الخبر وما وراء الخبر

بيان مجلس الأمن الدولي حول اليمن.. الانحياز الواضح للجلاد

138

بقلم / مروان حليصي

صُدم أبناء الشعب اليمني الذين يتعرضون لعدوان سعودي أمريكي ضمن تحالف دولي للعام الثالث على التوالي من بيان مجلس الأمن الدولي في جلسته الأخيرة المنعقدة بشأن اليمن الذي تجاهل الكثير من الحقائق عن العدوان على الشعب اليمني الذي ارتكب بحق أبناءه عشرات الجرائم المروعة يندى لها جبين الإنسانية، حيث تجاوز عدد ضحاياه 33,395 ما بين شهيد وجريح جراء العدوان، وأن عدد الشهداء من الأطفال فقط بلغ 2,689 طفلًا، ومن النساء 1,942 امرأة، ومن الرجال 7,943 رجلًا، وجميعهم من المدنيين، وأن عدد المنازل المدمرة والمتضررة جراء العدوان قد بلغت 404,485، كما دمر العدوان 746 مسجدًا، وأن عدد المنشآت التعليمية والرياضية التي استهدفها العدوان بلغت 775 مدرسة ومعهد، و114منشأة جامعية، و26 منشأة إعلامية تضررت جراء العدوان الذي طالت صواريخ طائرته الحجر والبشر .

وليس خافيا على المجلس الموقر ولا المنظمات الدولية الإنسانية والحقوقية ومنها التابعة للأمم المتحدة الاستهداف المتعمد الذي تعرضت له البنى التحتية والمنشآت الحكومية والخدمية من قبل طائرات العدوان ومنها 162 محطة ومولد كهرباء، و368 خزانًا وشبكة مياه، و353 شبكة ومحطة اتصالات، و294 مستشفىً ومرفقًا صحيًا، و103منشأة رياضية، و1.633 منشأة حكومية، وان المنشآت التجارية والزراعية المستهدفة بلغت 5,769 منشأة، و1,784 حقلًا زراعيًا، و552 سوقًا تجاريًا، و289 مصنعًا، و318 محطة وقود، و676 مخزن غذاء، و221 مزرعة دواجن ومواشي، وفي جانب النقل تم استهداف 2,762 وسيلة نقل، و528 ناقلة غذاء، و242 ناقلة وقود، و15مطارًا، و14ميناءً، و1,733 طريقًا وجسرًا، ووصولا إلى المنشآت الأثرية والسياحية التي لم تسلم من حقد العدوان الذي استهدفت صواريخه 230 منشأة سياحية، و207 معلمًا أثريًا طبقا للإحصائيات التي نشرها المركز القانوني للحقوق والتنمية بمناسبة مرور 800 يوم من العدوان.

وكم هو مؤسف أن تصطدم أمنيات الشعب اليمني في العيش في سلام وآمن وبعيدا عن أزيز طائرات العدوان ودوي غاراتها، وجرائم الذبح والسحل والتنكيل التي تمارسها الجماعات الإرهابية المساندة لتحالف العدوان بحق أبناءه في أكثر من محافظة، أن تصطدم بانحيازات أهم مؤسسة دولية معنية بحفظ الأمن والسلام الدوليين عول عليها كثيرا لوقف العدوان الذي يتعرض له تحت ذريعة دعم الشرعية المزعومة التي انتهت بعد عامين من انتخابها طبقا للمبادرة الخليجية التي جاءت بها، وكم هو محبط لهذا الشعب الذي عقد الآمال كثيرا على مجلس الأمن الدولي ليضع حدا لنزيف الدم اليمني ووقف جرائم الحرب والإبادة التي يتعرض لها أبناؤه طيلة عامين وثلاثة أشهر، ويفك عنه الحصار الجائر البري والبحري والجوي المفروض عليه الذي يمثل لوحده جريمة ضد الإنسانية طبقا للقوانين والمعاهدات الدولية، وينهي معاناته مع ثلاثي الموت الحرب والحصار والكوليرا الذي أصبح بفعل فاعل سيفا مسلطا على رقاب أبناءه.

