الخبر وما وراء الخبر

كوميديا البرامج الساخرة والنكتة السياسية من التسلية إلى الإنبطاح

193

بقلم / حسين الشدادي

من المسلم به أن الواقع الحاصل يثير سخرية اليمني ذاته من ذاته ومنذ بداياته الأولى التي تعرف بها إلى ماهية الحياة حتى مماته وأنه بين المسافة التي يقطعها بينهما وهي مسيرة حياة حافلة بالمتاعب والمصاعب يتغلب عليها بالإستمرارية دون توقف مهتدي بكونه اليمني الذي لا تعرف الرفاهية طريقها إلى حياته فأخذها مأخذ جد وكد ويقصد التسلية في أصعب لحظاتها أو قل أيامها وسنينها والمواقف التي يعتبرها بقية خلق الله في العالم غير مناسبة للتعليق الكوميدي وجد العالم اليمني يقابلها بالنكتة السياسية التي أخذت نطاقًا زمنيا وجغرافيًا وافتراضيًا واسعًا ليوسع قدرته على تحمل أعباء وتبعات الحرب العسكرية ومواجهة الحرب النفسية الأشد ضراوة من العسكرية التي تشنها قوى العدوان عليه منذ أزيد من عامين.

ورغم أن غالبيتها أقصد هنا النكتة السياسية التي زامنت سنين العدوان منذ بداياته لم تكن مأدلجة من قبل جحافله الذين شرعوا بدس رسائل مسمومة جوف تلك النكت لتحقق أهدافهم التي ضمنها خلق حالة من التذمر لدى المواطن اليمني من واقعه الحاصل وتركيعه وتمييع قضيتة العادلة التي ضحى في سبيلها الصناديد من الشرفاء بدمائهم الطاهرة فارتقوا شهداء في درب العزة والكرامة الذي يضج بعديد المجاهدين الصادقين المتشوقين لللقاء والارتقاء على غرار من سبقوهم من الشهداء العظماء.

إن استغلال ترسانة العدوان الإعلامية وعلى كافة المستويات ووسائل الاتصال والتواصل للحاجة النفسية لدى المواطن اليمني المتمثلة بحاجته للترويح عن النفس المنهكة من وعثاء الحرب أو قل الهروب من واقعه جعلتها تعمل على اختراق المواطن اليمني بنكت سياسية مقولبة بما يتناسب وتحقيق أهدافها من قبيل إشباع حاجة المواطن اليمني للتسلية بنكت مشبعة بالسموم لإثارة غضبه من واقعه وتوجيه ذلك الغضب صوب من رسمتهم تلك النكت السياسية المأدلجة سببًا في ما نحن عليه رغم أن المسألة برمتها واضحة للعامة وعلى كل حال أخذها المواطن اليمني مأخذ هزل فجهلعا تثير ضحكه لا غضبه من حاله لتحوله كما يريد أعدائه رغم تأثيراتها على المدى البعيد التي لا يجب إغفالها.

لكن اليوم يجب الإقلاع عن منتجات إعلام العدوان الكوميدية إلى جانب خدماتها الإخبارية وغيرها وتشعر الخطر الذي تلحقه بروحيتنا فتجعلنا على المدى القريب لا البعيد بعيدين جدًا عن قضيتنا مُلقيين على هامش واجباتنا الوطنية والدينية والمجتمعية راضخين للأعداء.