على شفا ( الصوملة )!
بقلم / عبدالله علي صبري
أكثر من ربع قرن ولما تجد الأزمة الصومالية طريقاً للحل، وذلك بالرغم من أهمية موقع الصومال الاستراتيجي، وما تحتويه أراضيه من ثروات وموارد تجعل من الصومال الكبير قوة إقليمية معتبرة في حال لو استقرت وأعادت بناء نفسها من الداخل.
وبدل أن تستفيد الدول العربية من دروس الأزمة الصومالية وتعمل على تجنب هذا المصير التفكيكي، نجد الكثير منها يسير على ذات الدرب للأسف الشديد.
كان بإمكان العرب عبر الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي أن يضعوا حداً للمعاناة التي يعيشها الشعب العربي الصومالي، لكن الصومال لم تجد يداً حانية تأخذ بيدها وتنقذها من سعير الاحتراب الداخلي وتبعاته الاقتصادية والإنسانية.
ولا أخشى على اليمن سوى من هذا المصير الذي بات يزحف علينا والعالم منشغل بقضايا وأزمات أخرى!
فمن يتأمل في بيان مجلس الأمن الأخير، يدرك أن المجتمع الدولي يتعاطى مع العدوان والأزمة في اليمن كمسألة هامشية رغم التصريحات والأخبار التي تتحفنا بها وزارة الخارجية كل يوم.
الحرب المنسية في اليمن، هي كذلك ليس لأن العالم لا يعرف عنها شيئاً، وإنما لأن الدول الكبرى لم تختلف بشأنها إلا في جزء يسير من التفاصيل، وهو ما جعل الحرب على اليمن مجرد نقطة هامشية في جدول أعمال مجلس الأمن. وقد نجح التحالف السعودي الأمريكي في فرض رؤيته للملف اليمني، إلا من مشاكسات – غير جوهرية – تصدر من روسيا ومندوبها الدائم بالأمم المتحدة.
اللافت أن تعامل ما يسمى بدول التحالف مع حكومة المرتزقة يؤكد أن الهدف ليس إعادة ما يسمى الشرعية ومؤسسات الدولة، فإذا كانت عدن قد تحررت – بزعمهم – منذ عامين، فلماذا لا تعود السفارات لتفتح أبوابها من هناك كما كان مخططاُ له قبيل العدوان على اليمن؟
لن نضيف جديداً بالقول أن العدوان السعودي الأمريكي يتعامل مع كل الأطراف اليمنية باعتبارهم أمراء حرب وقادة مليشيات يتصارعون في ما بينهم.. وإذا كان الموقف من صنعاء وأطرافها معروفاً سلفاً، فقد بات من المؤكد أن تحالف العدوان لا يتعامل مع( الشرعية ) كطرف واحد، وإنما كمليشيات في عدن وتعز وحضرموت ومأرب، وهو ما يعقد من الأزمة اليمنية داخلياً حتى وإن توقف العدوان الخارجي.
لا يريد العالم أن يعترف بحكومة صنعاء، وهو في نفس الوقت لا يتعامل مع نزلاء فنادق الرياض إلا بكونهم غطاء للحرب والحصار الذي يحول دون خروج اليمن عن الوصاية السعودية الأمريكية، فإذا لم يتمكن من إعادتها إلى بيت الطاعة، فإنه لن يكون حريصاً على عودتها كدولة موحدة ومستقرة.. وهذا ما حصل في الصومال منذ 1990م .. ونأمل ألاّ يتكرر نفس السيناريو في اليمن!