الخبر وما وراء الخبر

وعلى غير العادة : روسيا اليوم تحتفي بخبر إطلاق سكود والإعلام الروسي ينشر تقريراً عن “عاصفة السوخوي” رسائل للرياض وواشنطن

158
ذمار نيوز -المساء برس  الجمعة 16 أكتوبر 2015 

وعلى غير عاادتها تحدثت روسيا اليوم عن إطلاق الجيش اليمني صاروخ سكود على قااعدة عسكرية سعودية . 

ولم تكن قناة روسيا اليوم تتناول أخبار الجيش واللجان الشعبية بما فيها عمليات الحدود وكانت سياستها أقرب لوسائل إعلام العدوان ما جعلها محل انتقاد . 

غير أن القناة بدت محتفية بخبر اطلاق الصاروخ فيما البعض فسر ذلك بتغير الموقف الروسي في سوريه والتدخل العسكري الذي لاقى انتقادات ومعاارضة سعودية . 

الإعلام الروسي نشر تقرير تحت عنوان عاصفة السوخوي في إشارة الى غارات الطيران الروسي على مناطق الجماعات الارهابية بسوريه 

غير ان الملفت ان التقرير اعتبر تلك الغارات رسائل للرياض وواشنطن . 

“عاصفة السوخوي” خلطت الأوراق وبعد فترة بدأت تتضح ملامح تحالفات جديدة لإعادة التوازن ميدانيا وتحقيق مكاسب لفرض شروط معينة في المفاوضات التي اتفق الجميع على حتميتها لإنهاء الأزمة.

حين أطلقت السفن الروسية صواريخها المجنحة من بحر قزوين، ضربت عصفورين بحجر واحد، فعلاوة على تحقيق الأهداف التكتيكية أوصلت رسائل استراتيجية إلى عدة عواصم، فكأن هذه الصواريخ مرّت على واشنطن وأنقرة والرياض قبل وصولها إلى أهدافها في سوريا.

الرسالة وصلت والمسؤولون .. الأوروبيون مثلا أقروا بأن روسيا استطاعت فرض نفوذها وموقعها في مستقبل سوريا، وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني عن القصف الروسي “إنه بالتأكيد يغيّر قواعد اللعبة”.

على المستوى السوري مهد القصف الروسي لتقدم الجيش السوري ميدانيا، وقد بدأ هذا التقدم، وبدت أنقرة عاجزة عن مساعدة المسلحين من “داعش” في منطقة سلمى شمال اللاذقية، والذين كانوا احتلوا هذه المنطقة تحت غطاء المدفعية التركية.

وعادت منظومات الدفاع الجوي إلى الشمال السوري لتدفن حلم أردوغان بالمنطقة العازلة، حيث أعلن الجيش التركي، في بيان، أن أنظمة صواريخ في سوريا تعرضت لأربع مقاتلات تركية قرب الحدود، وهذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها تحذير أنقرة بتوجيه صواريخ أو باختراق طيران، ما اعتبره الأتراك “تحرشا”.

قبل بداية “عاصفة السوخوي” كان هناك توازن معين على الأرض تحكمه تحالفات إقليمية دولية، ورغم إقرار الجميع بأن لا حل عسكريا في سوريا، إلا أن الحل السياسي بدا غير وارد مطلقا لعدم رغبة وقدرة أي من الأطراف على تقديم تنازلات.

“عاصفة السوخوي” خلطت الأوراق وبعد فترة ارتباك بدأت تتضح ملامح تحالفات جديدة هدفها إعادة التوازن السابق ميدانيا وتحقيق مكاسب تمكّن من فرض شروط معينة في المفاوضات التي اتفق الجميع على حتميتها لإنهاء الأزمة.

باراك أوباما أعلن أن بلاده لن تتدخل عسكريا، لكنها ستساعد المعارضة “المعتدلة”، وفي تصريحات أخرى من واشنطن أعلن عن وقف تدريب المعارضة السورية وعن مساعدتها بالأسلحة، وقبل أن تلقي الطائرات الأمريكية أطنان الذخائر في الحسكة، كان قد أعلن عن ظهور تحالف جديد باسم “قوات سوريا الديمقراطية” يضم وحدات حماية الشعب الكردية وجماعات سورية عربية ووحدات مسيحية أشورية.

في هذه الأيام يجري البحث حثيثا عن فصائل يمكن تقديمها كمعارضة “معتدلة”، تستطيع شغل مقعد على طاولة المفاوضات، وواشنطن وجدت هذه المعارضة في هذا التحالف، ولكن رغم أن هذه القوات حاربت “داعش” بالفعل، إلا أن الوحدات الكردية تشكل أساسها، وهذا يثير تساؤلات أولها حول مدى معارضتها للحكومة السورية، خاصة أنها قاتلت إلى جانب الجيش في كثير من المعارك، وآخرها حول موقف أنقرة من هذا التحالف، إذ يعتبر أردوغان هذه الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني، أي منظمة إرهابية من وجهة النظر التركية.

الرياض سارعت إلى التباحث مع موسكو لتوضيح المواقف، ورغم اتفاق الطرفين على رفض “الخلافة الداعشية” إلا أن المملكة أعلنت عن استمرارها في دعم “المعارضة المعتدلة”.

لكن القوات المعارضة الأساسية على الأرض في معظمها تعتبر إرهابية، ولم تنفع سياسة العصا والجزرة مع “النصرة” للتخلي عن “القاعدة” ودخول منطقة الاعتدال، كما فشلت حركة “أحرار الشام” في تجاوز صراعاتها الداخلية والابتعاد عن “القاعدة”، علاوة على مبايعة فصائل إسلامية كثيرة منتشرة في أنحاء سورية لـ”داعش” أو “النصرة”.

إذا كان لابد من تحالفات عسكرية جديدة تناسب الواقع الراهن وتقدم نفسها على أنها “معتدلة” لتحصل على دعم وتأييد الرياض وأنقرة وغيرها…

منذ أسبوعين أعلن عن تشكيل “سرايا أهل الشام” في منطقة القلمون، تضم معظم الفصائل العاملة في المنطقة باستثناء “جبهة النصرة”، وفي الشمال أعلن عن تشكيل “جيش الشام”، ونشر الإعلان على الموقع الإلكتروني لجماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا، وتكوّن باتحاد “الجبهة الشامية” وفيلق الشام” و”أحرار الشام”، ويشار إلى أن قادته منشقون عن “النصرة” وحركة “أحرار الشام”، وكان الفصيل الجديد حريصاً على توجيه أولى رسائله الميدانية بالإعلان عن استهداف تجمعات لتنظيم “الدولة الإسلامية” في منطقة تل سوسين في حلب.

هذه التغيرات ستتواصل بلا شك وستظهر جيوش إسلامية جديدة بمظهر أكثر اعتدالا لتبدي استعدادها لمحاربة إرهاب “داعش”، وفي الوقت نفسه تحارب الدولة السورية، وربما بأشكال إرهابية.