الخبر وما وراء الخبر

الحيادُ والحرب

148

بقلم / عبدالملك العجري

هناك مجموعةٌ من السياسيين اليمنيين لا بأسَ بها تحاوِلُ أن تنأى بنفسها عن الانحيازِ لطرف من أَطْرَاف الصراع.. (هذا الموقف يمكن تفهمه في حالة الحرب الأهلية، لكن في حالة تعرض البلد لعدوان خارجي حتى وإن تلبس بمزعوم الشرعية، لكن الأحداث كشفت أن الشرعية آخر شيء يهم السعوديّة والإمَارَات ولم يعد بالإمكان التستر خلف غموض أَهْدَاف الدولتين)، لكن دعونا نفوّتها لهم ونصرف النظر عن هذا الاعتبار إلا أن السؤال يبقى:

هل الحياد مجرد موقف سلبي؟!

وهل النأي بالنفس عن أَطْرَاف الصراع يعني النأي بالنفس عن الصراع؟

هل الحيادُ يعني الدخولَ في مرحلة استجمام سياسيّ لحين انتهاء الصراع؛ بحجة الحفاظ على سمعتهم السياسية من الاحتراق في هذه المرحلة الحرجة والاكتفاء بدور المشاهد والوطن يحترق وانتظار التسوية ليشرفوا؟

هل الحياد يعني عدم القيام بأي دور ولو في الجوانب الإنْسَانية؟

هل من مقتضيات الحياد السكوتُ على الحصار وإغلاق المطارات والموانئ ونقل البنك لخنق الشعب وخلق أزمة المرتبات؟

هل الحياد يعني التخلي عن أية مسؤولية وطنية تجاه معاناة الشعب اليمني؟

خليك محايد ما قلنا شيء بس يا أخي ازعج نفسَك شوية واقطع حالة الاستجمام واعمل حاجة لبلدك وشعبك على الأقل في الجوانب الإنْسَانية.. قول حاجة.. اعمل حركة على الأقل برهن أنك لا زلت على قيد الحياة.

يا أخي ما دام انت شايف نفسك سياسيّ قد الدنيا بطول وعرض وحكيم وَفوق الكل وحريص ما بدك تنحرق.. خلاص يا أخي حرك علاقاتك وتواصلاتك في الحد الأدنى في الجانب الإنْسَاني.

قول يا جماعة افتحوا المطارات، لا تحاصروا الموانئ، كيف تنقلوا البنك وتسيطروا على 90% من الإيرادات ولا تتحملوا مسؤولية دفع الرواتب.

خليك محايد بس اعمل أي حاجة تدل على أنك حيوان سياسي!!