الخبر وما وراء الخبر

وانتصرت العراق.

132

بقلم / هاشم الوادعي

شيء مفرح . لا بل شيء مثلج للقلب ونحن نرى العلم العراقي يعود ليرفرف فوق الموصل . انه النصر الإستراتيجي الذي يفرح ليس قلوب العراقيين فحسب وانما قلب كل عربي شريف.
الآن الموصل غدت محررة وغدا كل بقعة ما زالت مدنسة برجس الامريكي وادواتها.

هي ليست نهاية وانما قد تشكل بداية  فالحفاظ على النصر ومفاعيله قد يكون اصعب من النصر نفسه  فالعراق الآن امام مفترق تاريخي بأن يؤكد وحدة وتماسك الشعب العراقي واعتبار ان هذا النصر هو للعراق بأجمعه بكل تلاوينه السياسية ونسيجه الإجتماعي وأطيافه السياسية وبأنه سيكمل مسيرة التحرير سويا وبإرادة موحدة خلف الدولة العراقية الواحدة.

يحاول الأميركي الآن سرقة النصر العراقي بالحديث عن هزيمة داعش رغم ان كل الدلائل تشير الى محاولات ابتزاز الحكومة العراقية ومحاولة اقتصار التحرير على الجانب الأيمن للموصل كذلك محاولة استنقاذ بعض قادة داعش ونقل بعضهم بالطائرات الأميركية .

الكل يعلم ان الولايات المتحدة حاولت جاهدة تأخير تحرير الموصل وامتنعت في كثير من الأوقات عن تقديم المساعدة وتوفير الغطاء الجوي وهي التي تدعي انها شكلت تحالفا دوليا من اجل محاربة داعش.

كانت محاولات تأخير تحرير الموصل لضبط العملية العسكرية على وقع الحراك التي تقوم به في الأراضي السورية وبغية خلق حالة تناسق واتساق مع ما تقوم به في سوريا من محاولة رسم خارطة سياسية وجغرافية تخدم اهدافها الخبيثة في كل من سوريا والعراق.

وحدة المجتمع العراقي شرط اساسي لإستكمال تحرير العراق واستكمال ارساء العملية السياسية لعراق موحد يحفظ سيادته ودوره المستقبلي الذي يعول عليه في استعادة المنطقة لوحدتها وسيادتها وان ينتقل هذا التحرير والنصر الى سوريا .

التهاني للشعب العراقي اولا واخيرا والتهاني لكل عربي شريف والتهاني للأمة التي نأمل ان تهتدي الى طريقها الصواب.