في النهاية النصر لنا
بقلم / عبدالملك العجري
في مراحل التحول الثوري أو الإصلاحي الذي تشهده المنطقة العربية ومنها اليمن، من يفكر من المتضررين بإعادة إنتاج الماضي وإيقاف حركة التاريخ وكبح التغيير سيدرك آجلا أو عاجلا أن القبول بالتغيير عملية إجبارية لتجاوز الأزمة وأن النتيجة في النهاية لصالح من عينه على المستقبل .
النظام العربي الذي تأسس في منتصف القرن الماضي وصل لمرحلة انسداد شامل على جميع المستويات والحراك الذي شهدته المنطقة العربية هو تجلي لمحاولة الخروج من هذا الانسداد الذي وصل لنقطة اللاعودة أو المراوحة في ذات المكان وتجاوزه لن يكون بإعادة إنتاج سبب الأزمة بل بالاستجابة للتغيير والتجديد والإصلاح كضريبة واجبة الدفع لا عملية اختيارية تجميلية .
ومحاولة كبح حركة التغيير من قبل الغرب الرأسمالي وحلفائه في الخليج ومحاصرة امتدادها إلى الأخيرة سواء بالحرب كما في اليمن أو بإعادة إنتاج الماضي كما في مصر أو من خلال إنتاج نسخ ثورية مشوهة يتم استنساخها من القاعدة وفروعها كما في سوريا، وما يرافقها من حرب نفسية لكي الوعي وتيئيس المجتمع من إمكانية الانتصار عليه وإحباط توقعات الجماهير في التغيير برفع كلفة التغيير ..لكن هذه المحاولات لكبح خط سير التغيير وتشويهه لن تلغي الحاجة إليه لكن بإمكانها أن تعيقه وأن تحرف خط سيره فيرتد على الذات، على شكل انفجارات تدميرية لا تلبث أن تأخذ في الامتداد وخروجها عن السيطرة واتساع رقعتها إلى الدول التي تظن أنها تحاصرها أو أنها بمنأى عنها وهو ما نلاحظه الآن.
محاولات كبح حاجة المنطقة والأنظمة العربية للتغيير والإصلاح لن توقفها، سترفع فقط من كلفتها لكن في النهاية النصر لقوى التغيير وأنصار التغيير.
فتغيروا يرحمكم الله.