كيف حالك يا تحالف؟!
بقلم / طالب الحسني
قبل أيام قليلة افتتح أحد برامج قناة الجزيرة حلقة نقاشية بهذا التساؤل، كيف حالك يا يمن؟ لكن السؤال الجوهري الذي أرادته الجزيرة وكان محور النقاش هو السؤال التالي، كيف حالك يا تحالف بعد مرور ثلاثين شهرا على “عاصفة الحزم”؟!! العدوان على الشعب اليمني الفقير الغني أقصى الجزيرة العربية والذي كان يمد السعودية ودول الخليج بالحبوب والفواكه والبن والعسل عندما كانوا حفاة عراة ورعاة للغنم والإبل في صحراء قاحلة، قبل أن يظهر الذهب الأسود الملعون.
الجزيرة بدأت تكاشف الرأي العام بانتكاسة التحالف الذي تقوده السعودية والفضائع المهولة التي تقوم بها الإمارات في المحافظات الجنوبية ومنها حضرموت جنوب شرق اليمن، والسجون والمعتقلات التي تقيمها هناك، ودعم الانفصال وتفتيت اليمن، ونسيان قائمة أهداف عاصفة الحزم المعلنة، وإنشاء معسكرات التجنيد خارج أي إطار قانوني والإشراف على مجموعات مسلحة وتمويلها خارج سيطرة الشرعية التي قالوا أنهم جاءوا للقتال من أجل تمكينها مجددا من السلطة و وقائمة طويلة من الإجراءات التي تستخف بشرعية وسيادة دولة مستقلة وجارة تكبر دولة الإمارات جغرافيا وسكانيا بأكثر من خمسة أضعاف، تفعل ذلك فقط لان لديها ضوء أخضر أمريكي ولأن النفاق وازدواجية المعايير لدى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يتسع لكل من بقدرته تسديد فواتير الصمت والتخاذل والقفز على كل القوانين والمعاهدات الدولية.
كيف حالك يا تحالف؟
أكثر من 32 ألف إنسان قتلوا وأكثر من 400 ألف منزل تم تسويتها بالأرض عدا عن تدمير كل البنية التحتية التي جمعها اليمنيون على مدى خمسة عقود من الزمن، عدا عن تدمير البنية التحتية للمؤسسة العسكرية هذا هو ما أنجزه التحالف، وعلى ذكر هذا الانجاز الأليم والمخجل فإن صراخ مجلس الأمن الدولي في آخر جلساته بشأن اليمن في الـ 15 من الشهر الجاري لمناقشة مشروع قرار تقدمت به بريطانيا وأفشلته روسيا يؤكد أن المحافظات التي وصلت إليها القوات الإماراتية والسعودية وبعض المجاميع التابعة للحكومة التي تقيم في الرياض منذ عامين ونصف باتت هذه المحافظات بؤرة لنشاط تنظيم القاعدة وداعش، بينما يستمر تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي بقصف ما بقي من منازل المواطنين في محافظات صنعاء وصعدة وتعز وحجة ويهدد ميناء الحديدة غرب اليمن الشريان الوحيد المتبقي، وعلى ذكر الميناء أيضا علينا أن نذّكر أنه لم يعد يستقبل أي سفن إلا فيما ندر بسبب القيود التي تفرضها السعودية في إطار حصارها الجوي والبحري والبري، هذا هو حال التحالف.
جزء كبير من قيادات حزب الإصلاح اليمني ( إخوان اليمن ) انتقلوا من السعودية إلى قطر والبعض الآخر انتقلوا إلى تركيا، وكان هؤلاء كلهم جزء من التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي، هؤلاء باتوا يحملون السعودية الآن مسؤولية تدمير اليمن ويقولون أنها خذلتهم بعد أن مكنوها من كل شيء وجندوا للقتال معها الآلاف من عناصرهم على أمل أن هذا التحالف الواسع، هذا الموقف الأخير من السعودية ظهر بعد الأزمة الخليجية، والقطيعة التامة بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة ثانية، يقول هؤلاء بشكل علني الآن أن السعودية أطلقت رصاصة الرحمة على ما بقي من أمل في تحول عسكري لصالح التحالف الذي تقوده فمعظم من يقاتلون ضمن هذا التحالف وخصوصا في جبهات الشمال اليمني وإن كانت أيديهم مع السعودية فأرواحهم وقلوبهم مع قطر وبالتالي فإن نكسة كبيرة تنتظر معسكراتهم المتعثرة أصلا، هذا هو حال التحالف، أما حال اليمن فجزء كبير من اليمنيين تعاطفوا مع قطر التي شاركت في قتلهم ليس حبا في أميرها ونظامها ولكن لأنهم يشعرون أن الوقوف أمام الغطرسة السعودية هي ما تجمعهم.