موقع أمريكي: سِمَةَ التعايش في عدن باتت تتقلَّصُ وناشطون: حرية الرأي بعدن انتهت
أكّد موقعُ المونيتور الأمريكي أن سِمَةَ التعايش والانفتاح في عدن باتت تتقلَّصُ تدريجياً منذ وقوعها تحت سيطرة المرتزقة وقوى الاحتلال لصالح الجماعات الإجْـرَامية المتطرّفة التي ظهرت بعد الحرب مثل تنظيمَي داعش والقاعدة والتيار السلفي المتشدد.
وأشار الموقعُ إلى جريمة قتل الشاب أمجد عبدالرحمن على يد مسلحين متطرفين في الخامس عشر من مايو الماضي بعد أخذه من داخل مقهى انترنت في مديرية الشيخ عثمان، ومنع دفنه بذريعة أنه كافر، من قبَل مسلحين يتبعون متشدداً سلفياً يُدعى إمام النوبي، وهو قائد ما يسمى باللواء 20 التابع للمرتزقة، الأمر الذي يعني أن هذه الجماعات الإجْـرَامية تمثل مكوناً رئيسياً في سلطة المرتزِقة التابعة لقوى الاحتلال.
ونقل الموقع شهادة أحد أصدقاء أمجد والذي قال إن أمجد كان قد تعرض للتهديد من عناصرَ سلفيين اتهموه بالإلحاد قالوا له بأن حياته في خطر ما لم يعلن التوبة.
ونوّه الموقع إلى أن صديقَ أمجد اشترط عدمَ ذكر اسمه، خوفاً على حياته، وهو ما يؤكد مجدداً أن حياةَ الأصوات المعارضة لهذه الجماعات الإجْـرَامية باتت في خطر.
كذلك أشار المونيتور إلى جريمةِ مقتل الشاب عمر باطويل البالغ من العمر 17 عاماً بطريقة مماثلة في أبريل العام الماضي، وذلك بعد تلقيه رسائلَ تتهمه بالإلحاد، وكذا جريمة مقتل شاب يُدعى محمد خير عثمان 17 عاماً أثناء خروجه من صالة رياضية في مديرية البريقة في الثالث من يونيو 2017 بطريقة مماثلة تماماً لتلك التي حدثت لأمجد وباطويل، بالإضَافَة إلى ذلك أشار المونيتور إلى مهاجمة أربعة مسلحين في مارس 2016 داراً للمسنين في عدن وقتلهم ستة عشر شخصاً، من بينهم أربع راهبات هنديات وموظفتان يمنيتان وثمانية من النزلاء كبار السن وحارس.
ونقل المونيتور شهاداتٍ لأبناء عدن، من بينهم نسمة منصور، التي أكدت في شهادتها إلى أن القتل في عدن بات شائعاً وتحت مبررات غريبة، منوهة إلى أن الناشطين يغادرون عدن تباعاً، وأن الوضع بات متوتراً إلى الحد الذي منعتها فيه أسرتها من مغادرة المنزل خوفاً على حياتها”.
وقالت نسمة: إن “حرية الرأي بعدن انتهت، فحين تنتقد الجماعات الدينية فإن تهمتك جاهزة وهي “الإلحاد”، ولو انتقدت السلطة المحلية الهشة فأنت بالضرورة عضو في حزب الإصلاح “جماعة الإخوان المسلمين”. وحين تنتقد الحراك الجنوبي (فصيل مسلح يسعى لاستقلال جنوب اليمن عن شماله) فتهمتك ستكون أنك عميل”.
وأكد المونيتور أن كثيراً من الناشطين غادروا عدن؛ خوفاً على اغتيالهم، من بينهم شابٌّ التقاه يُدعى محمد، وقد أكد الأخير أنه غادر مع عشرة من رفاقه حفاظاً على حياتهم.
وأوضح تقرير المونيتور أن الناشطين باتوا يتوجّهون إلى صنعاء، حيث وصلت أمل محمد 35 عاماً قبل أربعة أشهر مع زوجها وطفلها، وذلك بعد تلقيها تهديداتٍ بالقتل إن هي استمرت بالكتابة في صفحتها على موقع التواصل فيسبوك حول مقتل أمجد والجهة التي تقف خلف الجريمة وحرية الرأي وانتقاد التشدد.
وقال الموقع: تفتقدُ أمل وهي موظّفة في مكتب الإعلام الحكومي بعدن لأسرتها، لكن التفكير بالعودة إلى عدن أشبه بالانتحار. وتقول أمل “الجهة التي أرسلت لي التهديدَ هي ذاتها التي قتلت عمر باطويل، وقد أشارَت إلى ذلك في رسالة التهديد التي تلقيتها منهم عبر موقع فيسبوك”.