وقد كان مخيبا للآمال أن بيان المجلس لم يكتفي بتجاهل معاناة شعب برمته، بل إنه أظهر انحيازه الواضح للجلاد ضد الضحية عبر دعوته لطرفي من أسماهم الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح بإيقاف الهجمات على أراضي المملكة العربية السعودية، متجاهلا العدوان الذي يتعرض له الشعب اليمني والحصار الجائر المفروض عليه، وكنت أتمنى من أعضاء المجلس قبل إصدار بيانهم الذي حتما سيشجع دول العدوان على استمرار جرائمها بحق اليمن الأرض والإنسان، أن يستذكروا أنه لولا وجود أكثر من 200 طائرة حربية تعربد في سماء اليمن وتستهدف بصواريخها الفتاكة وقنابلها الفسفورية والعنقودية المحرمتان دوليا الأخضر واليابس منذ أكثر من 800 يوم، واستقدام تحالف العدوان آلاف العناصر “القاعدية” والداعشية من سوريا عبر تركيا إلى اليمن لقتل الشعب وسحله، وتكالب أكثر من 17 دولة في عدوانها على قتل الشعب اليمني وحصاره بقيادة السعودية وأمريكا لما تعرضت المملكة لشيء، وأنه كان الأحرى بهم على الأقل أن يخوضوا قليلا في الأسباب التي تقف خلف تعرض السعودية للهجمات من قبل أفراد الجيش واللجان الشعبية الذين لا يملكون الطائرات الحربية الحديثة والمتطورة ولا دبابات الإبرامز الأمريكية ولا المدرعات ولا العربات ولا البوارج الحربية، ولا يملكون المال لشراء الأسلحة الحديثة والفتاكة من أمريكا وبريطانيا العضوتين في المجلس لاستهداف المدنيين والمنشآت المدنية كما تفعل السعودية وتحالفها العدواني بحق اليمنيين طيلة العامين وثلاثة أشهر، فهم يهاجمون السعودية مشيا على أقدامهم دفاعا عن أبناء شعبهم الفقير وعن العرض والكرامة، ويحمون وطنهم ضد من اعتدى عليهم كحق كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية بعد تخاذلكم في القيام بواجبكم ومسؤولياتكم في وقف العدوان الذي يتعرضون له دون مصوغ قانوني .

ورغم الصدمة التي تعرضها لها الشعب اليمني من البيان، إلا أنهم لم يخفوا سخريتهم من دعوة مجلس الأمن الدولي الدول الأعضاء إلى تنفيذ حظر الأسلحة إلى اليمن بينما موظفي الدولة لم يستلموا مرتباتهم منذ ثمانية أشهر جراء الحصار والعدوان، وعدم التزام حكومة هادي بتعهداتها للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بصرف المرتبات للموظفين من الأموال التي طبعت في روسيا ؛ نقول انه من الطبيعي ان ينحاز مجلس الأمن الدولي في بيانه إلى السعودية، لأننا شعب فقير لا نملك ملايين الدولارات التي يسيل لها اللعاب لشراء الذمم والمواقف الدولية كما تفعل أنظمة عربان الخليج، ولا نملك المليارات من الدولارات لعقد صفقات الأسلحة مع بعض الدول الأعضاء، ولأننا رفضنا الوصاية على الأجنبية على بلادنا، وأبينا أن نكون أدوات للمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة كما هو حال أنظمة بعض دول الخليج، ولأننا لم نقبل بالتواجد الأجنبي على أراضينا وبناء القواعد العسكرية فيها،ولأننا جعلنا القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية ، ولأننا ناصبنا العداء لمن يعبث بآمن واستقرار الشعوب العربية والإسلامية عبر أدواته في المنطقة ؛ ولكن ليس من الطبيعي ولا المنطقي أن يطالب الشعب الذي يدافع عن نفسه ضد تحالف دولي يضم 17دولة تملك ترسانات من الأسلحة الحديثة والمتطورة بالكف عن الدفاع عن نفسه، وقبول أبناء بأن يموتون في منازلهم والأسواق والطرقات جراء غارات طائرات العدوان وقصف بوارجه الحربية دون أن يحركوا ساكنا إرضاء للسعودية وتحالفها الإجرامي، بما يتنافى مع كل القوانين الربانية ومواثيق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي ولا تقبله فطرة الإنسان، وهل يخفى على حضرة أعضاء مجلس الآمن الدولي إنني اختتم مقالي هذا على وقع سقوط أكثر من 25 شهيدا وعدد من الجرحى في محافظة صعدة جراء استهداف طيران من دعا في بيانه إلى وقف الهجمات عليهم وتحالفها الأمريكي لسوق شدا الحدودي بغارتين، فلا اعتقد ذلك.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.