الارض والمال والنفس, ام اننا سننتظر حتى تصبح نسائنا سبايا وابنائنا عبيد ونصبح غرباء في اوطاننا يتصدق علينا الامريكان والكيان وعملائهم من ثرواتنا.