الخبر وما وراء الخبر

معايدة و مواساة

448

بقلم / حمير العزكي

يطل علينا عيد الفطر المبارك ونحن نعاني من ضائقة مالية كبيرة وفاقة مؤلمة وعوز وحاجة شديدين وذلك وبلا شك جراء استمرار العدوان الغاشم والحصار الآثم من التحالف السعودي الأمريكي الظالم، مهما دفعتنا وطأة المعاناة على توجيه الاتهامات نحو الداخل واضطرنا جور الحال على تحميل المسؤولية طرفا ما من أطرافها والعذر ملتمس في ذلك للبسطاء والعامة ، فصاحب الحاجة أعمى لا يرى إلا قضاءها ، كما أن أداء حكومة الإنقاذ لم يكن مرضيا ولامجديا كما يجب، في السعي لإيجاد حلول ومعالجات في حدود المتاح والممكن ولن يمر تقصيرهم وتقاعسهم وتخاذلهم مرور الكرام، فلا بد من يومين سيحاسبون فيهما لامحالة ، الأول قريب والثاني ليس فيه ريب، ولأنهم مسؤولون فسيسألون من الشعب ومن رب الشعب.

ومع إطلالة هذا العيد أوجه الحديث إلى البسطاء المكلوم حرفي مثلهم والى العامة الذين أعاني معهم وأنا واحد منهم بعيدا عن النخب المترفة المدللة والنخب الطامعة في الترف والتواقة إلى التدلل، والنخب التي شربت نخب العمالة والارتزاق على طاولات العهر في بارات الخيانة.

إليكم أحبتي يا من بكم ينتصر المحاربون وعليكم يؤمل المقاتلون ومنكم يستمد الثبات المرابطون وفيكم تتجلى انجازات وانتصارات المجاهدين، إليكم أتحدث ببساطتكم وبوضوح يحاول مجاراة وضوحكم وبصدق أتمنى ان يداني صداقكم وأعلم جيدا كم استهدفكم الإعلام المنافق قبل المعادي والأقلام الحاقدة الموتورة قبل الأقلام الناقمة المأجورة، محاولة النيل من صمودكم والعبث بوعيكم وتغيير قناعتكم وتوجيه مشاعر معاناتكم إلى من يعانون معكم ويبذلون أرواحهم وراحتهم معكم ومن أجلكم.

سادتي البسطاء وعامة المستضعفين نعم ، نعاني جميعا من وضع مالي سيئ جدا وفقر موجع مدقع ولكن مهما بلغت حجم معاناتنا فلن تصل إلى معاناة إخوة آخرين لنا فقدوا حياتهم ومنازلهم وأبناءهم وأقاربهم وأحباءهم ، فمهما كان مؤلما العيد مع صعوبة الحياة يظل العيد مع فقدانها أكثر ألما ، ومهما كان موجعا العيد والمنزل خاو على رفوفه من الاحتياجات الضرورية يظل العيد في منزل مدمر أو في عراء بلا منزل أشد وجعا، ومهما كان محزنا الشعور بالعجز عن كسوة اطفالك وادخال الفرحة على قلوبهم في العيد يظل بلا شك العيد الأكثر حزنا وحسرة هو العيد وأطفالك تحت الركام وفي رحاب الذكريات وضيافة المقابر، وما أقسى العيد وأبناؤك وأقاربك لايستطيعون الوصول إليك لمشاركتك فرحة العيد بسبب عدم القدرة المادية ولكن يظل الأقسى ألا تستطيع الوصول إليهم ولو حتى هاتفيا لأنهم في جبهات العزة والشرف ولا تعلم متى تأتيك بشرى ارتقائهم معراج الشهادة وكم هلت على القلوب المؤمنة في يوم العيد الذي جلبت متطلباته المعاناة لقلوبنا.

كم مرت من الأعياد علينا والفقر يحاصرنا والحاجة تجتاحنا و عسر الحال يغتال فرحتنا ؟؟ وكم صبرنا ولا مبرر للصبر حينها ؟؟ و صمتنا وحقوقنا في أيادي من يبكون اليوم على عيدنا ؟؟ ، فهل نتخلى عن الصبر وقد صار الصبر بوابة النصر ؟! ، وهل نهتز ونخضع وقد بات الصمود وسام عزة وكرامة ؟!

اللهم في سبيلك صبرنا وصمودنا وعناؤنا وشقاؤنا فأعنا يا مولانا وعجل النصر لنا والفرج علينا والنيل من أعدائنا يا عزيز يا جبار يا أرحم الراحمين.