خلف قضبان سجون الاحْتلَال يوجد إنْسَان
بقلم / وفاء الكبسي
تفجّرت هذه الأيامَ قضيةُ الانتهاكات غير المسبوقة في تأريخ اليمن، قضيةُ سجون الاحْتلَال وخصوصا ًالتي في حضرموت وما فيها من تعذيب وحشي..
فما أشبهَ هذه السجون بسجن “أبو غريب” في العراق، نفس الأفعال؛ لأنها لنفس الأشخاص، فكل هذه السجون هي تابعةٌ للولايات الأَمريكية المتحدة، فقضية أنها تابعة للإمَارَات هي مجرد كذبة؛ من أجل التغطية على جرائم أَمريكا، فالإمَارَات والسعوديّة وجميعُ دول العدوان ما هُنّ إلا تابعات وخاضعات لأَمريكا وسياستها الهمجية في امتهان الشعوب واستعبادها..
يتعرض السجناءُ من إخواننا الجنوبيين إلَـى انتهاكات لحقوق الإنْسَان وإساءة في المعاملة واعتداءات جسدية وجنسية شملت عملياتِ هتك للأعراض من اغتصابٍ ولواط وغيرها من الأساليب الخارجة عن الدين الإسْلَامي الحنيف بل والفطرة الإنْسَانية السليمة!!
بالإضَافَة إلَـى التعذيب باستخدام الكهرباء والكلاب ومنع السجين من النوم لأيام عديدة واستخدام الكلمات النابية الخادشة للحياء..
كل هذه الأفعال الوحشية هي ممنهجة لخلق كيانات متطرفة عنيفة كلنا يعلم بأن أفراد الكيانات المتطرفة من داعش والقاعدة ما هم إلا خريجو هذه السجون وكذلك التنظيمات الإجْـرَامية في سوريا هي لمعتقلين سابقين!!
هو تعذيب يهدر بكرامة الإنْسَان وامتهانه، فيولد الكُرهَ والغضبَ لدى الإنْسَان والمجتمع المحيط به!!
أي ظلم وذُل هذا من محتل جبان غاشم؟!
تكتظ سجون حضرموت بالعديد من السجناء الأبرياء الذي تولى تعذيبهم كما يدعون إمَارَاتيون!!
الإسْلَام بعيدٌ وبريءٌ منهم حتى وإن نطقوا بالشهادة!!
فالإسْلَام هو دين القول والعمل، وأعمالهم دالة على استهانتهم به..
أعمالٌ يُندى لها الجبين وتبكي لها القلوب بل وتتفطر حزناً وألماً!!
فخلف قضبان سجون الاحْتلَال يوجد إنْسَان بمعنى كلمة إنْسَان له قدسية وحُرمة أَكْبَـر وأعظم من حرمة وقدسية بيت الله الحرام!!
قضيتنا اليوم هي قضية حياة أَوْ موت، نكون أَوْ لا نكون..
إما أن نموت ونحن أعزاء شرفاء كرماء، وإما أن نستسلم ونخسر كرامتنا وإنْسَانيتنا..
سؤالي لإخواننا في الجنوب: هل أَصْبَح المحتل هو حامي الحمى؟!
ما لكم كيف تحكمون؟
ماتت قلوب من يدعون الإنْسَانية والوطنية من بعض أبناء الجنوب بل مات حياؤهم فعادوا شعوبهم ووقَفوا مع عدو محتل غاشم ليظلمَ ويعربد ويمتهن إخوانهم..
أي حقارة هذه؟!
فلا حل ولا خلاص لكم إلا بالجهاد وطرد المحتلين من أرضكم، وإلا فالعواقب ستكون وخيمة جدًا..
نحن نحزن ونتألم عليكم فكل اليمن جسد واحد متى ما اشتكت عدن وحضرموت فصنعاء وعمران وحجّة وكل المدن تشكو..
إن أمةً ما زالت تغط في سباتها ونومها العميق ولم تستيقظ رُغم العدوان والاحْتلَال والذل والامتهان هي أمةٌ ميتةٌ، أمة لا تعقل ولا تفقه ولا خير فيها!!