خفايا زيارة ترامب للرياض وعلاقتها بمستجدات المنطقة !!
بقلم / زيد الغرسي
تعتبر زيارة ترامب إلى الرياض منعطفا خطيرا في تاريخ المنطقة التي تشهد صراعات وحروب فهي بداية فصل جديد من المؤامرات الامريكية على شعوب وخيرات ودول المنطقة ، أبرز عناوينها تقسيم المقسم وتفتيت دول المنطقة إلى كنتونات متناحرة على أسس مناطقية ومذهبية وعرقية في سياق المشروع الأمريكي المعلن في 2006م بما عرف بالشرق الاوسط الجديد.
البعض يتعامل مع المستجدات الأخيرة كملفات منفصلة عن بعضها فهو يرى أن ما يحدث في سوريا لا علاقة له في ما يحدث بين قطر والسعودية وما يحدث بين الدولتين لا علاقة له بتفجيرات غيران وهكذا مع أن الأحداث تثبت ترابطها بشكل واضح وتؤدي غلى هدف واحد وهو تقسيم المنطقة وهذا ما نراه في المستجدات الأخيرة التي جاءت كنتائج أولية لزيارة ترامب والتي منها التالي :
– تقسيم سوريا من خلال محاولة إنشاء دولة كردية في شمال سوريا بالحدود مع تركيا والإعلان قبل أيام عن تشكيل ما يسمى القوات الحكومية المنتمية لأكراد سوريا لمقاتلة الجيش السوري.
وفي نفس الوقت العمل على إقامة دولة سنية في جنوب سوريا في مناطق الرقة وما جاورها وتشكيل مليشيات عسكرية جديدة فيها ثم تدخل الطيران الأمريكي ضد الجيش السوري لمنعه من أي تقدم في تلك المناق
– تقسيم العراق من خلال إعلان مسعود البرزاني حاكم كردستان قبل أيام بإجراء استفتاء شعبي لفصل إقليم كردستان عن العراق في شهر سبتمبر المقبل.
– تقسيم اليمن من خلال إعلان ما يسمى بالمجلس الانتقالي في جنوب اليمن برعاية بريطانية كخطوة متقدمة في سياق فصل جنوب اليمن عن شماله ثم فصل حضرموت عن الجنوب وهكذا وصولا إلى تقسيمه لكنتونات صغيره مع استمرار الأمريكي في محاولاته لاحتلال الساحل الغربي لليمن.
– إنهاء دولة فلسطين المحتلة من خلال نقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس المحتلة واعتراف حماس بالدولة الصهيونية ثم قرار الحكومة الصهيونية التي اتخذ خلال اجتماعاتها تحت المسجد الأقصى لأول مرة في تاريخها والذي قضى بتغيير فلسطين ديمغرافيا تماما لصالح اليهود من خلال دمج الضفة الغربية وغزة مع مديريات إسرائيلية تكون الغلبة فيها سكانيا لليهود.
– العمل على إثارة الفوضى والحروب في الدول التي تشهد نوعا ما من الاستقرار كخطوة اولى في الحاقها ببقية الدول في مخطط التقسيم كما يعمل النظام السعودي حاليا في المنطقة الشرقية بالمملكة وكما يعمل النظام البحريني بتصعيده الأخير ضد شعبه بعد أخذه الضوء الأخضر من ترامب أثناء زيارته للرياض، مع العمل في نفس الوقت على إدخال دول الخليج نفسها في صراعات كما يحدث حاليا بين قطر والسعودية والإمارات كما ان التفجيرات الأخيرة في إيران تأتي في سياق نشر الفوضى في كل بلدان المنطقة.
– كانت الولايات المتحدة الامريكية تريد تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد في عام 2006م والبداية من لبنان التي شنت عليها إسرائيل الحرب وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية حينها بقولها نحن نرى تشكيل شرق أوسط جديد.
– عجزت عن ذلك بانتصار حزب الله فأعلنت أمريكا في عام 2008م اتخاذها سياسة الفوضى الخلاقة كخطوة تمهيدية للتقسيم فجاءت ثورات الشعوب في 2011م لتركب أمريكا موجتها وتحرفها لتحقيق هدفها بإدخال الفوضى الخلاقة وهذا ما حدث فعلا بالعدوان على سوريا تحت مسمى الثورة ثم لاحقا العدوان على اليمن تحت ذريعة إعادة الشرعية.
– كانت هذه مهمة إدارة أوباما وبعد إدخال المنطقة في حروب وفوضى خلاقة جاء ترامب ليبدأ مهمته الجديدة في تقسيم المنطقة على أسس مناطقية وطائفية وعرقية ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد وهذه بدايات ملامحه التي ذكرتها سابقا.